ٍَالرئيسية

خطة بايدن.. سُلّم لإنزال نتنياهو من أعلى الشجرة

العالم الخبر و إعرابه

-كان واضحا ومنذ فترة، ان الادارة الامريكية كانت تبحث عن سلم، لانزال حليفها نتنياهو، من الشجرة التي تسلقها بدعم امريكي، عندما اعتقدت ادارة الامريكية برئاسة جو بايدن، ان معركة “طوفان الاقصى”، فرصة سانحة لتدمير حماس والقضاء على المقاومة في غزة.

-ثمانية اشهر من الفشل المتوالى لقوات الاحتلال الاسرائيلي، جعل العراب الامريكي، يستشعر الخطر الداهم الذي بات يهدد الكيان الاسرائيلي كوجود، وكان لابد من بلورة خطة للخروج من مستنقع غزة، بشكل لا تظهر فيه “اسرائيل” والحليف الامريكي، كما عاد من غزة خال الوفاض، الامر الذي سيعتبر انتصارا مدويا للمقاومة في غزة ولشعبها الصابر.

-منذ ان أعلن بايدن يوم الجمعة الماضية، ما وصفها بخطة “إسرائيلية” من ثلاث مراحل، من شأنها إنهاء العدوان على غزة، صدرت من اعضاء الحكومة في الكيان الاسرائيلي، ردود فعل متباينة، فقد سارع نتنياهو الى التأكيد على أن كيانه سيمضي في الحرب حتى تحقق جميع أهدافها، بما في ذلك إنهاء حماس كقوة عسكرية وسياسية. بينما اعتبر المتحدث باسم الحكومة “الإسرائيلية” ان الخطة التي طرحها بايدن “غير مكتملة”.

-كان واضحا منذ البداية، ان ظهور نتنياهو بمظهر “قائد الحرب” الرافض لوقف العدوان، وظهور امريكا وزعماء المعارضة في الكيان، بمظهر من يحاولون اقناع نتنياهو بقبول الاتفاق، كان ظهورا مدروسا، لحفظ ماء وجه نتنياهو، وبايدن، وانقاذ “اسرائيل” التي تحولت الى كيس للملاكمة، وفقا لتعبير الصحافة “الاسرائيلية” نفسها.

-بايدن يعلم انه لو كان بمقدور امريكا و”اسرائيل”، تدمير حماس والقضاء على المقاومة في غزة، لما لجأ الى هذه المسرحية، التي اراد من خلالها الظهور بمظهر القائد الذي يملك قوة التأثير على نتنياهو وحكومة حربه، والضغط عليهم، بقبول ما كان يرفضه بايدن نفسه، قبل الان، مثل وقف الحرب، دون التطرق الى تدمير حماس والمقاومة في غزة.

-ان كل التصريحات والمواقف التي اطلقها نتنياهو، والتي سيطلقها خلال الايام القليلة الفادمة ، ليست سوى قنابل صوتية، ومن فصول المسرحية الامريكية، فكل زعماء الكيان، من نتنياهو وغانتس وهاليفي وبن غفير وسيموتريش وغيرهم، تحركهم خيوط تتحكم بها يد بايدن، التي اخذت ترتجف مؤخرا، بفضل صمود المقاومة وصبر اهالي غزة الاسطوري، والاحتجاج الشعبي الذي عم العالم اجمع، وتحرك المحاكم الدولية، لمحاكمة كل من ساهم بشكل ومباشر وغير مباشر، في الابادة الجماعية التي يتعرض لها اهالي غزة، انتقاما لهزيمة الكيان وامريكا، امام مجاميع من الشباب الفلسطيني المؤمن.

-عندما يعلن كبار المسؤولين في امريكا، ان “إسرائيل أبدت استعدادا لإبرام اتفاق لوقف الحرب في غزة”، عندها لا يجب ان نأخذ ما يقول نتنياهو، عن عدم استعداده لوقف الحرب، وكذلك قوله ان ما عرضه بايدن ليس دقيقا، ولا دعوة لابيد بمنح نتنياهو شبكة أمان، في حال نفذ بن غفير تهديده بالانسحاب من الحكومة، على محمل الجد، فالجميع يتحرك في نظاق الدور الذي تسمح به امريكا، فليس لامريكا ولا نتنياهو من خيار، الا ان يضربا بعرض الحائط، باهداف عدوانهما على غزة، مثل اطلاق سراح الاسرى بالقوة، والقضاء على المقاومة، واغتيال كبار قادتها وعلى راسهم السنوار و الضيف، واحتلال غزة مرة اخرى، واعادة المستوطنين الى مستوطنات غلاف غزة، وهو ما يعني هزيمة الثنائي الامريكي الاسرائيلي، امام غزة، وهي هزيمة ستكون مدوية، حتى لو اخفاها بايدن، وراء ستائر مسرحياته الباهتة.

.

المصدر
الكاتب:
الموقع : www.alalam.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-06-04 10:06:36
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى