صعّدت المقاومة الاسلامية في لبنان من مستوى الرد على عدوان العدو على القرى والمدنيين في لبنان، وباشرت خطة نوعية تهدف الى رفع مستوى الاسناد للمقاومة في غزة، في ظل اللحظة السياسية الخاصة التي تمر فيها المفاوضات حول مصير الحرب هناك.
وامس، ادخلت المقاومة مدينة نهاريا وجنوبها ضمن خطة الضرب المباشر، ما يعني فتح الباب امام نزوح عشرات آلاف آخرين من المستوطنين. فيما ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن 120 ألف مستوطن أصبحوا ضمن نطاق الخطر الذي تشكله الصواريخ والمسيرات التي تطلق من لبنان. واشارت صحيفة «معاريف» إلى أن بلدية نهاريا تدرس إلغاء التعليم بعد انفجار طائرة مسيرة فيها اليوم.
واطلقت المقاومة في الساعات الـ 36 الماضية صليات من صواريخ الكاتيوشا باتجاه عكا ووسط مدينة نهاريا، وجرى الحديث عن وقوع اصابات من دون اي اعلان رسمي، اضافة الى قصف موضعي استهدف قواعد ومراكز عسكرية في المنطقة، ما دفع بقيادات “اسرائيلية” الى رفع الصوت لشن حرب على لبنان، وكان اللافت ما قاله وزير التعليم (ليكود) يوآف كيش بأنه «ليس من الممكن مواصلة أيام القتال في الشمال، يجب أن ننتقل إلى الحسم». وتوجه الى قيادة الحكومة: «حان الوقت للدخول في حرب شاملة ضد حزب الله، وطرد سكان جنوب لبنان البالغ عددهم 400 ألف نسمة إلى ما وراء الليطاني والتأكد من أنهم لا يطلقون النار» على الكيان. فيما قال رئيس بلدية نهاريا، رونين مارلي لاذاعة العدو: “لا يمكننا العيش بهذه الطريقة، على الدولة أن تفعل شيئاً ما. علينا مناقشة إمكانية الخروج من قطاع غزة بشكل أحادي”.
وفي حصيلة مشهد نهاية الأسبوع الصعبة، تزداد قناعة “الإسرائيليين” عموماً، ومستوطني الشمال خصوصاً، بأن «حزب الله غير مردوع، وهو يفعل ما يريد، ويطلق النار على أي هدف متى أراد ذلك»، وفق مسؤول في بلدية مستوطنة كريات شمونة.
فقد شهد اليومان الماضيان إطلاق عشرات القذائف الصاروخية، بما في ذلك صواريخ مضادة للدروع وطائرات مُسيّرة وصلت إلى مسافة بعيدة في العمق الفلسطيني، حتى عكا، أدخلت 50 ألف مستوطن إلى الملاجئ. وأسقط حزب الله مرة جديدة طائرة بدون طيار من نوع «كوخاف»، هيرميس 900، بصاروخ أرض جو، وهي واحدة من أحدث وأغلى الطائرات التي تمتلكها القوات الجوية “الإسرائيلية”.
وواصل حزب الله عملياته النوعية أمس، فشنّ هجوماً جوياً بسرب من المُسيّرات الانقضاضية على مقر كتيبة الجمع الحربي في ثكنة يردن في الجولان المحتل، استهدفت رادار القبة الحديدية فيها وأماكن استقرار وتموضع ضباطها وجنودها و«أصابت أهدافها بدقّة، ما أدى إلى تدمير الرادار وتعطيله وإيقاع الضباط والجنود بين قتيلٍ وجريح».
ورداً على اعتداء العدو “الإسرائيلي” على منطقة البقاع، قصف حزب الله بِرمايتين متتاليتين مقر قيادة فرقة الجولان 210 في ثكنة نفح بعشرات صواريخ الكاتيوشا. وبعد رصدٍ لحركة آليات العدو “الإسرائيلي” في موقع العباد، كمن مقاتلو الحزب لها وعند وصول الآليات إلى بوابة الموقع استهدفوا إحداها بالأسلحة الصاروخية المباشرة، ما أدى إلى تدميرها واحتراقها بِمن فيها. كما استهدف الحزب كريات شمونة بعشرات صواريخ الكاتيوشا، ومستعمرة المطلة بالأسلحة الصاروخية المباشرة، ومواقع الرمثا والسماقة في تلال كفرشوبا، وزبدين في مزارع شبعا اللبنانية، إضافة إلى موقع المرج.
تعليقاً على عمليات حزب الله وما خلّفته من دمار في المواقع المستهدفة، نقلت صحيفة «إسرائيل اليوم» عن قائد القوات البرية السابق في الجيش “الإسرائيلي” اللواء يفتاح رون تال، أنه قال «ليس الأمر ما إذا ستكون هناك حرب في الشمال، بل هناك حرب في الشمال، حرب نشعر فيها بالإهانة، حزب الله بنى حزاماً أمنياً، لقد تمّ تفكيك مجتمعاتنا، ونصف السكان لا يعرفون ما إن كانوا سيعودون».
وكتبت الصحيفة في تقرير حول الوضع في الشمال: «ماذا حدث لدولة “إسرائيل” التي تتلقّى منذ ما يقرب من ثمانية أشهر آلاف القذائف الصاروخية والطائرات المُسيّرة والصواريخ المضادة للدروع، وتعضّ شفتيها، وتقاتل ويداها مقيدتان خلف ظهرها؟»، مشيرة إلى أنه «عشية الحرب، كانت “إسرائيل” مرتدعة عن تدمير خيمة حزب الله التي انتهكت بضعة أمتار داخل الأراضي “الإسرائيلية” ولم ترد على حوادث مثل تسلّل مخرب إلى مفترق مجدو، فقط حتى لا تزعج (الأمين العام لحزب الله السيد حسن) نصرالله وتخاطر بنشوب حرب. والآن أيضاً، يعمل الجيش “الإسرائيلي” وفقاً للمعادلات نفسها، رغم أن حزب الله يقصف الشمال من دون رحمة».
وأشار المراسل العسكري لإذاعة جيش الاحتلال إلى التحدي الكبير للجيش “الإسرائيلي” في اعتراض طائرات حزب الله بدون طيار، وقال: «هذه المرة أيضاً، تمّ إطلاق صواريخ اعتراضية على طائرات بدون طيار، لكنها فشلت في اعتراضها، كما حدث هذا الصباح (الأحد) أيضاً عندما اخترقت طائرتان بدون طيار منطقة كريات شمونة ولم يتم اعتراضهما رغم المحاولات”.
وفي السياق، أشارت وسائل إعلام عبرية إلى أن مستوطنات الشمال ومدنه الكبرى، مثل عكا وكريات شمونة ونهاريا، تتعرض لعشرات الصواريخ والمُسيّرات وصفارات الإنذار، وليس فقط المستوطنات الحدودية، لتتساءل: «هل رأى أحد الخط الأحمر لوزير فقدان الأمن غالانت؟». فيما ذكر مركز «علما» العبري، أن شهر أيار الفائت هو الشهر الذي «شهد أعلى كثافة لهجمات حزب الله» على الجبهة الشمالية منذ تشرين الأول 2023. وقال إن حزب الله نفّذ في أيار 325 هجوماً، مشيراً إلى أنّ «المتوسط اليومي للهجمات بلغ 10 هجمات يومياً”.
المصدر
الكاتب:وكالة شمس نيوز الإخبارية – Shms News || آخر أخبار فلسطين
الموقع : shms.ps
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-06-03 12:53:00
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي