ماذا نفعل إذا رفضت “حماس” الصفقة؟

ماذا نفعل إذا رفضت “حماس” الصفقة؟
المصدر
المؤلف
  • لقد تحول موضوع المخطوفين إلى سلاح استراتيجي ضد دولة إسرائيل، بسبب استخدامه من أجل شقّ المجتمع الإسرائيلي من الداخل. لقد اكتشف أعداؤنا نقطة ضعف مهمة، وهم يستخدمونها، هذه المرة، من أجل الحصول على إنجازات سياسية في المدى البعيد، وليس فقط من أجل تحرير “المخربين” من السجون. لذلك، المطلوب استراتيجيا جديدة تماماً من أجل أن نقتلع بشكل جذري  قدرة عدونا على تحقيق إنجازات حقيقية على صعيد الوعي. إذا فشلنا في ذلك الآن، سيتحول كل إسرائيلي إلى هدف للابتزاز من خلال خطفه، وإلى أداة لخلق مزيد من النزاعات الداخلية.

 الجزرات:

  • في المرحلة الأولى، علينا إعادة بناء الشرعية التي خسرتها إسرائيل في غزة، وذلك عبر الخطوات الآتية:
  1. أن تعلن إسرائيل موافقتها فوراَ على طلب الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن وقف إطلاق نار إنساني في غزة لمدة تتراوح ما بين 6 و8 أسابيع.
  2. إعلان إسرائيل استعدادها لإنهاء الحرب في غزة، وإخراج قواتها من القطاع (باستثناء منطقة أمنية على طول الحدود، وأُخرى شمالاً، يجري تحديدها لاحقاً)، وذلك بشرط تحرير كل المخطوفين المحتجزين في  القطاع، وليس صفقة جزئية مع مماطلات مستقبلية. إنهاء كامل للمسألة.
  3. بالإضافة إلى ذلك، تعلن إسرائيل، رسمياً، الأسماء الدقيقة لنحو ألف “مخرب”، الذين نحن مستعدون لإطلاق سراحهم، بشرط تحرير كل المخطوفين خلال 10 أيام. وكل يوم يمرّ، بعد الأيام العشرة، نحذف أسماء من القائمة (يجري الاتفاق بشأنها مسبقاً)، كي يكون من الواضح لـ”حماس” أن من مصلحتها الإسراع في تنفيذ الصفقة.

ما يريده العالم يهمنا كثيراً. وقف القتال والاستعداد لإنهائه بصورة كاملة، سيؤديان إلى تخفيف الضغط الدولي على إسرائيل بصورة كبيرة، وتوجيهه إلى “حماس”، والطلب منها تحرير المخطوفين إذا كانت تريد وقف القتال. إن شرعية عملنا، بعد أشهر من الانتظار، ستكون واضحة إذا لم تتم استعادة المخطوفين. ومن المهم أن تجري الإضاءة على العرض الإسرائيلي السخي إعلامياً، عبر حملة إعلامية واسعة النطاق في العالم.

 

العصي: ماذا نفعل إذا لم نستعِد المخطوفين:

  • يمكن استخدام مهلة تمتد ما بين 10 و60 يوماً كنموذج لـ”حماس” والعالم كله بشأن جدية الإنذار الإسرائيلي. نوضح للعالم أن هدف الجيش الإسرائيلي هو فقط إعادة المخطوفين الموجودين اليوم في غزة، بالإضافة إلى منع أيّ نية، أو إرادة مستقبلية بشأن استخدام سلاح الخطف ضد دولة إسرائيل، ومَن يستخدم سلاح الخطف يجب أن يعرف ثمنه.

تدفيع الثمن في الميدان

  • تنشر إسرائيل خريطة واضحة لغزة، يجري فيها ترسيم حدود جديدة (المناطق الأمنية). وبعد كل أسبوع تأخير، يجري تحريك الخط الشمالي لقطاع غزة بطريقة تُفقد “حماس” ما بين 20 و50 متراً (على طول الحدود الشمالية)، كعقوبة لقاء كل يوم تأخير. ويمكن أن نبدأ بتحريك رمزي في الأسابيع الأولى، ورفع الوتيرة بمرور الوقت. ويجب أن تكون الرسالة واضحة: مرور الزمن ليس من مصلحة “حماس”. وهذا بعكس الوضع الحالي، حين ينتظر الجميع أن تقول لا، وتحصل على مزيد من التنازلات.

علنية المقترح – وشفافية كاملة حيال الجمهور الإسرائيلي

  • أن يكون جزء أساسي من المقترح الإسرائيلي علنياً بصورة مطلقة. لن تجري مفاوضات سرية، وتسريب الطاقم الإسرائيلي للمفاوضات إلى الإعلام ما رفضته الحكومة، هو وضع لا يطاق، ولا يمكن لأيّ طرف أن يتصرف بهذه الطريقة في المفاوضات… يجب أن تكون الصيغ علنية، وخصوصاً أمام الجمهور الإسرائيلي، وليس في ورقة سرية في القاهرة، يضاف إليها بعد أسبوع مزيد من مطالب “حماس”، وفي غضون ذلك، يرتفع الثمن الذي تحصل عليه الحركة التي ليس لديها اليوم أيّ سبب لوقف الصفقة، أو إبرامها.

إجماع إسرائيلي واسع النطاق

  • لكي نوضح أن المقترح يحظى بإجماع إسرائيلي واسع، يجب أن نطرحه على الكنيست للتصويت، على أمل أن يحظى بتأييد 80 عضواً من كل الكتل. وهذا أمر ضروري لكي توقف “حماس” وحلفاؤها في شتى أنحاء العالم استغلال التباينات في وجهات النظر الداخلية الإسرائيلية من أجل استخدامها في الانقسام الذي يسمح بالابتزاز.
  • ومن بين الخطوات التي يمكن اتخاذها، بالتدريج، في فترة الـ 10-60 يوماً: إغلاق تدريجي للمعابر بين إسرائيل والقطاع، بدءاً من المعابر في شمال القطاع (إيرز ومعبر الـ 96 بالقرب من بئيري) التي فُتحت مؤخراً لإدخال المساعدات. بحسب القانون الدولي، إسرائيل ملزمة بعدم عرقلة دخول المساعدات من مصر وتوزيعها في داخل القطاع، لكن لا شيء يُلزمها بفعل ذلك من داخل الأراضي الإسرائيلية. ويجب أن نقوم بذلك بالتدريج، وبخفض عدد الشاحنات. في المقابل، يجب السماح للسكان في غزة بالتوجه نحو الجنوب، إلى المناطق في رفح القريبة من مصر التي تصل إليها أغلبية المساعدات. الدفع بالسكان نحو الجنوب هو أداة للضغط على “حماس” التي تهدف في الأساس، كما تجلى في المفاوضات خلال الأشهر الأخيرة، إلى إعادة السكان النازحين إلى شمال القطاع…
  • بعد مرور 40 يوماً على الهدنة، وإذا لم تتم استعادة المخطوفين، تستعد إسرائيل لتعبئة واسعة النطاق للاحتياطيين، لكي ترسل رسالة إلى “حماس”، مفادها بأنها ستستأنف القتال الذي سيكون أكثر عنفاً… ويجب أن يكون هدف القتال مختلفاً تماماً عن السابق. تعلن إسرائيل أنها ستقوم بعملية منظمة للبحث عن المخطوفين في كل أنحاء قطاع غزة، بدءاً من الشمال وحتى الجنوب. ويتعين على السكان المدنيين إخلاء المناطق التي سيتحرك فيها الجيش الإسرائيلي والتوجه نحو الجنوب. وكلما ازداد عدد السكان في جنوب القطاع، كلما ازداد الضغط على “حماس”. ومَن يبقى من السكان في شمال القطاع يعمل الجيش على إجلائه بالقوة. ومَن يبقى من “المخربين” يُقتل، أو يُعتقل. والهدف أن تكون كل المنطقة التي عمل فيها الجيش الإسرائيلي نظيفة تماماً بعد انتهاء العمليات، بحيث يمكن البحث عن السلاح، وعن المخطوفين بصورة جذرية.
  • سيستمر القتال من الشمال إلى الجنوب مع الاقتراب من رفح. حينها، سيتجمع في منطقة تبعد 3 كلم عن محور فيلادلفي نحو مليوني شخص. وستكون “حماس” موجودة في منطقة ضيقة قريبة من الحدود المصرية. وبحسب اتفاق السلام مع مصر، ممنوع دخول القوات المدرعة إلى هذه المنطقة، إلّا بموافقة مصرية. حينها، عندما يزداد الضغط، سيكون الوقت لمصلحتنا. ويمكن أن نتوقف هناك وننتظر حتى تفهم “حماس”: إننا جدّيون، وأنها إذا كانت تريد وقف القتال، فيتوجب عليها إعادة المخطوفين كلهم.
Exit mobile version