لذلك عندما قامت حكومة الدكتاتور السابق صدام حسين بتجفيف الأراضي الرطبة في جنوب العراق في أوائل التسعينيات، شهد أبو العباس الدمار.
ثم بعد عقد من الزمن، عندما بدأ الشباب باستخدام المعاول ومضخات المياه الصغيرة في هدم السدود التي منعت المياه من الوصول إلى الأراضي الرطبة السابقة بعد سقوط صدام حسين، كان من بين أولئك الذين شاهدوا عودة المياه إلى الأهوار.
لم يكن الإبحار عاديًا منذ ذلك الحين. وتعاني الأهوار نتيجة لتغير المناخ وسوء الإدارة. ومع ذلك، ظل تفاؤل أبو العباس قائما.
في أوائل العام الماضي، وهو مستلقي على السرير بسبب تدهور حالته الصحية، تلقى زيارة من ابن أخيه جاسم الأسدي.
“ما هو وضع الأهوار؟” سأل أبو العباس.
أجاب جاسم: «الأمور بائسة».
وقبل أن يتمكن جاسم من الاستمرار، قاطعه أبو العباس.
وقال: “لا تخافوا على الأهوار، فهي ستبقى على قيد الحياة، حتى لو كانت المياه مالحة، طالما أن هناك أمثالك يدافعون عنها”.
وكانت الأهوار ذات يوم من بين أكبر الأراضي الرطبة في العالم، إذ كانت تغطي مساحة 10500 كيلومتر مربع (4050 ميلاً مربعاً) في عام 1973، وهي مساحة تعادل مساحة لبنان تقريباً.
كانت موطنًا لمجموعة متنوعة من النباتات والحيوانات، وبحلول منتصف القرن العشرين، كان عدد سكانها يقدر بنحو 500000 نسمة.
وتقع المدن الكبرى مثل أور، حيث يعتقد معظم علماء الكتاب المقدس أن إبراهيم ولد فيها، وأوروك، أكبر مدينة في العالم في عام 3200 قبل الميلاد، بجوار الأهوار.
وفي حين أن معظم الأراضي الرطبة تقع داخل العراق، فإن قسمًا أصغر يعرف باسم هور العظيم يقع في إيران.
خلال حياته، لاحظ أبو العباس الدورات الطبيعية لتكوين الأراضي الرطبة وتدميرها، حيث أثرت الفيضانات والجفاف على سبل العيش التقليدية القائمة على صيد الأسماك والصيد وإنتاج القصب والزراعة.
وفي الوقت نفسه، شهد التأثير المتزايد للأنشطة البشرية على الأهوار: الحرب، والسدود عند المنبع، وتطوير النفط، والتلوث الزراعي.
المصدر
الكاتب:
الموقع : www.aljazeera.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-05-04 09:59:39
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
تم نشر الخبر مترجم عبر خدمة غوغل