جامعات العالم تواصل طوفانها المناصر لفلسطين + فيديوهات وتغريدات
وقد تحولت جامعة “كولومبيا” التي قادت شرارة “طوفان الجامعات” المناصر لفلسطين حول العالم كـ “الشوكة” في حلق النظام الأمريكي العنصري المنحاز لعدوان الكيان الصهيوني على غزة مع كامل الغطاء السياسي والعسكري، على الرغم من كل الدمار والشهداء والمفقودين والجرحى وما حلّ في القطاع من أوضاعٍ مأساوية لم تحرك ضمير العالم ولا ضمير قادة أمريكا.
.
وحسب “المركز الفلسطيني للإعلام”، اعتقدت إدارة جامعة “كولومبيا” أنها تحسن صنعًا وتخدم الصهاينة عبر شيطنة احتجاجات طلابها، واستدعاء الشرطة لاعتقالهم، لتشتعل نيران الغضب الطلابي في مختلف الجامعات الأميركية، وتنتقل شرارتها إلى دول أوروبا والعالم أجمع، بما يشبه الطوفان الذي “أغرق” سياسة ازدواجية المعايير والنفاق الغربي لكيان الاحتلال ووضعهم جميعًا أمام معادلاتٍ واستحقاقاتٍ جديدةٍ لا يمكنهم تجاهلها أو إغماض عينهم عنها.
.
تواصل الصمود رغم القمع والتهديد
وما زالت تتواصل ردود الفعل على ما يجري في حراك الجامعات الأمريكية والأوروبية من حراكٍ قويٍ بدأ يتعرض للقمع والتنكيل حيث أمهلت إدارة جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك الأمريكية الطلاب المحتجين حتى الثانية مساءً من الاثنين لفض اعتصامهم الداعم لقطاع غزة، وتوعدت بتعليق دراستهم بانتظار إجراء مزيد من التحقيقات.
وذكرت شبكة “سي إن إن” الأمريكية أن “إدارة الجامعة بعثت برسالة للمحتجين، صباح أمس الاثنين، حذرت فيها من فصل الطلاب الذين سيرفضون مغادرة الاعتصام بحلول الساعة الثانية مساءً بالتوقيت المحلي (18:00 ت.غ)، والتوقيع على نموذج يقر بمشاركتهم في الاحتجاج”.ؤرسالة
وجاء في الرسالة أن الطلاب الذين وقعوا على النموذج وغادروا الاعتصام، الاثنين، سيظلون تحت “المراقبة التأديبية حتى يونيو/ حزيران 2025، أو لحين تخرجهم، أيهما أقرب”.
وتوعدت إدارة الجامعة بتعليق دراسة الطلاب المحتجين بانتظار إجراء مزيد من التحقيقات، حسب الرسالة نفسها.
.
صامدون حتى تلبية المطالب
من جهتها، قالت المجموعة الطلابية لنزع العنصرية في جامعة كولومبيا (CUAD)، في بيان: “لن نتحرك حتى تلبي جامعة كولومبيا مطلبنا، أو يتم نقلنا بالقوة”.
ويرفض المتظاهرون إنهاء احتجاجهم قبل تلبية 3 مطالب، هي سحب الاستثمارات، والشفافية فيما يتعلق بالشؤون المالية للجامعة، والعفو عن الطلاب وأعضاء هيئة التدريس الذين خضعوا لإجراءات تأديبية بسبب دورهم في الاحتجاجات.
وفي 18 أبريل/ نيسان الجاري بدأ طلاب رافضون للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة اعتصاما بحرم جامعة كولومبيا في نيويورك، مطالبين إدارتها بوقف تعاونها الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية وسحب استثماراتها في شركات تدعم احتلال الأراضي الفلسطينية.
.
ومع تدخل قوات الشرطة واعتقال عشرات الطلاب، توسعت حالة الغضب لتمتد المظاهرات إلى عشرات الجامعات في الولايات المتحدة، منها جامعات رائدة مثل هارفارد، وجورج واشنطن، ونيويورك، وييل، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ونورث كارولينا.
ولاحقا، اتسع الحراك الطلابي غير المسبوق في دعم فلسطين بالولايات المتحدة، إلى جامعات بدول مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وكندا والهند شهدت جميعها مظاهرات داعمة لنظيراتها بالجامعات الأمريكية ومطالبات بوقف العدوان على غزة ومقاطعة الشركات التي تزود كيان الاحتلال بالأسلحة.
معاداة السامية تهم معلبة جاهزة
وفي سياق الطوفان الجامعي الرافض لحرب الإبادة الجماعية في غزة، انكشف وجه القادة الأمريكيين الحقيقي، الذين بدأوا الاستجابة لنداءات كيان الاحتلال ونتنياهو عبر حملة شيطنة واتهامات للحراك بمعاداة السامية، حيث قال الرئيس جو بايدن إنه يدين كلا من “الاحتجاجات المعادية للسامية” و”أولئك الذين لا يفهمون ما يحدث مع الفلسطينيين”. فيما وصف الرئيس السابق دونالد ترامب، المرشح الجمهوري لانتخابات 2024، وضع الاحتجاج في الحرم الجامعي بأنه “فوضى”، وألقى باللوم على بايدن.
.
من جانبه ندد حاكم ولاية بنسلفانيا جوش شابيرو بإدارة الجامعات لفشلها في ضمان سلامة الطلاب، واتهمها بالسماح لتحول بعض الاحتجاجات على العدوان الإسرائيلي إلى مواجهة أدت إلى ارتفاع وانتشار حوادث معادية للسامية.
وأضاف “إذا لم تستطع الجامعات وفقا لسياساتها ضمان سلامة وأمن ورفاهية الطلاب، فأعتقد أنه يتعين على رئيس البلدية المحلي أو الحاكم المحلي أو عضو مجلس المدينة المحلي، أيا كانت القيادة المحلية هناك، التدخل وتطبيق القانون”.
ودعا الكثير من السياسيين إلى استخدام القوة ضد المحتجين، وطالب عضوا مجلس الشيوخ الجمهوريان، توم كوتون وجوش هاولي، إلى نشر الحرس الوطني في جامعة كولومبيا، وكذلك فعل رئيس مجلس النواب مايك جونسون، الذي طالب أيضا رئيسة جامعة كولومبيا بالاستقالة.
كما أرسل حاكم تكساس جريج أبوت قوات ولاية تكساس (الحرس الوطني) لتنفيذ اعتقالات جماعية، مما أدى إلى تفريق مظاهرة في جامعة تكساس بمدينة أوستن.
ولم تؤد دعوات استخدام القوة إلا لتأجيج تصميم الطلاب على الاستمرار في الاحتجاج.
الرد على اتهامات “معاداة السامية”
ورد السيناتور الديمقراطي الأمريكي بيرني ساندرز على الاتهامات بـ”معاداة السامية” التي وجهها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الحراك الطلابي المناصر لفلسطين في الجامعات الأمريكية، مشيرا إلى الجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
وقال ساندرز في لقاء مع شبكة “سي إن إن” الإخبارية، إن “ما تفعله حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة والعنصرية هو أمر غير مسبوق في تاريخ الحروب الحديث”.
وأضاف أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي “قتلت خلال الأشهر الستة والنصف الماضية حوالي 34 ألف فلسطيني، وأصابت حوالي 78 ألفا آخرين، 70 بالمئة منهم من النساء والأطفال”.
وشدد مخاطبا رئيس وزراء الاحتلال على أن “توجيه الاتهام للحكومة الإسرائيلية ليس معاداة للسامية، بل حقيقة”.
بدوره، أعلن المجلس اليهودي الأسترالي رفضه بشدة اعتبار مخيمات التضامن التي أقيمت في الجامعات لدعم الفلسطينيين في غزة بأنها تشكل تهديدا للطلاب والموظفين اليهود أو أنها معاداة للسامية.
جاء ذلك بحسب بيان أصدره المجلس اليهودي الأسترالي الاثنين، بشأن الاحتجاجات التي نظمها الطلاب في جامعات حول العالم لمعارضة العدوان الإسرائيلي على غزة ودعم الفلسطينيين.
.
غزة توجه رسالة شكر
وجّه أطفال فلسطينيون، الأحد، رسالة شكر وعرفان إلى طلاب الجامعات الغربية لموقفهم التضامني مع قطاع غزة.
جاء ذلك في وقفة لتلاميذ أقيمت في إحدى المدارس الحكومية التي تحوّلت إلى مركز نزوح في مدينة رفح جنوب القطاع.
وحسب المراسل، تزامنا مع احتجاجات طلاب بعض جامعات العالم تضامنا مع غزة، أقام تلاميذ في غزة وقفة بإحدى مدارس رفح، لتقديم رسالة شكر وعرفان لهم.
وخلال الوقفة رفع التلاميذ الفلسطينيون لافتات عبّروا فيها عن شكرهم للطلاب في الجامعات الغربية مثل: “شكرا لطلاب جامعة مينيسوتا على تضامنهم مع غزة”.
كما كتب على لافتة أخرى: “الحرب في غزة تدّمر التعليم”.
طلّاب ضد الجهل والطغيان والاستعمار
بدوره قال الكاتب والمحلل السياسي وائل قنديل إنّ من المهم أن يقرأ طغاة العالم ورعاتهم “ثورة التلامذة” العالمية على وجهها الصحيح، وأن يتوقّفوا طويلًا أمام رسائل طلاب الجامعات في أميركا، ودول أخرى بدأت تشهد انتفاضات مماثلة.
وأضاف أنّ هذه الثورة على التاريخ المزوّر فقط، بل هي قبل ذلك على منظومة قيم ومفاهيم فاسدة ظنّ أصحابها أنها استقرّت في الوعي، أو بالأحرى اللاوعي، متنقّلة من جيل إلى آخر، لتجسّد، في النهاية، أقانيم مقدّسة تمنح أصحاب القوة والنفوذ هيمنة مطلقة على حركة العالم الاجتماعية والسياسية والفكرية.
.
وشدد في مقالته بصحيفة “العربي الجديد” بأنّ الطلاب الثائرين في الجامعات لم يسقطوا الأساطير والأكاذيب الاستعمارية الموروثة فقط، بل أسقطوا قبل ذلك كل أشكال الوصاية الفكرية على عقل العالم ووجدانه، وتبيّن في لحظة لم يحسب لها أحد حساباً أن أساطيل هوليوود ومثيلاتها في أوروبا ومناطق أخرى وبوارج الميديا الكوزموبوليتانية لم تنجح تماماً في إخضاع مقاومة الاحتلال الفكري والثقافي للضمير الإنساني.
وختم بالقول: الآن، ونحن على أبواب الشهر الثامن من الجريمة الإسرائيلية الأميركية في غزّة تخبرنا رسائل الطلاب المنتفضين إن هذا الجيل من الشباب الصغير تسلم شعلة الثورة الثقافية الجديدة، وبات هو من يقود الضمير العالمي في الاتجاه الصحيح نحو تطهير تاريخ العالم من النفايات المعرفية التي دفنها القتلة وأدواتهم من الطغاة، لذا يبدو مثيرًا للسخرية أن يردد طاغية باذخ الجهل كلامًا تافهًا من نوعية اختاروا لأبنائكم تعليمهم وثقافتهم في اللحظة التي يغيّر فيها هؤلاء الأبناء العالم بثورة شاملة ضد الاستبداد المتشح بالجهل والظلم المنقوع في الغباء.
المصدر
الكاتب:
الموقع : www.alalam.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-04-30 11:04:42
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي