ٍَالرئيسية

سيناريو أفغنة أوكرانيا لاستهداف روسيا

 

شفقنا-نُشرت أنباء في الأيام الأخيرة عن موافقة مجلس النواب الأمريكي على ميزانية بقيمة 60 مليار دولار لأوكرانيا، فيما يلي سنبحث في الأسباب والنوايا المحتملة للموافقة على ميزانية 60 مليار دولار من الولايات المتحدة، جدير بالإشارة أن دراسة هذه الأسباب لا تعني بالضرورة الانحياز لأي من الأطراف أو دراسة التبعات النهائية لإقرار هذه الموازنة.

أول ما يمكن قوله فيما يتعلق بهذه القضية هو أن هناك تخوفا لدى أمريكا وحلفائها في أوروبا من توسع الحرب في أوكرانيا إلى أجزاء أخرى من أوروبا الشرقية، بما في ذلك بولندا وشبه الجزيرة الإسكندنافية، وكذلك السويد. ومن وجهة نظر الغربيين، فإن هذه القضية ليست مستبعدة أنه إذا تمكنت روسيا من أن تكون لها اليد العليا في حرب أوكرانيا، فإن أعضاء الناتو الآخرين أو حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا الشرقية سيتعرضون أيضا للهجوم وسيتسع نطاق الحرب. ونتيجة لذلك، تحاول الولايات المتحدة الحد من الحرب داخل أوكرانيا وتكبد الروسية الخسائر في أوكرانيا.

ومن وجهة نظر واقعية، فإن تقييد روسيا داخل أراضي أوكرانيا أقل تكلفة بكثير بالنسبة للولايات المتحدة والغرب من تقييد روسيا بالقرب من حدود ألمانيا أو داخل بولندا، ونتيجة لذلك، فإن الغرب، من وجهة نظره الخاصة وباعتباره جهة فاعلة عقلانية، سوف يسعى إلى تقييد روسيا داخل أراضي أوكرانيا لمنع انتشار الحرب إلى أماكن أخرى.

أسباب سقوط الاتحاد السوفييتي

القضية الثانية ترتبط بمسألة الحاق الخسارة بروسيا في أوكرانيا، وربما من وجهة نظر مراكز الأبحاث الغربية أنه إذا كان بالإمكان ان تصبح الحرب في أوكرانيا أكثر تآكلا مما كانت عليه في الماضي وتكون فشلا مشابها للحرب في أفغانستان بالنسبة للاتحاد السوفييتي، فإن هذه القضية يمكن أن تغير مجرى التاريخ.

 ويرى بعض المؤرخين أن الفشل في أفغانستان كان أحد أسباب سقوط الاتحاد السوفييتي، ومن الممكن أن يكون لمراكز الفكر الغربية وجهة نظر مماثلة في هذه القضية، ومن هنا فان الولايات المتحدة سوف تواصل دعمها الاقتصادي إلى أوكرانيا لمواصلة الحرب.

أما القضية الثالثة فهي خلق توازن في الحرب في أوكرانيا، وهو ما نفذه الغرب مرات عديدة في حروب مختلفة، فمثلا خلال ثماني سنوات بين إيران والعراق، سعى الغرب دائما إلى خلق توازن بينهما من أجل منع الهيمنة الكاملة لكل من الطرفين، اذ يمكن مناقشة هذه القضية أيضا فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا. 

وفي العام الأخير ارتفعت ميزانية الدفاع الروسية بنسبة 29% مقارنة بالعام الماضي ووصلت إلى 140 مليار دولار، وهو ما يمكن أن يغير ميزان الحرب لصالح روسيا وعلى حساب أوكرانيا، بينما كانت ميزانية الدفاع لأوكرانيا في العام الماضي 93 مليار دولار وإذا لم تتم زيادة ميزانية الدفاع في أوكرانيا، فإن هذه القضية يمكن أن تخل بتوازن الحرب. ونتيجة لذلك تسعى الولايات المتحدة إلى خلق توازن بين روسيا وأوكرانيا في هذه الحرب من خلال الموافقة على الميزانية وتقديم المساعدات لأوكرانيا.

القضية التالية هي أنه من الممكن من وجهة نظر الغربيين أن تصبح حرب أوكرانيا حرب شرفية وربما حرب حضارة للغرب، وهزيمة زيلينسكي كشخص حاليا يمكن لرمز الحرب ضد روسيا أن يتحدى وجود الغرب. ونتيجة لذلك، سيبذل العالم الغربي والولايات المتحدة قصارى جهدهما لمنع هزيمة زيلينسكي.

إحدى أهم الحجج لاستمرار الحرب في أوكرانيا بالنسبة للغرب هي أن الولايات المتحدة قد لا ترغب فعليا في إنهاء الحرب في أوكرانيا لأنها في الواقع تهدر قوة روسيا التي يمكن استخدامها في أماكن أخرى من العالم. ونتيجة لذلك، ومن خلال زيادة المساعدات لأوكرانيا، يحاول العالم الغربي المساعدة على استمرار الحرب والاستيلاء فعليا على الطاقة الروسية في أوكرانيا من أجل منع الوجود الأمني ​​الروسي في أجزاء أخرى من العالم، بما في ذلك القوقاز وسوريا أو القارة الأفريقية.

القضية التالية هي أنه مع مزيد من تآكل الحرب وزيادة العقوبات، فإن روسيا ستصبح في الواقع أضعف وأضعف، وأحد أسباب إقرار الميزانية العسكرية بما يتماشى مع استمرار الحرب هو تآكل روسيا وضعف الاقتصاد الروسي وقوته العسكرية بسبب هذه الحرب.

التدمير الكامل لدولة أوكرانيا 

وتحاول الولايات المتحدة الاستثمار في دعمها لزيلينسكي حتى على حساب التدمير الكامل لدولة أوكرانيا، استنزاف القوة العسكرية الروسية واستنزاف الاقتصاد الروسي. ويجب التأكيد مرة أخرى فيما يتعلق بهذه القضية على أنه قد يكون من وجهة نظر الغرب بأنه إذا لم يتم استنفاد القوة الروسية في أوكرانيا، فقد يتم استخدامها في أجزاء أخرى من العالم، وهو أمر ليس في صالح الغرب بالضرورة.

من الممكن أن يكون الخيار المفضل لدى الغرب هو إلهاء روسيا بالقرب من حدودها، وإذا تم تخفيض ميزانية الدفاع الأوكرانية، فليس من المستبعد أن يضطر زيلينسكي إلى تقديم تنازلات والتوقيع على معاهدة سلام، وهو أمر من المستبعد أن يضطر زيلينسكي إلى تقديم التنازلات وهذه القضية ليست قضية مطلوبة للغرب لأسباب أمنية وأسباب ذات صلة بمكانتها عالميا.

من ناحية الاقتصاد السياسي، أدت الحرب الروسية إلى ارتفاع الأسعار العالمية والتضخم، وهو ما يمكن بالطبع أن يكون ضارا لعامة الناس، ولكن بالنسبة للنظام الرأسمالي الأمريكي، فإن زيادة التضخم العالمي لا يمكن أن تكون غير مربحة، والقضية الاخرى هي انه في ظروف الفوضى، فليس فقط الأطراف المعنية، ولكن جميع البلدان التي تشعر بالتهديد فيما يتعلق بأمنها، تقوم بشراء الأسلحة.

وفي الختام، لا بد من الإشارة إلى أنه إذا تمكنت الولايات المتحدة وحلفاؤها من تكرار تجربة أفغانستان لروسيا مرة أخرى في أوكرانيا، فإن هذه القضية يمكن أن يكون لها أبعاد عديدة ومختلفة من وجهة نظر سياسية، ونتيجة لذلك، فإن الولايات المتحدة، ومن خلال الموافقة على ميزانية تبلغ 60 مليار دولار، تحاول استنزاف طاقة روسيا في أوكرانيا من أجل زيادة إضعاف الجيش والاقتصاد الروسي ومنع توسيع الحرب إلى نقاط هامشية من أجل الحفاظ على أمن حلفائها.

المصدر: موقع ديبلماسي إيراني

————————

المقالات والتقارير المنقولة تعبر عن وجهة نظر مصادرها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع

————————–

النهاية

المصدر
الكاتب:Shafaqna1
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-04-30 01:12:06
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى