أبرز التعقيدات والمآزق التي يعيشها الكيان المؤقت الآن
أبرز التعقيدات والمآزق التي يعيشها الكيان المؤقت الآن
عطفاً على التحليلات التي نشرتها سابقاً عن تعقيدات وخيارات ومآلات الوضع السياسي والأمني والعسكري وتبعاتها على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في الكيان المؤقت، من المهم الاستمرار التقييم والتحليل لجزء من الفرضيات والسناريوهات التي تظهر من خلال النهج والاسلوب الذي يتبعه رئيس حكومة العدو نتنياهو أمام أبرز التحديات التي يواجهها على المحاور التالية:
أولاً – الحرب على غزة وأبرزها:
١- استمرار عمليات الاستنزاف التي تخوضها فصائل المقاومة الفلسطينية وعلى رأسهم حركة حماس والتي تمنع الاستقرار لقوات العدو وتكبدها الخسائر البشرية والمادية.
٢- التعقيدات والضغوطات الداخلية والخارجية التي يواجهها نتنياهو في عزمه على غزو مدينة رفح من حيث:
أ- تحييد المدنيين (ضغط خارجي).
ب- الفشل في ابرام اي صفقة حول الأسرى الإسرائيليين (ضغط داخلي شعبي وسياسي).
ج- الخوف من عدم تحقيق اي نصر بل تكبد جيش العدو خسائر بشرية اكثر (ضغط شعبي وسياسي).
٣- تباطؤ العمل اللوجستي في إنشاء ما يطلق عليه “ميناء غزة الانساني” بسبب العمليات العسكرية في غزة من جهة، وخوف الدول الداعمة للمشروع من استهداف المقاومة لعناصرها من جهة ثانية، وعدم وضوح الرؤية لكيفية إدارة هذا الميناء ما بعد الإنجاز من جهة ثالثة.
٤- الى الأن لم يتم الاتفاق على صيغة حول المفاوضات على الأسرى بين الكيان والمقاومة، بسبب الانقسام الحاصل بين مؤيد ومعارض للاتفاق والضغوطات التي يمارسها المعارضين من أمثال سموتريش وبن غفير بفرط حكومة الإئتلاف والتي حتماً ستطيح بنتنياهو.
٥- التعميم والصعود الكبير بدرجات الإحتجاجات الجامعية في العالم وخاصة الدول الداعمة للكيان من أمثال أمريكا وفرنسا وألمانيا وإنكلترا وغيرها والقسوة التي تقمع بها حكومات تلك الدول طلاب جامعاتها مما يزيد من حركات الاحتجاج والمظاهرات وبالتالي سيؤثر حتماً على الرأي العام العالمي.
ثانياً – الداخل الفلسطيني المحتل وتحديداً الضفة الغربية:
١- تزايد العمليات لفصائل المقاومة في عموم الضفة وخاصةً العودة الملفتة لكتائب شهداء الأقصى في طولكرم، مما ينبئ عن التنامي العسكري الفلسطيني في القدرة والامكانات مقابل فشل عمليات القمع والاغتيال والاقتحامات التي يقوم بها جيش العدو وحرس الحدود واجهزته الأمنية بوحداتها.
٢- التخبط السياسي والأمني والإختلاف في الكيفية والإسلوب على ادارة الصراع في الضفة.
٣- الإنفلات الأمني ودخول المستوطنين على خط المواجهة والعمليات العصاباتية، مما ينبئ بإمكانية إتساع رقعة المواجهة إلى أراض ٤٨ مستقبلاً.
رابعاً – الجبهة الشمالية:
إن استمرار الجبهة الشمالية كجبهة مساندة وتضامن في استنزاف جيش العدو بالقدرات والامكانات المادية والبشرية وتأثيرها على المستويات الاجتماعية (كالأمن الاجتماعي والنفسي) والاقتصادية (سياحياً وصناعياً وإيوائياُ) والثقافية ( الهوية والإنتماء)، وإنعدام الحلول لدى المستوى السياسي والعسكري مما يسرع من انتشار حالات الاحباط لدى الإسرائيليين من جهة، وارتفاع حدة التظاهرات المطالبة بسقوط حكومة نتنياهو.
خامساً – باقي جبهات المساندة وخاصةً اليمن:
إن إنسحاب بعض القطع (حاملة طائرات وبوارج وسفن) العسكرية البحرية الأمريكية وبعض الدول الاوروبية المشاركة في تحالف البحر الأحمر، أثبت فشل الولايات المتحدة الأميركية وتحالفاتها في الدفاع عن الكيان المؤقت وإبقاء شريان البحر الأحمر بضخ ميناء أم الرشراش (إيلات) بعناصر الحياة للكيان، وبالتالي من شأنه ان يزيد من حالة الاحباط لدى حكومة الكيان وجمهورها.
سادساً – رد الجمهورية الإسلامية في إيران:
لقد ألحق الرد الإيراني بالكيان ضربة يمكن ان توصف بالقاضية لجهة نظرية الذراع الطويلة او ضمان عدم المحاسبة للكيان، إن إعلان الجمهورية الإسلامية انتهاء نظرية الصبر الإستراتيجي وتبني نظرية الرد السريع والحاسم، أفقد العدو القدرة على امتلاك زمام المبادرة والأكثر الإحتفاظ بها.
وبالتالي اثبت الرد الإيراني أن الكيان المؤقت لا يستطيع الدفاع عن نفسه ضد هجوم مركز ومتعدد حيث ظهر ذلك في التصدي للصواريخ والمسيرات الإيرانية بواسطة الأمريكي والبريطاني والفرنسي والأردني وغيرها.
يستنتج من كل ذلك بأن حكومة العدو وعلى رأسها نتنياهو تعيش أزمة بل حزمة من التعقيدات التي تجعلها كمن يسير في حقل من الألغام ولا يعرف كيفية الخروج منه، وأن الأمريكي مهما أظهر مخالفته للحكومة الحالية فهو يسعى لإنزالها عن الشجرة بشتى الطرق وبمساعدة بعض العرب.
و أعتقد انه حتى من معارضي نتنياهو لا يوجد من هو يتمتع بالقوة الكافية لانتشال الكيان من الهوة الواقع بها، وان الكيان يعيش حالياً في مرحلة الانحدار والتفكك بعد ان شهد مرحلة الصعود والتمدد.
يحيى دايخ ٢٠٢٤/٤/٢٩