وقدم “لي” هذه المطالب خلال اجتماعه الأول على الإطلاق مع “يون” في المكتب الرئاسي، والذي جاء في أعقاب الهزيمة المذلة التي مني بها حزب سلطة الشعب الحاكم أمام الحزب الديمقراطي في الانتخابات البرلمانية التي جرت في 10 أبريل.
كما طلب “لي” من الرئيس أن يقبل تعهده الانتخابي بمنح 250 ألف وون (182 دولارا أمريكيا) كمساعدات نقدية لجميع المواطنين، والموافقة على مشروع قانون خاص يهدف إلى كشف الحقيقة وراء حادث التدافع المميت الذي وقع في “إيتايون” في عام 2022 وأسفر عن مقتل 159 شخصا.
وقال رئيس الحزب الديمقراطي: «أطلب منكم أن تقبلوا مشروع قانون التحقيق الخاص بالمجند “تشيه” ومشروع القانون الخاص بمأساة “إيتايون”»، في إشارة إلى العريف “تشيه سو-غيون” الذي لقي مصرعه في يوليو الماضي خلال مهمة بحث وإنقاذ لضحايا الأمطار الغزيرة.
كما طلب من الرئيس أن يعرب عن أسفه لاستخدامه حق النقض في الماضي ضد مشاريع القوانين، وأن يتعهد باحترام قرارات الجمعية الوطنية في المستقبل.
وقال “لي”: «أعتقد أيضا أنه سيكون من الجيد أن تغتنموا هذه الفرصة لحل مختلف الادعاءات المحيطة بالأشخاص المحيطين بكم، بما في ذلك أفراد عائلتكم، والتي تشكل عبئا كبيرا على إدارة شؤون الحكومة».
وعلى الرغم من أنه لم يذكر أسماء معينة، فقد كان “لي” يشير على الأرجح إلى دعوات حزبه لإجراء تحقيق خاص في مزاعم التلاعب في أسعار الأسهم التي تورطت فيها السيدة الأولى.
وكانت التصريحات الافتتاحية لرئيس الحزب الديمقراطي مفتوحة أمام الصحافة، لكن بقية الاجتماع كانت خلف الأبواب المغلقة.
وأطلع كبير المساعدين الرئاسيين للعلاقات العامة “لي دو-وون” الصحفيين لاحقا على رد “يون” على تلك المطالب، بما في ذلك أنه لا يعارض مشروع قانون حادث “إيتايون” بالكامل، لكن نسخته الحالية فيها مشاكل «قانونية» تحتاج إلى حل.
كما طلب “لي” من “يون” قبول تعهده بتوزيع الإعانات النقدية. وقال رئيس الحزب الديمقراطي: «أطلب منكم أن تنظروا في الإجراء الطارئ لتحسين معيشة الناس، والذي اقترحه حزبنا الديمقراطي». واقترح على وجه التحديد أن توزع الحكومة الإعانات النقدية في شكل قسائم أعمال محلية، حتى يشعر أصحاب الشركات الصغيرة والفئات الضعيفة الأخرى بالفائدة مباشرة.
وقال الرئيس إنه من الأفضل مساعدة المحتاجين أولا، نظرا للوضع المالي للبلاد والتضخم المرتفع، وفقا لكبير المساعدين الرئاسيين “لي”.
ومن ناحية أخرى، اتفق “لي” و”يون” على الحاجة إلى الإصلاح الطبي، وهي قضية تسببت في اضطرابات خطيرة في خدمات الرعاية الصحية بعد إضراب الآلاف من الأطباء المتدربين والمقيمين في فبراير.
ووعد “لي” بتعاون الحزب الديمقراطي بشأن خطط الحكومة للإصلاح الطبي، بما في ذلك قرارها بزيادة حصة القبول في كليات الطب. وقال: «أعتقد أنه سيتم التوصل إلى حل جيد إذا ناقش الحزبان الحاكم والمعارض والمجتمع الطبي القضية معا» في لجنة برلمانية خاصة، وهو ما اقترحه الحزب الديمقراطي.
واتفق الجانبان على الاجتماع بصورة منتظمة في المستقبل، واتفقا على أن المسائل المعيشية للشعب هي أهم قضية سياسية ولسياسات الدولة، وفقا لكبير المساعدين “لي”.
ومع ذلك، أشار الجانبان إلى وجود اختلافات فيما يتعلق بالطرق المحددة لتحسين معيشة الناس، حيث اقترح “يون” إنشاء هيئة تشاورية تضم كلا الحزبين والحكومة، ودعا “لي” إلى أن تكون الأولوية للمناقشات في الجمعية الوطنية، وفقًا لكبير المساعدين الرئاسيين.
وكان يُنظر إلى الاجتماع، وهو الأول منذ تولي “يون” منصبه في مايو 2022، على أنه اختبار لمدى استعداد الجانبين للتعاون في الشؤون السياسية والحكومية.
وقد أصبح التعاون مع كتلة المعارضة أكثر أهمية من أي وقت مضى بالنسبة للرئيس “يون”، حيث سيتعين عليه العمل مع الجمعية الوطنية التي تسيطر عليها المعارضة خلال السنوات الثلاث المتبقية من ولايته الوحيدة ومدتها 5 سنوات. وكان الحزب الديمقراطي يتمتع بأغلبية في البرلمان خلال أول عامين من ولايته أيضا.
وسرد “لي” سلسلة من القضايا الأخرى، بما في ذلك تلك المتعلقة بالسياسة الخارجية، قائلا إنه يأمل أن يفكر “يون” في التحول إلى «دبلوماسية عملية تتمحور حول المصلحة الوطنية» وبذل جهود نشطة لضمان «عدم الإضرار بكبرياء الشعب فيما يتعلق بالعلاقات مع اليابان»، مشيرا إلى ادعاءات طوكيو الإقليمية المتعلقة بجزر “دوكدو” الواقعة في أقصى شرق كوريا الجنوبية، والتاريخ المشترك بين البلدين، وتصريف المياه الملوثة من محطة “فوكوشيما” للطاقة النووية.
وقال “لي”: «أود منكم احترام الجمعية الوطنية والاعتراف بحزب المعارضة كشريك في شؤون الدولة. ولكن إذا حاولتم أن تجعلوا الجمعية الوطنية وحزب المعارضة يستسلمان لسلطتكم التنفيذية، فلن يكون من السهل النجاح في شؤون الدولة».
وقد عُقد الاجتماع لتناول الشاي واستمر لأكثر من ساعتين، ورافق “يون” و”لي” 3 مساعدين لكل منهما؛ حيث كان برفقة “يون” كبير مساعديه “تشونغ جين-سوك” وكبير المساعدين للشؤون السياسية “هونغ تشول-هو” وكبير المساعدين للعلاقات العامة “لي دو-وون”؛ وكان برفقة “لي” كبير مساعديه “تشون جون-هو” وكبير صانعي السياسات في الحزب الديمقراطي “جين سونغ-جون” وكبير المتحدثين باسم الحزب الديمقراطي “بارك سونغ-جون”.
ولم يصدر بيان مشترك عقب الاجتماع.
(انتهى)
hala3bbas@yna.co.kr
المصدر
الكاتب:
الموقع : ar.yna.co.kr
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-04-30 01:17:28
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي