ٍَالرئيسية

الدفّاعی لـ تسنیم: السودانی ثبت الموقف العراقی تجاه أمریکا بشجاعة وتعامل مع بایدن بروحیة رجل دولة- الأخبار الشرق الأوسط

واوضح علي الدفّاعي عضو المكتب السياسي والناطق الرسمي للمجلس الأعلى الإسلامي العراقي خلال حوار خاص بوكالة تسنيم الدولية للأنباء أن رئيس الوزراء العراقي السيد محمد شياع السوداني أكد للرئيس الأمريكي بايدن خلال زيارته الأخيرة الى واشنطن أن العلاقة بين العراق وامريكا يجب ان تنتقل الى مستوى العلاقات الثنائية المتكافئة، وشدد خلال اللقاء أنه “لا مبرر لوجود تحالف دولي لمقاتلة عصابات داعش الارهابية” علي الأرض العراقية بعد ان تحقق النصر وباتت القوات العراقية البطلة قادرة على حفظ الامن ومسك الحدود وحماية الاستقرار في العراق والمنطقة.

وفيمايلي نص الحوار الكامل مععلي الدفّاعي عضو المكتب السياسي والناطق الرسمي للمجلس الأعلى الإسلامي العراقي:

تسنيم: كيف ترون طريقة تعامل حكومة السوداني في تنسيق العلاقات مع دول الجوار؟ هل حصل تغيير واضح مقارنة مع الحكومات السابقة؟

الدفّاعي: لقد كانت أولويات حكومة السيد السوداني  التي أعلن عنها في البرنامج الحكومي، والذي صوت عليه مجلس النواب تركز أغلب الجهود الحكومية على المشاكل الداخلية في البلاد، وعلى رأسها تحسين الوضع المعاشي وخصوصا للطبقات الفقيرة من الشعب، لذلك كان ملف الرعاية الاجتماعية يحظى باهتمام حكومي واضح لزيادة نسبة الفقراء والمحتاجين خصوصا من فئة النساء الأرامل والمطلقات وكبار السن. اضافة الى ملف الصحة والتوجه إلى تطوير القطاع الصحي المهمل وترميم المستشفيات وتحسين الخدمات الطبية وتطوير الكوادر الصحية العاملة والاجهزة الضرورية اللازمة فضلا عن توفير العلاجات للحالات الحرجة وغيرها.
كما كان ملف الخدمات بتسهيل الإجراءات وتبسيط الخطوات للمعاملات الرسمية في دوائر الدولة من الأمور المرهقة لكاهل المواطن، فأعلنت الحكومة بهذا الموضوع لجعل اغلب المراجعات تتم عبر الحوكمة الالكترونية.

كذلك ملف البناء والاعمار شهد تطورا ملحوظا واهتماما كبيرا فتحولت العاصمة بغداد الى ورشة عمل كبيرة، بناء المجسرات والإنفاق وتعبيد الطرق الجديدة والعمل على تطوير وسائل النقل العام. كل هذه الأولويات قدمتها حكومة السيد السوداني ويلمس المواطن اهتماما ورعاية تعيد له الثقة بنظامه السياسي وقادتها ممثليه في السلطة. نعتقد ان السيد السوداني قد نجح بمقدار كبير وواضح في هذه الملفات، وهذا بطبيعة الحال جعل اهتماماته بالملفات الخارجية أقل وبالتالي لم يكن هناك جهد في العلاقات الخارجية بالمستوى الذي يوازي الجهد الذي نجح فيه داخليا.

تسنيم: ما هو الملف الذي يعتبره السيد السوداني حقق نجاحا في العمل السياسي خارج الحدود العراقية؟

الدفّاعي: في الوضع الخارجي إقليميا ودوليا انشغلت المنطقة بحربين وجوديين إحداهما الحرب في أوكرانيا والتهديد الوجودي الذي أصاب بسببها النفوذ الغربي والأمريكي منه على وجه الخصوص. والاخرى هي الحرب في غزة والتي توشك أن تشعل المنطقة برمتها بحرب واسعة ، والتي تسببت بأزمة انسانية حقيقية بفعل العدوان الصهيوني الوحشي ما ادى الى ابادة جماعية للشعب الفلسطيني خصوصا تجاه الأطفال الذين تجاوزت ضحاياهم الاربعة عشر ألف شهيد من بين أكثر من 33 ألف شهيد في غضون ستة أشهر.
لذلك لا اعتقد ان الظروف كانت مواتية للعمل على ملفات خارج العراق خصوصا مع ما بينته من اوليات الحكومة في العمل على ملفات داخلية تمس حياة المواطن بالدرجة الأساس.
إلا أنه رغم ذلك يمكن أن نعد توطيد العلاقات مع دول الجوار بالدرجة الأساس وعلى رأسها الجمهورية الاسلامية الايرانية وتركيا والمملكة العربية السعودية هي نقطة ايجابية في مواقف حكومة السيد السوداني من خلال التأكيد على المصالح المشتركة ورفض أي فعل من شأنه أن يمس جوهر العلاقات التاريخية والاخوية بين بلداننا الاسلامية، لذلك كان موقف العراق دائما وسيبقى برفض أي تجاوز على دول الجوار ومنها وعدم السماح بإقحام العراق في أزمات مع جيرانه تحت أي ذريعة كانت.

تسنيم: ما رأيكم كمجلس الأعلى، وكجزء من الاطار التنسيقي تجاه زيارة السيد السوداني الى الولايات المتحدة وايضا زيارة الرئيس التركي أردوغان الى بغداد وأربيل؟

الدفّاعي: كانت زيارة مهمة وقد ثبت العراق موقفه بشكل واضح من العلاقة بين العراق وامريكا بانه يجب ان تنتقل الى مستوى العلاقات الثنائية المتكافئة، فلا مبرر لوجود تحالف دولي لمقاتلة عصابات داعش الارهابية بعد ان تحقق النصر وباتت قواتنا العراقية البطلة قادرة على حفظ الامن ومسك الحدود وحماية الاستقرار في العراق والمنطقة.
لذلك بالانتقال إلى مرحلة جديدة مهم جدا في مجالات الاعمار والنفط والتنمية الاقتصادية. واللجان الفنية المشتركة بدأت بالعمل لتحديد الاليات والمدد الزمنية لخروج القوات الاجنبية وطي هذه الصفحة.
كذلك فإن السيد السوداني ثبت الموقف العراقي بشجاعة خلال لقائه الرئيس الامريكي بايدن وتعامل بروحية رجل دولة تحترم سيادتها.
والحال نفسه مع زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فان الملفات بين البلدين كثيرة ومهمة في الأمن والاقتصاد والمياه وغيرها ، وقد وضعت هذه الزيارة معالم مهمة للتعاون وفق المصالح المشتركة ، خصوصا وأن المبادرة العراقية في إنشاء مشروع التنمية (القناة الجافة) ستكون سببا مهما لحل الكثير من المشاكل العالقة وتقريب وجهات النظر والعمل معا من اجل ارساء الاستقرار وغلق ملف التجاوزات العسكرية التي تنتهك السيادة والتوقيع على عدة معاهدات تصب في مصلحة البلدين، ونحن ننتظر أن يكون هناك جدية ومصداقية في المضي بعزيمة واضحة وقوية دون عراقيل في منتصف الطريق، ومن المهم أن تعرف تركيا بأنها تحتاج العراق وهذا يستلزم أن تقدم كل ما من شأنه استمرار الاتفاقات لإنجاح مخرجاتها.

تسنيم: ما رايكم بخصوص الرد الايراني على هجوم الكيان الصهيوني على القنصلية الإيراني في دمشق؟

الدفّاعي:بخصوص الرد الإيراني ضد الكيان الصهيوني فقد كان ردا شجاعا وقويا وحكيما، إذ تقدمت الجمهورية الاسلامية خطوات إلى الأمام وحطمت وهم الجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر والقوة الدفاعية وقبتها الحديدية بل وحتى ضعف حلفاء الكيان الصهيوني.
وأظهرت للعالم أن إيران مقتدرة وحكيمة وتمتلك الشجاعة لاتخاذ القرارات المصيرية وإن كانت وحيدة مادامت على حق وتنتصر للمستضعفين وتحمي سيادتها.
نعتقد أن معادلات النفوذ والتأثير في العالم قد تغيرت بعد الرد الإيراني وسيكون تأثير الجمهورية الاسلامية وجميع دول محور المقاومة أقوى ويحسب لهم ألف حساب كقوة عالمية تقوم على أساس رفض أي هيمنة خارجية أو تدخل أو عدوان، فقد اثبت هذا المحور انه مقتدر وأنه صاحب مباديء وأنه ند حقيقي في أي مواجهة.

/انتهى/

المصدر
الكاتب:
الموقع : tn.ai
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-04-27 14:22:06
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى