وأكد كوربن في مقاله على”أن دعاة السلام في فلسطين واليمن والسودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية يتم تجاهلهم، لكنه ذكرهم بحكم التاريخ على دعاة الحرب ومشعلي النزاعات”.
وأشار، في البداية، لما كتبه كريستوفر كلارك في كتابه “المسرنمون”: “كان أبطال عام 1914 يتحدثون وهم نيام، يراقبون، ولكنهم لا يرون، تلاحقهم الأحلام، لكنهم أعموا نظرهم عن واقع الرعب الذي كانوا سيجلبونه على العالم واستعاد كلارك قصة اندلاع أول حرب عالمية وقدم خريطة لعالم أبهرته الإمبريالية والرهاب، لكنه رفض تحميل قوة بنفسها المسؤولية، بل شرح الطريقة التي ضيق فيها الساسة منظور السلام من خلال خطوات متعثرة والسير نياما إلى الكارثة العالمية، والتي خلفت حوالي 20 مليون قتيل”.
وشدد كوربن في قوله “اليوم، يتعثر القادة السياسيون، مرة أخرى، من أزمة إلى أخرى، في محاولة لإقناع أنفسهم بأن الحرب هي الحل الوحيد. والفرق الوحيد اليوم هو أنهم لا يمشون نياماً نحو الحرب، بل يسيرون إليها بأعين مفتوحة على اتساعها، فعلى مدى أشهر، تظاهرَ الملايين حول العالم من أجل وقف إطلاق النار، واحتجاجا على خسارة الأرواح، ودوامة العنف، ومنع التصعيد الأوسع و”تم تجاهلنا وشيطنتنا”.
وأشار إلى الهجوم الصاروخي الذي شنه الكيان الإسرائيلي على إيران في الأسبوع الماضي،وقال “في نزاع يتسع بشكل سريع حول الشرق الأوسط وحتى بدون تورط لاعبين كبار في المواجهة فإن التداعيات للنزاع بين إيران و[إسرائيل] ستكون كارثية على كل العالم.
وأضاف “لسنا بحاجة لتخيل أسوأ السيناريوهات من أجل وضع الكوابح، ففي الوقت الذي وسّعت فيه إسرائيل خياراتها للرد على هجمات إيران، في 14 نيسان/أبريل، لم تتوقف القنابل عن السقوط على الفلسطينيين في غزة. وعلى مدى الأشهر الماضية، أُجبِر البشر على تحمّل مستوى من الرعب الذي يجب أن يعيش معنا وللأبد، فقد تم محو عائلات بأكملها، وسيعاني الناجون من مشاكل عقلية، وعلى مدى الأجيال القادمة”.
وواصل “وتم هدم أحياء بكاملها، واضطر الأطباء إلى بتر الأطراف بدون تخدير، ووسط الجثث المتعفنة. وجمع الأطفال أوراق الشجر والعصي واستخدام روث الحيوانات كخبز للنجاة. وإن لم تكن الإبادة الجماعية للفلسطينيين أسوأ السيناريوهات، فما هو إذاً السيناريو الأسوأ”.
وعبّر كوربن : “في تشرين الأول/أكتوبر حذر الكثيرون منا أننا نشهد بداية إبادة غزة وسكانها، وناشدنا القادة السياسيين، ومن الجانبين، لشجب جرائم الحرب التي ترتكب أمام أعيننا. وبدأ اليوم بعض القادة السياسيين بالتراجع، خوفاً من الناخبين بسبب مواقفهم غير الإنسانية. ولو كانت لديهم ذرة من النزاهة لبكوا على 33,000 فلسطيني قتلوا وحرموا من الطعام، أو ماتوا تحت الأنقاض بسبب جبنهم الأخلاقي والسياسي”.
وأكد “أطفال المدارس يتعلّمون فيها عن أسوأ الجرائم التي ارتكبت ضد الإنسانية، ويطلب منهم التفكير حول ما إن كانت هناك طريقة لمنع حدوثها. ويتعلم الأطفال أسماء الساسة الذين دعموا وصادقوا على هذه الجرائم. وفي المستقبل القريب، ستضفي كتب التاريخ العار على من كانت لديهم فرصة لوقف هذه المجزرة واختاروا التصفيق بدلاً من ذلك. وسيتم تذكرهم للأبد بسبب عجزهم عن التعامل مع حياة الإسرائيليين والفلسطينيين على قدم المساواة. وسيتم تذكرهم لفشلهم بمنع الإبادة الجماعية”.
وأردف كوربن قائلا “بعد الرعب، نحن بحاجة لساسة لديهم القدرة والاستعداد لخفض التصعيد وتسهيل الدبلوماسية، إلا أن تعطشهم للحرب يعرّض حياتنا للخطر. وكان بإمكان حكومتنا الدعوة لوقف إطلاق النار منذ البداية، لكنها قامت بدلا من ذلك بتعبيد الطريق نحو التصعيد، وشنّت غارات جوية ضد اليمن، الذي يعد من أفقر البلاد في العالم، كما ضاعفت من سياسة تصدير الأسلحة لإسرائيل وغذت صناعة السلاح العالمية التي تتربح من الموت. كل هذا دعم من مسؤولي صاحب الجلالة، الحزب المعارض، حيث عبر عن استمرار في السياسة غير المتناسقة واللاأخلاقية والتي تعامل بعض الناس كمدنيين أبرياء وآخرين كضحايا جانبيين”.
وأكمل قوله “الكثيرين واصلوا الاحتجاج ضد قتل الأبرياء في فلسطين، وسيذهبون، يوم السبت، في مظاهرة وطنية جديدة، وطسنواصل التظاهر من أجل وقف إطلاق النار وللطريق الوحيد للسلام العادل والدائم وهو وقف احتلال فلسطين. ويدفعنا الأمل لا الكراهية. والمتظاهرون معنا هم من كل الأعمار والأديان والمستويات الاجتماعية، توحدهم رغبة وقف المعاناة الإنسانية. ونحن جزء من حركة واسعة تريد نهاية كل الحروب في أوكرانيا واليمن والسودان وباباو الغربية وجمهورية الكونغو الديمقراطية وأماكن أخرى”.
وقال: “قضى الكثيرون حياتهم كلها في الدفاع عن حقوق الإنسان للجميع وفي كل مكان، وفي مواجهة معارضة كبيرة. ويعرف نقادنا هذا. وما يعارضونه هو رغبتنا ببناء عالم مستاو ومستدام للجميع”.
ويختم مقالته بالقول: “الأمن الحقيقي لا يكون من خلال تدمير جارنا، بل من خلال التعامل معه، وأن يكون لديك ما يكفي من الطعام على الطاولة وسقف فوق رأسك، وكرة أرضية مستدامة. وربما تفاخر القادة السياسيون بالشوفينية السياسية، لأن أطفال شخص آخر سيدفعون الثمن. والحقيقة هي أن تعطشهم للحرب يعرض حياتنا جميعاً للخطر. لو كان الساسة يهتمون بإرثهم الذي سيخلّفونه وراءهم، فإنهم بحاجة لمساءلة أنفسهم: لو فشلوا في تعبيد الطريق للسلام، فمن سيتذكرهم.
المصدر
الكاتب:
الموقع : www.alalam.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-04-23 22:04:05
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي