ٍَالرئيسية

أكبر عملية تصويت في العالم… فرصة لـ “ناريندرا مودي” للبقاء في السلطة

شفقنا-توجه الناخبون في الهند إلى صناديق الاقتراع، في المرحلة الأولى من أكبر انتخابات وطنية في العالم، والتي يتمتع فيها رئيس الوزراء الحالي ناريندرا مودي بأفضل فرصة للفوز بفترة ولاية ثالثة على التوالي وهو رقم قياسي في تاريخ الهند. وتم تسجيل أكثر من 968 مليون شخص للتصويت، مع استمرار التصويت للأسابيع الستة المقبلة، ومن المتوقع إعلان النتائج في 4 يونيو. 

وأجري التصويت يوم الجمعة في 21 ولاية ومنطقة اتحادية، بما في ذلك الولايات الأكثر اكتظاظا بالسكان وهي أوتار براديش وبيهار وراجستان وتاميل نادو وماهاراشترا، بالإضافة إلى الولايات الأصغر في شمال شرق البلاد. وفي كشمير، هذه هي الانتخابات الأولى منذ إلغاء وضعها الخاص للحكم الذاتي من خلال التعديل الدستوري المثير للجدل الذي أجرته الحكومة الهندية في عام 2019. 

ما هي حظوظ مودي؟

لقد سجل أكثر من 2600 حزب سياسي في الماراثون الانتخابي الهندي، ويجري التنافس على 543 مقعدا في مجلس النواب. والحزب أو الائتلاف الذي يحصل على 272 صوتا على الأقل هو الذي سيشكل الحكومة. ويستهدف مودي الحصول على 400 مقعد للتحالف الوطني الديمقراطي الذي يقوده حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي الذي يتولى السلطة منذ عام 2014. ويواجه تحديا من ائتلاف يضم العديد من أحزاب المعارضة، بما في ذلك تحالف التحالف الوطني التنموي الهندي الشامل، الذي يضم حزب المؤتمر، الذي حكم البلاد منذ ما يقرب من 45 عاما منذ الاستقلال في عام 1947.

زعيم المعارضة الرئيسي هو راهول غاندي، ابن راجيف غاندي، حفيد أنديرا غاندي وأحد أحفاد جواهر لال نهرو، الذين شغلوا جميعا منصب رؤساء وزراء الهند. وبينما تحاول المعارضة اجتذاب الشباب الهندي بوعود بمعالجة البطالة والتعليم المجاني والمرافق الطبية، فإن حزب بهاراتيا جاناتا، على الرغم من الأحكام الدستورية التي تجعله حكومة علمانية، يستخدم نفس أساليب الاقتراع كما كان من قبل، حيث يحشد الناخبين من خلال اثارة العواطف الهندوسية.

وتظهر استطلاعات الرأي أن مودي في المقدمة، حيث وصفه 48% من المشاركين في الاستطلاع الأخير الذي نشره مركز دراسة المجتمعات النامية الأسبوع الماضي بأنه خيار رئيس الوزراء. وجاء غاندي في المركز الثاني بنسبة 27%. لقد أظهر مودي صورة زعيم قوي يتمتع بشعبية ليس فقط في الهند بل وأيضا في الخارج. لقد خلق صورة لعدم الاعتداء على المجتمعات الإسلامية في الهند. إن هذه الصورة للزعيم الذي لا يستطيع تهدئة مشاعر المسلمين المجروحة تلقى استحسان الجماهير الهندوسية. 

يعتقد المحللون أن سياسة الاستقطاب ستساعد مودي على خلق صورة وهالة بين قطاع كبير من الناخبين الهندوس، ثم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الرئيسية لخلق صورة وتوسيع جاذبية مودي. هذا وتلعب وسائل الإعلام دورا كبيرا في خلق هذه الصورة، فهي تتعامل بلطف مع مودي ولا تطرح أسئلة انتقادية. وإذا فاز مودي بالانتخابات، فسيصبح ثاني رئيس وزراء بعد نهرو يفوز بثلاثة انتخابات متتالية. هذا ومودي يتقدم في استطلاعات الرأي لأنه خلق صورة يفعل الكثير لمختلف شرائح المجتمع. بالإضافة إلى ذلك، فهو يقدم نفسه كشخص نزيه.

من جهة أخرى أن الناس في الهند يعتقدون أنه ليس لديه أطفال، فلا يوجد سبب يجعله فاسدا. وهناك أسباب أخرى لشعبيته، منها استخدامه الماهر لوسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي للسيطرة على كافة الانتقادات الموجهة إليه، ثم قضايا رفع صورة الهند العالمية وانتهاج سياسة خارجية مستقلة.

الاتجاه الجديد للسياسة الخارجية الهندية!

وأيا كان الفائز في الانتخابات، فمن المرجح أن يظل اتجاه السياسة الخارجية دون تغيير إلى حد كبير، باستثناء توجه الهند نحو القضية الإسرائيلية الفلسطينية. كان دعم فلسطين وإنشاء دولة فلسطينية ذات يوم جزءا لا يتجزأ من السياسة الخارجية للهند، ولكن في السنوات الأخيرة، في عهد مودي، اقتربت نيودلهي من تل أبيب على الرغم من احتجاجات المجتمع المدني في جميع أنحاء البلاد ضد الحرب الإسرائيلية القاتلة على غزة.

ويرى المحللون انه إذا وصل التحالف الهندي إلى السلطة، فقد نشهد تغييرا في سياستنا تجاه إسرائيل وفلسطين ذلك إن التحالف الهندي يتعاطف مع الفلسطينيين ويتوقع من التحالف الهندي أن يستعيد العلاقات مع جيرانه مثل باكستان (و) رابطة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي.

 ان الدول الأعضاء في رابطة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي هي منظمة إقليمية حكومية دولية واتحاد جيوسياسي لدول جنوب آسيا وتشمل أفغانستان وبنغلاديش وبوتان والهند وجزر المالديف ونيبال وباكستان وسريلانكا.

واستضافت نيبال قمة رابطة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي الأخيرة التي تعقد كل عامين في عام 2014. وكان من المفترض أن تستضيف باكستان القمة في عام 2016، لكن تم تأجيلها بعد أن رفضت الهند الحضور، في أعقاب هجوم على معسكر للجيش الهندي في كشمير، ألقت نيودلهي باللوم فيه على مسلحين متمركزين في باكستان.

قلق الناخبين

ووفقا لدراسة أجراها مركز دراسة المجتمعات النامية، برزت البطالة باعتبارها مصدر القلق الأكبر بالنسبة لـ 27 في المائة من المشاركين. وقال حوالي 62% منهم إنه كان من الصعب العثور على وظيفة في السنوات الخمس الماضية، خلال فترة ولاية مودي الثانية. 

ان القلق الأكبر هو التضخم والبطالة. يضطر الناس إلى مغادرة الهند بحثا عن وظائف. هذا وإن البعض ذهب إلى روسيا وإسرائيل للبحث عن عمل، فالوضع مثير للشفقة حقا؛ حسب الخبراء.

وكان ارتفاع الأسعار والتضخم من القضايا الرئيسية أيضا، وهو الشغل الشاغل لـ 23% من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع الذي أجراه مركز دراسات المجتمعات النامية. وتشعر النساء والطبقة الوسطى بالقلق من ارتفاع الأسعار. ولهذا يحاول مودي صرف الانتباه عن هذه القضايا الرئيسية من خلال الحديث عن الدين والمعابد. 

كما وجد الاستطلاع المسبق الذي أجراه مركز دراسة المجتمعات النامية أنه على الرغم من تصريحات الحزب الحاكم عن الهيمنة القومية الهندوسية التي تروج لدولة الأغلبية في الهند، إلا أن 11% فقط من المشاركين رأوا أن الهند مخصصة للهندوس فقط. ولكن كانت هناك مخاوف من أن يتغير الواقع على الأرض إذا حاول حزب بهاراتيا جاناتا تعديل دستور الهند الليبرالي والديمقراطي.

هذا وإن علمانية الهند وفكرة الديمقراطية التعددية في خطر. هناك مخاوف من أنه إذا وصل حزب بهاراتيا جاناتا إلى السلطة بأغلبية ساحقة، فإن الديمقراطية الليبرالية والعلمانية سوف تلفظ أنفاسها الأخيرة. وقد يدفع حزب بهاراتيا جاناتا البلاد أكثر نحو دولة ذات أغلبية هندوسية.

وإذا فاز مودي، فسوف يصبح ثاني زعيم هندي يحتفظ بالسلطة لفترة ولاية ثالثة، بعد جواهر لال نهرو، أول رئيس وزراء للهند. وتتوقع معظم استطلاعات الرأي فوز مودي وحزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي، في مواجهة ائتلاف معارضة واسع بقيادة المؤتمر الوطني الهندي وأحزاب إقليمية قوية. وإذا فاز ائتلاف المعارضة المعروف باسم هندوستان بالانتخابات، فليس من الواضح من سيقود الهند. ولم يعلن أكثر من 20 حزبا من أحزابها مرشحها بعد.

ويسيطر حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي على جزء كبير من شمال ووسط الهند الناطق باللغة الهندية، لكنه يحاول الآن الحصول على موطئ قدم في شرق وجنوب الهند. والتحدي الأصعب الذي يواجهونه هو ولاية تاميل نادو الجنوبية التي تضم 39 مقعدا، والتي ستتوجه إلى صناديق الاقتراع.

وقال عدد منهم إنهم سيصوتون لصالح تغيير الحكومة الفيدرالية بسبب ارتفاع الأسعار والبطالة والاستقطاب الديني الذي يعزف على اوتاره حزب بهاراتيا جاناتا. 

وكثف مودي خطابه القومي الهندوسي خلال حملته الانتخابية وحاول تقديم نفسه كزعيم عالمي. ويشيد به وزراؤه باعتباره خادم الهند الصاعدة، بينما سيحتفل أنصاره بوعده الانتخابي بجعل الهند دولة متقدمة بحلول عام 2047 حيث تحتفل بمرور 100 عام على استقلالها، ولكن في حين أن اقتصاد الهند يعد واحدا من أسرع الاقتصادات في العالم، يواجه الكثير من الناس في هذا البلد مشاكل اقتصادية متزايدة.

ويأمل ائتلاف المعارضة في الاستفادة من ذلك، سعيا إلى جذب الناخبين بشأن قضايا مثل ارتفاع معدلات البطالة والتضخم والفساد وانخفاض أسعار المنتجات الزراعية التي غذت احتجاجات المزارعين على مدى عامين. كما تحذر المعارضة من أن مودي أصبح غير ليبرالي على نحو متزايد. ويتهمون مودي باستخدام سلطات الضرائب والشرطة لمضايقة المعارضين ويخشون أن تؤدي فترة ولاية ثالثة إلى تقويض الديمقراطية في الهند. 

ويعتقد المحللون أن مودي يتمتع بعقلية استبدادية للغاية. إنه لا يؤمن بالديمقراطية وهذا واضح في افكار مودي واليمين الهندوسي المتطرف. ويذهبون إلى إن مودي لا يؤمن بالنظام البرلماني، لكنه يصر على أن التزام الهند بالديمقراطية لم يتغير. فقد قال أمام قمة الديمقراطية في نيودلهي في مارس إن الهند لا تحقق تطلعات سكانها الذين يبلغ تعدادهم 1.4 مليار نسمة فحسب، بل إنها تعطي الأمل للعالم أيضا في أن الديمقراطية تساعده وتمكنه. ويبدو أنه لا يزال يحظى بشعبية كبيرة. لكن الزعيم غير راضٍ عن ذلك، واستهدف هذه المرة أغلبية ثلثي الناخبين.

المصدر: صحيفة اعتماد

————————

المقالات والتقارير المنقولة تعبر عن وجهة نظر مصادرها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع

————————–

النهاية

المصدر
الكاتب:Shafaqna1
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-04-22 19:01:28
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى