إسرائيل وإيران تفضّلان العودة إلى الوضع القائم سابقاً

إسرائيل وإيران تفضّلان العودة إلى الوضع القائم سابقاً
تاريخ المقال
19 أبريل 2024
المصدر
يسرائيل هيوم
المؤلف
أريئيل كهانا
بالاستناد إلى التقارير، نفّذت إسرائيل هجوماً صغيراً نسبياً على مطار أصفهان الذي انطلق منه جزء من الصواريخ في هجوم يوم السبت [على إسرائيل]. إسرائيل لم تؤكد رسمياً أنها هي التي تقف وراء العملية.
الحجم المحدود للهجوم وعدم إعلان المسؤولية الإسرائيلية عنه يسمحان للإيرانيين بالقول لشعبهم وللعالم إنه لم يحدث شيء. وهذا جيد للجميع. يتطابق هذا الطرَش مع الكلام العلني في “كابينيت الحرب” للوزير آرييه درعي [زعيم حزب شاس] الذي يمتلك تأثيراً كبيراً في نتنياهو، والذي قال: “لا يمكن أن نكون ضد العالم كله. نحن بحاجة إلى ضبط النفس، وأن نكون صبورين. أعداؤنا يريدون وحدة الساحات، يجب ألّا نسمح لهم بذلك”.
إن هدف العملية الإسرائيلية (وفقاً للتقارير الأجنبية) ليس حرمان إيران من قدراتها العسكرية، بل إرسال رسالة مفادها: “إننا قادرون على مهاجمتكم في عقر داركم”. وبهذه الطريقة، تريد إسرائيل التلميح إلى أن نيتها “إنهاء” حادثة الاغتيال في دمشق. المرشد الأعلى علي خامنئي اعتبر الهجوم على “القنصلية” الإيرانية في دمشق “هجوماً على أراضٍ تابعة للسيادة الإيرانية”، وهو ما يبرر أكبر هجوم في التاريخ بالصواريخ والمسيّرات تعرضت له إسرائيل في ليل السبت – الأحد. “تناغمت” إسرائيل مع رواية خامنئي في الرد المنسوب إليها، وهي تريد أن تقول له “فهمنا أنك تفسّر اغتيال مهدوي في دمشق بهذه الطريقة. ومع ذلك، لا نستطيع عدم الرد على ما فعلت. وهذا ردّ رمزي، ودعونا نعود إلى الوضع القائم الذي كان سائداً سابقاً. نحن لا نهاجمكم علناً، وأنتم لا تهاجموننا علناً”. هذا التوجه يسجل نقاطاً لمصلحة إسرائيل في الساحة الغربية التي طلبت من إسرائيل الرد بصورة مضبوطة.
هل سيؤدي هذا إلى توقُّف هذه الجولة من المواجهة المباشرة مع إيران والعودة إلى المحاربة بأذرعها؟ الكرة في ملعب الإيرانيين. من الممكن التقدير أن خامنئي سيبحث عن أسباب أُخرى لضرب إسرائيل مباشرة، بسبب عمره ووضعه، والأيام هي التي ستُطلعنا على ذلك. الأمر الأكيد أنه يتعين على إسرائيل، وبسرعة، بناء سلاح صاروخي قوي وبعيد المدى، دقيق وفتاك، لردع إيران، بحسب اقتراح سابق ليوفال شتاينتس [هو حالياً عضو في الكنيست عن حزب الليكود، وتولى مناصب وزارية كثيرة في الماضي] لا يمكن، ولا فائدة من إرسال طائرات سلاح الجو كل إثنين وخميس إلى طهران. ولهذا الغرض، توجد صواريخ في العالم. ومن الأكيد أنه حتى لو انتهت هذه الجولة، ففي المدى البعيد، وما دام خامنئي في قيد الحياة، فإن حدوث مواجهة مباشرة وواسعة النطاق مع إيران عبارة عن مسألة وقت فقط.

Exit mobile version