التفوُق الدفاعي الإسرائيلي هزم القدرة الهجومية الإيرانية
التفوُق الدفاعي الإسرائيلي هزم القدرة الهجومية الإيرانية
تاريخ المقال
14 أبريل 2024
المصدر
معاريف
المؤلف
إيتان غلبواع
اصطدم الهجوم الإيراني غير المسبوق على إسرائيل بدفاع غير مسبوق من جانب الائتلاف الإقليمي الإسرائيلي – العربي، بزعامة الولايات المتحدة التي بنته طوال سنوات لمواجهة التهديدات الإيرانية. وقد جرى تشغيل الاتفاق الدفاعي القائم كأمر واقع بين إسرائيل والولايات المتحدة منذ بداية الحرب في غزة، وتوسَّع الآن إلى المنطقة كلّها. لقد فشل الردع الأميركي، لكن التصدي نجح، والتفوق الدفاعي الإسرائيلي هزم القدرة الهجومية الإيرانية. وقد أوضحت الهجمات الإيرانية بصورة كبيرة للرأي العام في الولايات المتحدة والعالم من هو “رأس الأفعى” الذي يقف وراء كل الهجمات على إسرائيل من لبنان واليمن.
وقد حقق الرئيس الأميركي “التعهدات الحديدية” للولايات المتحدة بالدفاع عن إسرائيل في مواجهة هجمات إيرانية، وهو بذلك عزز الصدقيّة الاستراتيجية العامة لواشنطن، لكن في المقابل، فهو يواصل إدارة حملة شرسة لمنع التصعيد واشتعال المنطقة كلّها مع التركيز على ضرورة التنسيق والسيطرة على الرد الإسرائيلي، وعلى الخطوات الدبلوماسية. كما أوضح بايدن أن الولايات المتحدة تساعد إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكنها لن تشارك أو تتدخل في رد هجومي. وفي جميع الأحوال، طلب بايدن أن يكون الرد الإسرائيلي الممكن متناسباً، وأن يتم تنسيقه مسبقاً مع الولايات المتحدة.
في موازاة تفعيل الائتلاف الإقليمي العسكري، يقوم بايدن بصوغ ائتلاف دولي دبلوماسي لعزل إيران، وفرْض عقوبات خطِرة ضدها، ومن أجل مناقشة هذا الموضوع، عقد جلسة طارئة مع مجموعة الدول السبع، والتي تضم الولايات المتحدة، وبريطانيا، وكندا، وألمانيا، وفرنسا، وإيطاليا، واليابان. وكانت هذه فرصة للبحث من جديد في الوسائل الصارمة لوقف البرنامج النووي الإيراني الذي تقدَّم من دون إزعاج في السنوات الأخيرة.
ولدى العودة نصف سنة إلى الوراء، إلى نقطة بداية الحرب في غزة، نجد الرئيس الأميركي، جو بايدن، قد حذّر إيران من مغبة هجوم واسع النطاق ضد إسرائيل، وقال لها بالإنكليزية: “Don’t”، والتي معناها أنه إذا هاجمْتِ إسرائيل، فلن تصطدمي بالجيش الإسرائيلي فقط، بل أيضاً بالقوات الأميركية، وهذا بالضبط ما جرى.
لقد قدرت الاستخبارات الأميركية بدقة موعد الهجوم، وتأكيداً على إصرار الولايات المتحدة على تحقيق تحذيراتها لإيران، قطع بايدن عطلة نهاية الأسبوع وعاد إلى واشنطن لإجراء مشاوارت، وزاد الجيش الأميركي قواته في البحر المتوسط والبحر الأحمر، ونسق عملياته العسكرية مع إسرائيل ومع دول حليفة عربية في المنطقة. في المقابل، فقد قام بتنسيق تحذيراته لإيران مع حلفائه الأوروبيين؛ ألمانيا وفرنسا وبريطانيا.
… لقد تحرك بايدن ضد النيات العدوانية الإيرانية، ليس بدافع التزامه الدفاع عن إسرائيل؛ فحدوث تصعيد إقليمي هو آخر شيء يرغب فيه، وخصوصاً خلال السباق الرئاسي إلى البيت الأبيض، والذي يحاول فيه تقليص الفجوة التي لا تزال لمصلحة ترامب، ولو تخلى بايدن عن إسرائيل، لكان تعرّض لهجوم حاد من ترامب والجمهوريين. وبعكس الفجوات التي برزت في الأسابيع الأخيرة بين حاجات بايدن الانتخابية وسلوك إسرائيل في غزة، تقاطعت في الأمس المصالح الاستراتيجية والاعتبارات الانتخابية، ونشأت فرصة لتوحيد الديمقراطيين والجمهوريين في الكونغرس من أجل الموافقة على رزمة مساعدة خاصة إلى إسرائيل بقيمة 14.5 مليار دولار كانت عالقة حتى الآن بسبب خلافات في الرأي بين الحزبين.
وأكدت التهديدات الإيرانية مرة أُخرى الارتباط الكامل لإسرائيل بالولايات المتحدة عسكرياً وسياسياً، والخلافات بشأن الحرب على غزة لم تنته، لكن بايدن يفرّق بين مساعدة عسكرية وموضوعات أُخرى، ويفرّق بين غزة وإيران، فالتعاون العسكري استمر مع الخلافات مع البيت الأبيض بشأن غزة، ولا خلافات بشأن ضرورة كبح العدوانية الإيرانية.
من الأجدى للوزراء وأعضاء الكنيست من الائتلاف، الذين برزت انتقاداتهم غير المسؤولة لبايدن وإدارته وسياسته، أن يصمتوا من الآن فصاعداً. وبعكس الأسابيع الماضية، يتعين على نتنياهو أن يأخذ في الاعتبار تهديدات إيران والطلبات الأميركية المتعلقة بغزة وطهران أكثر كثيراً من تهديدات بن غفير وسموتريتش.