قال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أمس (السبت) إن قوات كوماندوز إسرائيلية عثرت على جثة المخطوف إلعاد كتسير الذي احتجزته حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في غزة، وذلك بعد أشهر من ظهوره حياً في مقطعَي فيديو بثتهما هذه الحركة تباعاً.
وأضاف البيان أنه بحسب معلومات استخباراتية موثوقة، فإن كتسير (47 عاماً) قُتل في الأسر على يدَي حركة الجهاد الإسلامي.
ووفقاً للبيان، فقد تم تنفيذ عملية استعادة الجثة بعد معلومات استخباراتية قدّمها جهاز الأمن العام [“الشاباك”] وشعبة الاستخبارات العسكرية [“أمان”].
وكان كتسير بين الـ 253 شخصاً الذين اختطفهم مسلحون بقيادة حركة “حماس” خلال هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، إذ قام عناصر من حركة الجهاد الإسلامي بإخراجه مع والدَيه من منزلهم في كيبوتس نير عوز.
وفي كانون الأول/ديسمبر الماضي، نشر الجهاد الإسلامي مقطع فيديو دعائياً يظهر فيه كتسير مع مخطوف إسرائيلي آخر، هو غادي موزيس، وهما على قيد الحياة. وتم نشر مقطع فيديو ثانٍ لكلَيهما يظهر فيه كتسير حياًّ في أوائل كانون الثاني/يناير الماضي. وتم سماعهما في المقطعَين المنفصلَين وهما يحذران من أنهما يمكن أن يموتا في أي لحظة بسبب ضربات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة.
وقدّر بيان الجيش أن كتسير قُتل على أيدي خاطفيه في منتصف كانون الثاني/يناير الماضي، بعد وقت قصير من نشر الفيديو الثاني. وتم دفن كتسير بعد أن قُتل في مخيم خان يونس في جنوب غزة، في موقع يستخدمه ناشطو فصائل فلسطينية. وجرى الحصول على معلومات عن القبر منذ نحو أسبوع، وبعد التأكد النهائي من الموقع مساء أول أمس (الجمعة)، وصلت قوات كوماندوز من وحدتَي “ماجلان” و”إيغوز” إلى الموقع، واستخرجت الجثة، وتمت إعادتها إلى إسرائيل للتعرف عليها. ولم تقع إصابات خلال العملية، ولم يكن هناك قتال في موقع القبر نفسه، إنما في المنطقة المحيطة به فقط.
وقبل وقت قصير من بيان الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، نشرت شقيقة كتسير، كرميت بالتي كتسير، بياناً عن استعادة جثة شقيقها، وألقت اللوم على الحكومة لفشلها في تأمين صفقة إطلاق المخطوفين في الوقت المناسب لإنقاذه.
وكتبت بالتي كتسير في بيان نشرته على موقع “فايسبوك” أنه تم إبلاغ عائلتها بأنه تم استخراج جثة شقيقها من قطاع غزة، وسيتم دفنها في كيبوتس نير عوز، وأضافت: “تم جلب إلعاد إلى إسرائيل في الليلة السابقة بعد أن قُتل في الأسر، ومن المتوقع أن يعلن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي بعد قليل عملية الإنقاذ الشجاعة، لكنه بالتأكيد لن يخبركم أن رئيس الحكومة والحكومة والجيش ليست لديهم أدنى فكرة عن مكان احتجاز معظم المخطوفين الأحياء والقتلى. ولن يقول لكم أيضاً إنه ليست لديهم طريقة لحماية المخطوفين حتى عندما يعرفون مكانهم. لقد كان في الإمكان إنقاذ شقيقي لو تم التوصل إلى اتفاق في الوقت المناسب.”
وخاطبت بالتي كتسير الحكومة التي وصفتها بأنها جبانة قائلة: “انظروا إلى أنفسكم في المرآة، وانظروا ما إذا لم تكن أيديكم قد أراقت هذا الدم.”
ويُعتقد الآن أن 129 إسرائيلياً اختطفتهم حركة “حماس” وفصائل مسلحة أُخرى في هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر لا يزالون في غزة، وليسوا جميعاً على قيد الحياة، وذلك بعد إطلاق 105 مخطوفين من أسْر “حماس” خلال هدنة استمرت أسبوعاً في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، كما تم إطلاق سراح 4 مخطوفين قبل ذلك. وأنقذ الجيش الإسرائيلي 3 مخطوفين أحياء، كما تمت استعادة جثث 12 مخطوفاً، منهم 3 قُتلوا على أيدي الجيش عن طريق الخطأ. وأكد الجيش الإسرائيلي مقتل 34 ممن لا يزالون محتجَزين لدى “حماس”، مستنداً إلى معلومات استخباراتية جديدة ونتائج حصلت عليها القوات العاملة في غزة، كما تم إدراج شخص آخر في عداد المفقودين منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، ولا يزال مصيره مجهولاً. وتحتجز “حماس” أيضاً جثتَي الجنديَين الإسرائيليَين، أورون شاؤول وهدار غولدين، منذ سنة 2014، بالإضافة إلى مواطنَين إسرائيليَين، هما أفيرا منغيستو وهشام السيد، اللذَين يُعتقد أنهما على قيد الحياة بعد دخولهما القطاع بمحض إرادتهما في سنتَي 2014 و2015.