وصية سنَّ فيها مبادئ أخلاقية واجتماعية وتربوية شملت معارفها جميع الفئات، وهدفت إلى رقيّ ابن آدم في هذه الدنيا إلى حيث ما يريده الباري (عزّ وجل).
بعد أن أصيب الإمام علي (عليه السلام) بضربة ابن ملجم اللعين، تُشير الروايات إلى أنّه قد جمع الإمام الحسن (عليه السلام) لجنةً من الأطبّاء لمعالجة الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، وكان أبصرهم بالطبّ أثير بن عمرو السكوني، فاستدعى برئة شاةٍ حارّة فتتبّع عرقاً منها، فاستخرجه ثمّ أدخله في جرح الإمام وأخرجه، وإذا به مكلّل ببياض دماغ الإمام لأنّ الضربة القاسية قد وصلت إليه، فارتبك أثير والتفت إلى الإمام وقال له بصوتٍ خافتٍ حزين النبرات: يا أمير المؤمنين اعهَدْ عهدَك فإنّك ميّت.
وأوصى إمامُ المتّقين ورائدُ الحكمة أولاده بجملةٍ من الوصايا الذهبيّة قبل وفاته، وهذه بعضها:
قال (عليه السلام) للحسنَيْن وهو على فراش الموت يعاني من آلام الضربة الغادرة:
أوصيكما بتقوى الله وألّا تبغيا الدّنيا وإن بغتكما، ولا تأسفا على شيءٍ منها زُوِي عنكما، وقولا بالحقّ واعملا للأجر، وكونا للظّالم خصماً وللمظلوم عوناً.
أوصيكما وجميع ولدي وأهلي ومن بلغه كتابي بتقوى الله ونظم أمركم وصلاح ذات بينكم، فإنّي سمعتُ جدّكما (صلّى الله عليه وآله) يقول: صلاح ذات البَيْن أفضل من عامّة الصّلاة والصّيام.
الله الله في الأيتام! فلا تغبّوا أفواههم ولا يضيعوا بحضرتكم.
والله الله في جيرانكم! فإنّهم وصيّة نبيّكم؛ ما زال يوصي بهم حتّى ظننّا أنّه سيورّثهم.
والله الله في القرآن! لا يسبقكم بالعمل به غيركم.
والله الله في الصّلاة! فإنّها عمود دينكم.
والله الله في بيت ربّكم لا تخلّوه ما بقيتم فإنّه إنْ ترك لم تناظروا.
والله الله في الجهاد بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم في سبيل الله! وعليكم بالتّواصل والتّباذل، وإيّاكم والتّدابر والتّقاطع، لا تتركوا الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر فيولّى عليكم شرارُكُم، ثمّ تدعون فلا يُستجاب لكم.
يا بني عبد المطّلب لا ألفينّكم تخوضون في دماء المسلمين خوضاً تقولون: قُتِل أميرُ المؤمنين ألا لا تقتلنّ بي إلّا قاتلي؛ انظروا إذا أنا مِتّ من ضربته هذه فاضربوه ضربةً بضربة، ولا تمثّلوا بالرّجل فإنّي سمعتُ رسول الله(صلّى الله عليه وآله) يقول: إيّاكم والمثلة ولو بالكلب العقور.
المصدر
الكاتب:Shafaqna1
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-03-30 17:18:44
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي