جاء الفيتو الروسي الصيني.. متى يأتي الفيتو العربي؟!!

العالم الخبر وإعرابه

-يبدو ان العالم بات اكثر ادراكا للعلاقة العضوية التي تربط الكيان الاسرائيلي بأمريكا، لاسيما بعد معركة “طوفان الاقصى”، عدا بعض الانظمة العربية المعروفة بتبعيتها العمياء لواشنطن، ليس هناك في العالم دولة، تتعامل مع امريكا على انها طرف محايد في العدوان الجاري على غزة، بل تيقن العالم ان امريكا هي السبب الرئيس وراء كل الذي يجري في غزة، وهذا الادراك هو الذي كان وراء الصفعة التي وجهتها روسيا والصين، امس عندما رفضا مشروع القرار الامريكي، الذي تم تفصيله وفقا لمقاييس “اسرائيل”.

-لقد ولى ذلك الزمن الذي ضحكت امريكا على العالم كثيرا عندما سخّرت منظمة الامم المتحدة لتحقيق مصالحها غير المشروعة في العالم، وخاصة في منطقة غرب اسيا، عبر رفض جميع مشاريع القرارات التي تقدمت بها دول العالم من اجل كبح الوحش الصهيوني ولجمه ومنعه من الايغال في الدم الفلسطيني واغتصاب ارضه والاعتداء على مقدساته، فاليوم العالم بات يتعامل مع امريكا على انها “اسرائيل”، الامر الذي جعل المراقبين يسخرون من مشروع القرار الامريكي الذي تقدمت به ادارة بايدن امس لمجلس الامن، فلو كانت امريكا معنية فعلا بوقف اطلاق النار، كان يكفي ان تأمر “اسرائيل” بوقف العدوان، وقبل ذلك ان توقف شحن الاسلحة الى الكيان الاسرائيلي التي تجاوزت حتى الان نحو 40 الف طن، كلها استخدمت في غزة.

-كان العالم سيحكم على نفسه بالسذاجه لو تم تمرير مشروع القرار الامريكي في مجلس الامن امس، فالمشروع يدعو لوقف مؤقت لإطلاق النار في غزة، ويربط وقف إطلاق النار بمسار التفاوض، لانقاذ الاسرى الاسرائيليين، ولا يطالب بانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، ولا ينص على معاقبة “إسرائيل” على قتلها اكثر من 32 ألف فلسطيني، من اهالي غزة، اغلبهم من الاطفال والنساء، وتهجير وتجويع وتعطيش من تبقى منهم، ويلقي اللوم على المقاومة ويتهمها بJ”الارهاب”.

-كان واضحا ان مشروع القرار الامريكي، يهدف الى تمكين الاحتلال الاسرائيلي على الاستمرار في عدوانه، ومنحه الضوء الأخضر لتنفيذ عدوان دموي على رفح، بعد اطلاق سراح أسراه لدى المقاومة، الامر الذي كان سيكون بمثابة حصول نتنياهو على “انتصار”، عجزت امريكا على مدى نحو 6 اشهر عن منحه له، عبر تزويده بكل ما في مستودعاتها من اسلحة.

-المضحك، كان رد فعل مندوبة امريكا لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفلد، على الفيتو الروسي الصيني، عندما قالت انه ليس “خبيثا فحسب”، بل “سخيفا” أيضا، وسرعان ما رد عليها المندوب الروسي فاسيلي نيبينزيا، ساخرا من حديث واشنطن عن وقف إطلاق النار الان بعدما ان “مُحيت غزة فعليا عن وجه الأرض”. واصفا “المُنتج الامريكي” (مشروع القرار) بانه محاولة لتمكين “إسرائيل” من الإفلات من العقاب، ومسيّس بشكل مبالغ فيه، وهدفه الوحيد هو استرضاء الناخبين ورمي طعم لهم عبر الاشارة الى نوع من وقف إطلاق النار في غزة.

-العالم ، وخاصة العالم الاسلامي، لن ينسى اليد الامريكية المرفوعة دائما في مجلس الامن ، خلال نحو 6 اشهر، ضد كل مشاريع القرارات التي تقدمت بها دول العالم، لانقاذ الطفولة والانسانية في غزة، وكذلك لن ينسى هذا العالم الفيتو الروسي الصيني الذي اجهض المؤامرة الامريكية ضد غزة، وهذا العالم، وخاصة العرب والمسلمين والفلسطينيين في مقدمتهم، ينتظرون “الفيتو العربي”، وهو “فيتو” أقوى بكثير من الفيتو الامريكي والروسي والصيني مجتمعة، وهو “فيتو” على تصدير النفط الى الغرب، فهل يأتي هذا “الفيتو”، أم إنتظارنا سيطول؟.

المصدر
الكاتب:
الموقع : www.alalam.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-03-23 16:03:16
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version