بات أكبر إنجازات المؤسسة التشريعية الأميركية، يتمثل بحظر تطبيق من تطبيقات وسائل التواصل، تحت ذريعة تأثير سلبي مزعوم على الرأي العام الأميركي، بينما خفايا ودوافع هذا الحظر تتخطى هذه التبريرات المندرجة في خانة الاستهلاك الإعلامي.
ففي كواليس حظر التطبيق الصيني، توجه لتصعيد الحرب التكنولوجية مع بكين، ما يعكس شعورا بالخطر الآتي من التقدم التكنولوجي الصيني. وذلك لتدارك الهوة التي تتسع بين واشنطن ومنافسها الأول على الساحة العالمية.
وتحت عنوان الحرب التكنولوجية، يدخل التصعيد ضد الصين في لعبة الانتخابات الرئاسية الأميركية. لعبة قد تأخذ مسارا معاكسا يخدم نهاية الأمر الصينيين، الذين لم يعودوا يشعرون ربما بفارق جوهري بين أي من المرشحين المحتملين، ترامب وبايدن.
فهل فعلا هي لعبة خطرة بدأتها واشنطن مع حظر التطبيق الصيني؟ وماذا عن حساسية إقحام المواجهة مع الصين في الانتخابات، كما فعلت الدولة العميقة مع روسيا في الانتخابات السابقة؟
المركز الأول: نظرة على التصعيد الأميركي ضد الصين من زاوية الحرب التكنولوجية.. هذا ما تناولته مقالة لمركز شاينا يو إس فوكس، بعنوان.. التنافس الصيني-الأميركي من خلال عدسة التكنولوجيا
نقرأ في بداية المقالة.. جوهر المنافسة الجيوسياسية الجديدة بين الصين والولايات المتحدة يتلخص في منافسة القوة الاقتصادية القائمة على الريادة التكنولوجية.. للمستوى التكنولوجي تأثير حاسم على نقاط القوة الاقتصادية والعسكرية لأي بلد.. المنافسة بين الدول الكبرى المحيطة ب ‘قوة الابتكار’ أصبحت أكثر شراسة من أي وقت مضى.
تحاول الولايات المتحدة استخدام العوامل التكنولوجية – خاصة التقنيات الناشئة ذات التطبيقات العسكرية المحتملة – لتحقيق التفوق بينما تبني معسكرات جيوسياسية وتستجيب للاستبداد الرقمي والإكراه الاقتصادي ومخاطر حوكمة الذكاء الاصطناعي في تشكيل تحالف تكنولوجي.
من هنا.. تعتبر الولايات المتحدة الصين التحدي الجيوسياسي الأشد خطورة بالنسبة لها. وتشعر أكثر من أي وقت مضى بضرورة تعميق المنافسة التكنولوجية مع بكين. هذا يعكس تغيرا كبيرا في التفكير الاستراتيجي الأميركي، ويشير إلى أن الولايات المتحدة ستخلق المزيد من الحواجز لصد بعض التقدم التكنولوجي الذي تحققه الصين.
حول هذا الموضوع أرحب بضيفي بضيفي من القدس المحتلة الدكتور حسين الديك الخبير في الشؤون الدولية والاستراتيجية.
المركز الثاني: الحرب التكنولوجية والتصعيد الاميركي الأخير له أبعاد سياسية وحتما مرتبطة بالانتخابات الأميركية. في هذا السياق نستقرأ مقالة نشرتها ذا دبلومات بعنوان.. فجوة السياسة الصينية بين بايدن وترامب أكبر مما تعتقدون
تقول ذا دبلومات.. مع اقتراب المواجهة الثانية بين بايدن وترامب في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، يتنافس المرشحان الرئاسيان على رفع المخاطر ضد الصين.. بايدن نفذ سياسته تجاه الصين بشكل استراتيجي لمعالجة المشاعر السائدة المعادية للصين بين الجمهور المحلي مع تقليل التكاليف السياسية المتكبدة
في المقابل.. ترامب لا يشارك بايدن اهتمامه بموازنة الجوانب المحلية والدولية للسياسة الخارجية. رغم اعتماده لهجة سلبية تجاه الصين، كان ترامب لا يزال على استعداد لوصف العلاقة مع بكين بالجيدة. تحت قيادة بايدن، تطورت المنافسة مع الصين إلى قضية فلسفية وسياسية، في حين ينظر ترامب إليها من خلال عدسة اقتصادية.
على الجهة الأخرى.. بالنسبة للصين إذن، تمثل انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني 2024 منافسة بين متشدد يمكن التنبؤ به وانتهازي لا يمكن التنبؤ به. ومع اقتراب الانتخابات، ستشتد حدة الخطاب المناهض للصين من جانب المرشحين. ومع ذلك، ستظهر أيضا نسخ أكثر وضوحا لسياساتهم تجاه الصين، تكشف تفاصيل أخرى حول الفجوة السياسية بينهما
من المواقف حول موضوع حلقتنا نستعرض بعض التعليقات ونبدأ مع “تولسي غابارد” المرشحة السابقة للانتخابات الرئاسية التي كتبت. لا يتعلق حظر تيكتوك بالتطبيق نفسه. لا تنخدعوا. يتعلق الأمر بتمتع السياسيين بالقدرة على تحديد الأفكار والمعلومات التي يسمحون للأميركيين بسماعها ورؤيتها. يتعلق الأمر بالحرية. يتعلق الأمر بتدمير ديمقراطيتنا بإسم حمايتها
“ليلي وليامز” وهي سياسية ومرشحة سابقة للكونغرس انتقدت قرار حظر تيكتوك. هذا مشروع قانون سيئ يمنح الكثير من السلطة لرئيس الولايات المتحدة والنائب العام. هذه ليست فاتورة نظيفة فيما يتعلق بتيكتوك فقط، فبإسم الأمن القومي، يمكن لحكومتنا استخدام هذا القانون لحظر التطبيقات الأخرى
التعليق الأخير من الصحافي “باتريك ويب” الذي أشار إلى مخاطر قرار الكونغرس. المشكلة ليست في اعتبار الصين أو روسيا أو إيران أو كوريا الشمالية كخصوم، هذا غير مرتبط بالموضوع، لأن الإدارة يمكن أن تعتبرك مرتبطا بهذه البلدان، وتقرر حظرك. معظم الناس لا يفهمون فعليا ما يقوله مشروع القانون، والخطر المحتمل الذي قد ينطوي عليه في المستقبل
إذن حول حظر التطبيقات الصينية وبادرة المواجهة التكنولوجية بين الولايات المتحدة وبكين، ولعبة الانتخابات الرئاسية على مسرح الحرب الباردة بين الطرفين.
ضيف البرنامج:
– د. حسين الديك الخبير في الشؤون الدولية والاستراتيجية من القدس المحتلة
التفاصيل في الفيديو المرفق …
المصدر
الكاتب:
الموقع : www.alalam.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-03-20 23:03:47
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي