إسرائيل أعجز من أن تُهزم حماس والسقوط مصير نتنياهو

العالم الخبر وإعرابه

-هذا الاعتراف الامريكي الواضح، بعجز “اسرائيل” بالقضاء على حماس، وبأن مصير نتنياهو السقوط والاختفاء عن المشهد السياسي، ما كان ليرى النور، لولا الصبر الاسطوري لاهالي غزة، والصمود الملحمي للمقاومة فيها.

-هذا الاعتراف، هو في الحقيقة اعتراف بعجز امريكا نفسها، عن تحقيق اهداف العدوان، ومن بينها القضاء على حماس وتهجير اهالي غزة، فامريكا كانت ومازالت الطرف الرئيسي الذي يدير الحرب على غزة، ولولاها لكان وجود “اسرائيل”، في خطر حقيقي بعد معركة “طوفان الاقصى”، لذلك سارع الرئيس الامريكي جو بايدن، في اليوم الثاني من الطوفان، الى تجنيد كل امكانيات امريكا العسكرية والاقتصادية والسياسية والاعلامية، لنصرة “اسرائيل” المهزومة والمهزوزة.

-لقد منح بايدن نتنياهو كل ما يحتاجه واكثر، من سلاح ورجال ومال ووقت، بل شاركت امريكا في العدوان على غزة وبشكل مباشر ومازالت، لهزيمة حماس وكسر ارادة الشعب الفلسطيني في غزة، واعادة “الهيبة” المزيفة لـ”اسرائيل”، ورفضت ومازالت كل مشاريع القرارات التي تقدمت بها دول العالم في مجلس الامن الدولي لوقف العدوان، ولم يحصد سوى فضيحة امريكا، وانكشاف هشاشة وعجز “اسرائيل”.

-ادرك بايدن، متأخرا، ان رهانه على نتنياهو ، كان في الحقيقة رهانا على حصان اعرج، فالاخير لم يفضح امريكا، ولم يجعل منها معزولة ومنبوذة امام العالم فحسب، بل الحق اضرارا لا يمكن اصلاحها بشعبيته وانحسار حظوظه الانتخابية، بعد ان شاركه في قتل اكثر من 31 الف فلسطيني، اكثر من 70 بالمائة منهم، من الاطفال والنساء، لذلك بدأ باتخاذ اجراءات استعراضية، حاول من خلالها، الظهور بمظهر من لا يتفق مع نتنياهو والابادة الجماعية التي يرتكبها ضد العزل في غزة، منذ اكثر من 5 اشهر، في محاولة بائسة ويائسة، لتطهير نفسه، وترميم شعبيته التي باتت بالحضيض، ومن بين تلك المحاولات، تصريحاته التي انتقد فيها نتنياهو، واستقبال واشنطن لغريم نتنياهو، غانتس، واخيرا التقرير الذي صدر امس عن الاستخبارات الامريكية.

-الشيء الوحيد الثابت في كل هذا المشهد، هو انه لا خلاف بين امريكا و”اسرائيل” ، فالاخيرة ليست سوى قاعدة امريكية متقدمة في قلب العالم الاسلامي،، وليس هناك من رئيس امريكي دعم ويدعم “اسرائيل” اكثر من بايدن، وليس هناك من خلاف بين ادارة بايدن وحكومة نتنياهو، بشان العدوان على غزة، وان بايدن ونتنياهو يحركهما نفس الحقد على الشعب الفلسطيني، لذلك لا تجد من اثر لتعاطف انساني مع الفظائع التي ترتكب بحق الطفولة في غزة، لا في وجه بايدن و لا نتنياهو، وكل ما هنالك هو باين ساخط على نتنياهو، لعجز الاخير عن حسم قضية حماس، رغم كل الامكانيات التي وضعها في اختياره، وهو عجز استمر طويلا، حتى اقترب من موعد الانتخابات الامريكية، والقى بظلاله عليها، وهو ما اضطر بايدن ان يفكر جديا في التخلص من نتنياهو، والاتيان بشخص اخر، يعمل على انزال امريكا و”اسرائيل”، من اعلى الشجرة، على امل ترميم صورته التي تمزقت، بعد ان اثبتت غزة، انها ليست لقمة سائغة.

المصدر
الكاتب:
الموقع : www.alalam.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-03-13 14:03:35
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version