الفلسطينيون في غزة يفطرون على أنقاض منازل دمرتها إسرائيل
وبين الأطلال في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، افترشت عشرات العائلات الفلسطينية موائد الطعام، رغم الظروف الصعبة التي يواجهونها في ظل الحرب.
وخلال وقت الإفطار، بدت على وجوه الصائمين علامات الحزن والأسى لفقدان منازلهم جراء القصف الإسرائيلي.
ومن بين أولئك المجتمعين على مائدة الإفطار الجماعي فوق الدمار، كان هناك من نزحوا من مدنهم في شمال قطاع غزة وانتقلوا نحو الجنوب، وكذلك من فقدوا أحبابهم وأقاربهم بسبب الحرب الشرسة.
وفي لحظات تناول الطعام، تضرّع الفلسطينيون إلى الله للعودة سالمين إلى منازلهم، وانتهاء الحرب بأسرع وقت ممكن، وعودة الاستقرار إلى قطاع غزة.
وخلال الحرب، أجبرت إسرائيل معظم الفلسطينيين على النزوح من مناطق شمال قطاع غزة ومدينة غزة نحو المناطق الجنوبية بزعم أنها مناطق “آمنة”، غير أنهم لم يسلموا من القتل حيثما حلوا.
ثم ما لبث التوغل البري أن توسّع جنوبا، في تحدٍ صارخ لتحذيرات دولية من خطورة ذلك في بقعة جغرافية صغيرة يأوي إليها مئات آلاف الفلسطينيين الذين لا مكان آمن يلجأون إليه.
وقال الفلسطيني ماهر السلوت: “في اليوم الأول من شهر رمضان ننظم مائدة طعام جماعية لأكثر من مئة عائلة نازحة من قطاع غزة”.
وأضاف: “نقوم بتنظيم المائدة لأنه في أيام الحرب لا يملك الناس قوت يومهم، وترتفع الأسعار بشكل كبير، حيث وصل سعر كيلو اللحم إلى 120 شيكل”.
وتابع: “هؤلاء النازحون منذ 4 أشهر لم يذوقوا طعم اللحم، لذلك قررنا اليوم أن نسعدهم ونقدم لهم شيئًا جميلاً”.
ولتناول الإفطار الرمضاني الأول لهذا العام، تجمعت عشرات آلاف الأسر في خيام النزوح التي نُصبت بشكل بدائي في مناطق مختلفة في قطاع غزة، فيما كان أكبر تجمع لهم في مدينة رفح جنوبي القطاع.
وأنشأ الفلسطينيون النازحون مخيمات مؤقتة في مدينة رفح المكتظة بنحو مليون و300 ألف نسمة، حيث يعيشون ظروفا صعبة جراء الحرب، وفق مسؤولين حكوميين في غزة، فيما يخشون من تنفيذ إسرائيل تهديدها باجتياح واسع للمدينة.
هذه المخيمات البدائية تفتقر لأبسط مقومات الحياة، وتمثل ملاذًا مؤقتًا للعديد من الأسر التي نزحت جراء القصف، بعد أن حرمتهم الحرب والحصار المرافق لها من أبسط اللوازم الإنسانية بما فيها الأساسيات من طعام ومياه ونظافة.
ومؤخرا، بحثت حكومة الحرب الإسرائيلية “الكابينت” خطة “إجلاء” الفلسطينيين من رفح في إطار الاستعداد لاجتياحها، رغم التحذيرات الدولية من أن خطوة كهذه قد تؤدي إلى مجازر بحق مئات آلاف النازحين الذين لا مكان آخر يذهبون إليه بعدما أجبروا على النزوح من كافة مناطق القطاع تحت وطأة الحرب المستعرة منذ نحو 5 شهور.
ويحل رمضان هذا العام، بينما تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودمارا هائلا بالبنية التحتية ومجاعة بعدد من المناطق، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة “الإبادة الجماعية”.
انتهی.
المصدر
الكاتب:Mohammad Falaki
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-03-12 07:48:49
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي