حل الدولتين.. وهم أمريكي يراد إقناع الفلسطينيين به
حين رفع بنيامين نتنياهو أمام دول العالم في الأمم المتحدة خارطة للمنطقة لا وجود فيها لشيء اسمه فلسطين، حاول البعض تجاهل الدوافع الحقيقية لمثل هذه الحركة. لكن اليوم يبدو أن نتنياهو كان مقتنعا بتلك الأوهام.
فالحديث اليوم هو عن أي شيء، إلا الدولة الفلسطينية.. أو هذا ما يريده الإسرائيلي. في المقابل، يحاول الأميركي إقناع الفلسطينيين وشعوب المنطقة بأنه متمسك بحل الدولتين.. وحين تريد أميركا شيئا، فلا بد من البحث عن المصالح الخاصة للعم سام.
لكن في الصورة المقابلة، حقيقة أثبتت التجارب أن تجاهلها خطأ استراتيجي. وهي أن من يقرر مصير القضية الفلسطينية، وبالتالي مسألة الدولة الفلسطينية وشكلها وقوتها، هم من يقاتلون في غزة ويفرضون رؤيتهم نهاية الأمر
فكيف يمكن تصديق الدوافع المزعومة خلف طرح حل الدولتين اليوم من قبل واشنطن؟ وماذا عن تكرار نفس الاخطاء التي أفشلت جميع التحركات السابقة حيال موضوع الدولة الفلسطينية؟
ما وراء الشكوك العديدة المحيطة بطرح حل الدولتين في ظل العدوان على غزة، عوامل تجعل من عودة الحديث عن الموضوع أمرا غير منطقي. هذا ما تحدثت عنه مقالة لفورين أفرز بعنوان.. الانبعاث الغريب لحل الدولتين.
تقول المقالة..إن سبب إحياء (حل الدولتين) ليس معقدا. ففي نهاية المطاف، لا يوجد سوى عدد قليل من البدائل الممكنة لحل الدولتين. هناك حل حماس (تدمير ‘إسرائيل’). وهناك حل اليمين المتطرف الإسرائيلي(ضم الضفة، وترحيل الفلسطينيين إلى دول أخرى). ولن يتمكن أي من هذه البدائل من حل الصراع، دون التسبب في كوارث أكبر
وعليه تشير المقالة إلى أنه لا توجد أي مصداقية لإنهاء الحرب دون صياغة نظام جديد أكثر استقرارا، من خلال مسار جدير بالثقة نحو حل الدولتين. هناك عائقان أمام هذه الخطة. فلكي يتشكل أي نظام ما بعد الحرب، يجب كسر حماس، وهذا ليس مضمونا على الإطلاق. كما أن بقاء حكومة نتنياهو المتطرفة يعتمد على رفض حل الدولتين وحكم السلطة لغزة
في الأخير تقول فورين أفرز.. لا تنتهي الحروب في كثير من الأحيان إلا بعد أن يستنفد الطرفان أنفسهما ويقتنعا بأن من الأفضل أن يتعايشا مع أعدائهما بدلا من مواصلة الجهود العقيمة لتدميرهم. والإسرائيليون والفلسطينيون بعيدون كل البعد عن تلك النقطة.
كل ما يقال عن حل الدولتين لاسيما بعد الحرب على غزة هو بيع للأوهام.. هذا ما نقرأه في مقالة ميدل إيست مونيتور بعنوان.. ‘حل الدولتين’ هو إلهاء؛ المشكلة هي ‘الصهيونية’
تسأل المقالة.. ما فائدة الدولة الفلسطينية، إذا استمرت الأيديولوجية الصهيونية في تعريف ‘إسرائيل’، وفرض هذا التعريف على الفلسطينيين؟. لن يكون ممكنا إقامة دولتين إذا لم يتم هزيمة الصهيونية. (اليوم) بينما يقتل الفلسطينيون، بدأ الساسة الغربيون يدركون ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة. ولكن لماذا الآن؟
المشكلة تزداد سوءا لأننا نرفض معالجتها بشكل مباشر. الصهاينة مستعدون لفعل أي شيء لبقاء أيديولوجيتهم، وهذا يعني محو العدو المتصور. هم يريدون مواصلة المذبحة، وبالتالي إبادة الفلسطينيين، لأنهم يدركون تماما أن هذه فرصة تاريخية لإنهاء المهمة التي لم يكملها القادة الصهاينة السابقون قبل خمسة وسبعين عاما.
وحول غزة تضيف المقالة.. ‘إسرائيل’ ترى أن هجومها يتجاوز حدود غزة. إنها حرب على الفلسطينيين في كل مكان. وإذا نجحت في غزة، ستتوجه نحو الضفة.. إن اختزال هذه القضايا في قضية إيجاد حلول سياسية فقط تبيع آمالا زائفة للشعب الفلسطيني، ليس مجرد جهل أو مراوغة، بل أيضا تحويل الأنظار عن المشكلة الحقيقية: أيديولوجية ‘إسرائيل’ الصهيونية
نظرة على التعليقات حول موضوع حل الدولتين. نبدأ مع الباحث الاكاديمي والصحافي “كريس دويل” الذي علق. أبطلت “إسرائيل” معظم اتفاقيات أوسلو فعليا منذ أكثر من 20 عاما (لا يوجد مطار، أو ميناء في غزة، ولا ممر آمن بين الضفة وغزة.. ولا استكمال لمحادثات الوضع النهائي).
“جاك كول” شكك في موضوع حل الدولتين. الاحتلال يولد الكراهية.. القول بأن حل الدولتين هو مجرد طموح، يصب في مصلحة المتطرفين مثل بيبي نتنياهو الذين يستمتعون بالوضع الراهن. استمرار الاحتلال للفلسطينيين يعني المزيد من العنف والحرب.
نختم مع الاكاديمي “آرون جيكز” الذي علق على رفض الاحتلال للدولة الفلسطينيىة. سيستمر المسؤولون في حكومة نتنياهو في توضيح موقفهم (بعدم قبول دولة فلسطينية)، ومع ذلك ستستمر إدارة بايدن في التذرع بحل الدولتين كما لو أن حليفتها ليست “إسرائيل”
إذن حول طرح حل الدولتين في مرحلة ما بعد الحرب على غزة، ومصداقية هذا الطرح أميركيا، في ظل رفض إسرائيلي للحديث عن دولة فلسطينية.
ضيف البرنامج:
– د.سليمان بشارات مدير مركز يبوس للاستشارات والدراسات من نابلس.
التفاصيل في الفيديو المرفق
المصدر
الكاتب:
الموقع : www.alalam.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-02-21 23:02:19
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي