لماذا رفعت جنوب افريقيا دعوى ضد اسرائيل.. هل تستخدم نفس الاداة التي اكتوت بها؟

وقال السفير ملوي في حوار خاص مع قناة العالم خلال برنامج “من طهران” تحت عنوان “ايران وجنوب افريقيا في مواجهة جرائم الاحتلال الاسرائيلي”، ان الدعوى التي رفعتها بلاده ضد الكيان الاسرائيلي من اجل تنبيه المجتمع الدولي على جرائم الابادة التي يرتكبها هذا الكيان بحق الشعب الفلسطيني، والامل في اقناع المجتمع الدولي بان “اسرائيل” تعتبر قوة احتلال وترتكب هذا النوع من الجرائم وينبغي محاسبتها على ذلك.

العالم: اهم مسألة اليوم التي تطرح في المحافل الدولية هي الدعوى او القضية التي رفعتها جنوب افريقيا ضد كيان الاحتلال الاسرائيلي، وهو موضوع ارتكاب الابادة الجماعية التي طرحت في محكمة العدل الدولية في لاهاي، لماذا اقدمت جنوب افريقيا على هذه الخطوة؟


السفير ملوي: كما تعلمون، فإن قضية فلسطين هي حاليا أكبر قضية أخلاقية تواجه المجتمع الدولي، فمحنة الشعب الفلسطيني مستمرة منذ عام 1948، وصرخته من أجل حق تقرير المصير وتشكيل دولة فلسطينية، دولة مستقلة والحرية والعدالة. هذه قضايا مهمة يواجهها العالم اليوم.

بعد أحداث 7 أكتوبر من العام الماضي، كان واضحاً جداً ما ستفعله “إسرائيل” في فلسطين. بالنسبة لي، هذه هي ذروة سياسات “إسرائيل” تجاه الشعب الفلسطيني ككل، وشعب غزة بشكل خاص.

ودولة جنوب أفريقيا تدعم منذ سنوات نضال الشعب الفلسطيني، وكذلك حقه في تقرير مصيره، والكرامة الإنسانية. وفي الواقع كانت فلسطين إحدى الدول التي دعمتنا بقوة في النضال من أجل الحرية والعدالة أثناء حقبة الفصل العنصري.

لقد كنا محظوظين، حيث أننا حصلنا على الحرية عام 1994، لكن الشعب الفلسطيني لم ينجح بعد في تحقيق أحلامه، ولا يمكن أن نهدأ حتى يحصل الشعب الفلسطيني على حريته. وكما قال لنا الرئيس مانديلا في عام 1994، حتى يتم تحرير الشعب الفلسطيني، فإن الحرية التي نتمتع بها كدولة جنوب أفريقية خاوية ولن تكتمل أبدا.

ولذلك ينبغي على المجتمع الدولي أن يتفهم قرارنا برفع دعوى قضائية ضد “إسرائيل” في محكمة العدل الدولية في لاهاي، والجهود التي تبذلها دولة جنوب أفريقيا في هذا الصدد، ونأمل أن يعيد ذلك تركيز انتباه المجتمع الدولي على ان قضية فلسطين مهمة جداً، وإقناعهم بأن “إسرائيل” تعتبر قوة احتلال عندما ترتكب هذا النوع من الجرائم والمظالم والإبادة الجماعية في غزة، وستحاسب عليها.

لذلك، نأمل أن نتمكن بهذه الإجراءات التي قمنا بها من الضغط على إسرائيل وداعميها وإقناعهم، للتوصل إلى حل يؤدي إلى إقامة العدل والحرية وحق تقرير المصير وتشكيل دولة فلسطينية مستقلة للشعب الفلسطيني.


العالم: فيما يتعلق بالحكم المؤقت الذي اصدرته محكمة العدل الدولية في لاهاي، كيف لهذا الحكم المؤقت ان يخفف من معاناة الشعب الفلسطيني او يساهم في انهاء هذه المعاناة؟ ايضاً كيف بامكان باقي الدول ان تساعد الفلسطينيين في ضوء قرار محكمة العدل الدولية؟


السفير ملوي: حسنًا، أصدرت محكمة العدل الدولية في لاهاي حكمًا مهمًا، وأمرت بإجراءات مؤقتة يجب على “إسرائيل” اتخاذها، أولًا، المهم أن محكمة العدل الدولية في لاهاي أمرت الآن بشكل قاطع “إسرائيل” بوقف عملياتها العسكرية في غزة، وعلينا أن نمضي قدماً عبر محكمة لاهاي الدولية. لأننا نؤمن بالقانون الدولي، ونؤمن أنه من خلال هذا الإجراء، سيكون لدى الأمم المتحدة مرة أخرى طريقة للضغط على “إسرائيل”، ونأمل أنه من خلال الإجراءات التي أمرت بها المحكمة، ستوافق “إسرائيل” وتوقف الإبادة الجماعية، ومن ثم محاسبتها على الجرائم المرتكبة في غزة.

أمرت المحكمة، على سبيل المثال، بأنه يجب على “إسرائيل” الحفاظ على الأدلة الموجودة، ويجب محاسبة جميع المذنبين بالتحريض على الإبادة الجماعية، وكذلك بعض هؤلاء المسؤولين رفيعي المستوى في الحكومة الإسرائيلية، وفي مجلس الوزراء، وفي الجيش.

ولذلك فإن هذه الإجراءات تهدف إلى الرد على الجرائم التي ترتكبها “إسرائيل” هناك. ونأمل أنه مع أوامر المحكمة بوقف الهجمات الإسرائيلية، سيتعين عليهم الحفاظ على الوثائق والأدلة التي ستؤدي في النهاية إلى نتيجة، لأن “إسرائيل” تصرفت لفترة طويلة وكأنها فوق القانون. وهي ترتكب هذه الجرائم منذ سنوات دون أن تعاقب، وبقية دول العالم تتجاهلها وتنظر باتجاه آخر، ولا تجبر هذه الدولة على المحاسبة على الجرائم التي ارتكبتها بحق الشعب الفلسطيني.

ولذلك، نأمل أن تفتح هذه الإجراءات في النهاية المجال أمام الدول للتحرك الآن، على الرغم من أن هذا الحكم صدر كإجراء مؤقت “لإسرائيل”. ولكننا جميعا، كأعضاء في الأمم المتحدة، وخاصة الدول الـ 153 الموقعة على اتفاقية الإبادة الجماعية، ملزمون الآن بمنع الإبادة الجماعية في غزة.

لذا يمكننا الآن، كأعضاء في المجتمع الدولي، استخدام هذا الحكم لمحاسبة “إسرائيل” في هذه القضية لإنهاء أعمال الإبادة الجماعية، والأهم من ذلك أننا نأمل أن يمهد لنا هذا الحكم الطريق، كما أن الدول العالم تتابع بجدية كيف سيتم حل القضية الفلسطينية بشكل نهائي.

ولكن من الضروري الإشارة إلى أن المحكمة قد أصدرت بالفعل أمراً باتخاذ إجراءات مؤقتة، ولم يتم الانتهاء من القضية بعد، لأنه يتعين علينا الدخول في المرحلة التالية من إثبات جدارة قضيتنا. لذلك لا يزال هناك طريق طويل لنقطعه، وآمل أن يكون هناك دور للدول الأخرى في ذلك.


العالم: عندما تصدر محكمة العدل الدولية في لاهاي حكماً مؤقتاً، ما هي التدابير المؤقتة التي يجب على “اسرائيل” اتخاذها بناءاً على الحكم الصادر؟


السفير ملوي: هذه الإجراءات المؤقتة ملزمة وقابلة للتنفيذ بالنسبة “لإسرائيل”، وكما تعلمون، حتى قبل إصدار أمر الإجراءات المؤقتة، أظهرت “إسرائيل” للعالم أنها ستتجاهلها، لكن تجاهل هذه الإجراءات المؤقتة والأمر الصادر عن المحكمة لن يقلل من تأثيرها الملزم، ونأمل أن تلتزم إسرائيل بها بشكل جيد، باعتبارها تدعي انها ديمقراطية وتحترم القانون الدولي.

وكما تعلمون فإن من الإجراءات المذكورة في الحكم أنه يجب على “إسرائيل” العودة إلى محكمة العدل الدولية بعد ثلاثين يوما من صدور الحكم، لذلك يجب على “إسرائيل” العودة إلى محكمة العدل الدولية قبل نهاية هذا الشهر وتقديم تقرير كامل عما فعلته أو تفعله، أو ستفعله للمضي قدماً ليكون متفقا مع أمر المحكمة. وليس أمام “إسرائيل” خيار سوى اللجوء إلى المحكمة.

وعلى “إسرائيل” أن تعود إلى المحكمة الدولية بتقرير مفصل للغاية عن كيفية تنفيذها للحكم، دون تقديم مبررات لعدم التنفيذ. ولكن ما الذي ستفعله إسرائيل حقاً فيما يتعلق بتنفيذ هذا الحكم؟

من الواضح أن دولة جنوب أفريقيا هي أيضا جزء من هذه القضية، وسنراقب بعناية ما تنشره “إسرائيل”، لأنها، من وجهة نظرنا، تخالف حاليا حكم المحكمة الدولية. نريد أن نتأكد من أنه عندما ترسل “إسرائيل” التقرير إلى محكمة العدل الدولية، فإننا نستمر في محاسبتها والتأكد من أنها ستنفذ الحكم.

وهناك أمر آخر مهم وهو أن هذا الحكم ملزم للدول الأخرى أيضا. على سبيل المثال، الدول التي دعمت “إسرائيل” بتوفير الأسلحة وهي تدعم “إسرائيل”، والآن قررت بعض الدول سحب التمويل من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وهو أمر مؤسف.

الأونروا، هي إحدى أهم وكالات الأمم المتحدة، وتعمل بما يتماشى مع الأهداف الإنسانية للشعب الفلسطيني، وتعلمون أن سياسة “إسرائيل” هي حرمان شعب غزة من الغذاء والكهرباء والمياه، والطب.

فإذا كنت من مؤيدي “إسرائيل” وقررت التوقف عن إرسال الأموال إلى إحدى اهم وكالات الأمم المتحدة، ودورها مهم في توفير الغذاء والماء والدواء، فأي انسان أنت؟، هذا تواطؤ في الإبادة الجماعية.

وعلينا جميعا واجب وقف الإبادة الجماعية، وإذا سألتني، عندما تقرر الدول الأخرى قطع تمويل الأونروا والتوقف عن إرسال المساعدات، فهي متواطئة في جرائم الإبادة الجماعية هذه، فهي مسؤولة عن منع هذه الإبادة الجماعية. وهذا الحكم يجعلهم مسؤولين جميعا. رأيت قائمة الدول التي قررت قطع الميزانية.

هذه الدول ديمقراطية، أليس كذلك؟ إنهم مدافعون عن حقوق الإنسان. وهم من أنصار القانون الدولي. إنهم يحترمون القوانين الدولية. فليحترموا الحكم الذي أصدرته المحكمة الدولية، عندها سنصدق ما قالوا.


العالم: فيما يتعلق بالدول التي تدعم “اسرائيل” عسكرياً وسياسياً، بعد صدور حكم محكمة العدل الدولية، هل برأيكم هذه الدول قد تغير من مواقفها تجاه الكيان الاسرائيلي؟ او حتى تضغط على الكيان الاسرائيلي؟


السفير ملوي: وكما تعلمون، فإن القوانين الدولية لا تصبح ذات معنى إلا عندما نحترم جميعا سيادة القانون الدولي. هذه هي القراءة الصحيحة الوحيدة لسيادة القانون الدولي، إذا قلنا إننا مجتمع دولي ملتزم بسيادة القانون، علينا أن نقبل بحسن نية جميع الذين يتبعون القانون الدولي.

ولا يمكن أن يكون لدينا قانون دولي يُطبق على بعض البلدان فقط، وقانون دولي يُطبق على بلدان أخرى. لأنه إذا كان لدينا مثل هذا النظام، فإنه سوف ينهار، ولن يكون هناك قانون دولي.

وتدعم هذه الدول “إسرائيل” بقوة، لأنها تزود “إسرائيل” بالسلاح والحماية الدبلوماسية وما إلى ذلك. إنهم ينتهكون سيادة القانون الدولي، على الأقل في سياق ما يلزمهم به. بلادنا افريقيا الجنوبية وغيرها من الدول الملتزمة بالقانون الدولي يجب ان نضغط على شركاءنا الغربيين حتى يلتزموا بالقانون الدولي، ويعيشوا على اساسه. لأنهم إذا كانوا لا يزالون يريدون ربط التكامل بنظام قائم على سيادة العلاقات الدولية، فيجب عليهم توفير القيادة المناسبة.

ولكن اسمحوا لي أن أوضح أكثر، من الواضح أننا نرى بعض الدول لا تطبق القانون الدولي، ولكن هذه الأحكام صدرت ضد “إسرائيل”. لدينا الفرصة الآن لاتخاذ كل ما في وسعنا كدولة أو كمجموعة من الدول لإجبار “إسرائيل” على الامتثال لأمر المحكمة، وهناك العديد من الخيارات التي يمكن اتخاذها في هذا الصدد.

كما تعلمون، منذ ظهور نظام الفصل العنصري في بلدي، جنوب أفريقيا، لسنوات عديدة، لعب المجتمع الدولي دورا مهما في إجبار نظام جنوب أفريقيا على تغيير مساره، فماذا فعل المجتمع الدولي؟، من بين جميع الأدوات التي كانت بحوزته، فرض حظرًا اقتصاديًا وتسليحيا على جنوب إفريقيا. أصبحت جنوب أفريقيا معزولة عالميًا.

لم يكن أحد يريد التعامل معنا. لم يرغب أحد في ممارسة الرياضة معنا، لقد تم طردنا من الجمعية العامة للأمم المتحدة. لم تكن لدى العديد من الدول علاقات دبلوماسية معنا، ولم تتواصل معنا أي من المجموعات الدولية، ودولة جنوب أفريقيا اصبحت معزولة لسنوات.

نفس الأداة يمكن ويجب استخدامها ضد “إسرائيل”، وإلا كيف يمكن أن نجبرها على قبول ذلك؟ ولذلك أعتقد أنه من المهم أن يقوم المجتمع الدولي بإعادة النظر في هذه الأداة بالذات لإجبار “إسرائيل” على تغيير مسارها. على سبيل المثال، عزل “إسرائيل”، وتطبيق حظر الأسلحة، وجميع أنواع العقوبات الاقتصادية، التي يمكن للدول تطبيقها فرديا وجماعيا.

مؤخرا كنت أشاهد كرة السلة الأيرلندية، حيث أعلن المنتخب الأيرلندي أنه لن يلعب كرة السلة ضد المنتخب الإسرائيلي، وهذه بعض الإجراءات التي ينبغي اتخاذها. وأنا أعلم أنه في المجتمع المدني الأمريكي، في الوقت الحالي، يستهدف الناس بعضًا من هذه الشركات المرتبطة بطريقة أو بأخرى بالمصالح الإسرائيلية، وعندما يستفزون هذه الشركات، يمكنهم ممارسة ضغوط هائلة على “إسرائيل” في الوقت المناسب، لارغامها على تغيير سياساتها.


العالم: هل جنوب افريقيا تعرضت الى ضغوط لسحب الدعوى من محكمة العدل الدولية؟ او عدم متابعة هذا الموضوع؟


السفير ملوي: لا، إن قرار الذهاب إلى محكمة العدل الدولية كان قرارًا اتخذ في حكومتنا، وقد تم اتخاذ هذا القرار بعد المداولات البرلمانية حول خطة وقف إطلاق النار الإلزامية في غزة. لذا فإن قرار الذهاب إلى محكمة العدل الدولية تم اتخاذه من خلال أعلى مستوى في حكومتنا، وعندما قررنا الذهاب إلى محكمة العدل الدولية اخترنا فريقًا من المحامين من جنوب إفريقيا، يعملون مع محامين من دول أخرى، ربما من إنجلترا وأيرلندا. لأننا نؤمن بالعدالة، لأننا نؤمن بأننا نستطيع استخدام أدوات القانون الدولي. ما هي الخيارات الأخرى لدينا؟

لقد دعمت حكومة جنوب أفريقيا دائمًا التسوية السلمية للقضية الفلسطينية، ولم تأل جهدا في سبيل متابعة القضية الفلسطينية قانونيا للاستفادة من المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية وغيرها من الادوات القانونية. لذا، فإذا ما مارس الناس أو الحكومات أو أي شخص الضغط علينا، فأنا لست على علم بذلك، فهذا هو قرار حكومة جنوب إفريقيا، ونأمل أن يدعمها شعب جنوب إفريقيا.


العالم: من موضوع قرار محكمة لاهاي الى العلاقات بين ايران وجنوب افريقيا، نحن نعلم ان ايران دعمت جنوب افريقيا فيما يتعلق الشكوى والدعوى التي رفعتها الى محكمة لاهاي، في هذا الاطار، العلاقات الثنائية بين البلدين، ما هي استراتيجية جنوب افريقيا لتنمية العلاقات مع ايران؟ وما هي المجالات التي يمكن للبلدين ان يعملا على الاستثمار فيها؟


السفير ملوي: بداية، أود أن أقول إن جنوب أفريقيا وإيران تربطهما علاقات جيدة للغاية تشكلت عبر التاريخ، وتذكرون أن إيران كانت إحدى الدول المهمة التي دعمت نضالنا من أجل الحرية في جنوب أفريقيا، لذلك ليس هناك بين البلدين مشكلة نتقاتل عليها، وليس لدينا مشكلة سياسية بين بلدينا. لذا، فهذا يمنحنا فرصة للاستفادة من هذه العلاقات القوية.

هناك علاقات ودية وقوية بين جنوب أفريقيا وإيران، وبين شعب جنوب أفريقيا وشعب إيران، ويجب أن نستفيد من هذه العلاقات الممتازة، وندرس ما يمكننا القيام به في مجال التعاون الاقتصادي والتنمية الاقتصادية. لذلك أعتقد أن الإستراتيجية الأولى التي يتعين علينا اتباعها هي معرفة أن لدينا ساحة لعب جيدة جدا يمكننا من خلالها اتخاذ الخطوة التالية.

المسألة الاخرى هي أنني أريد أن أرى المزيد والمزيد من رجال الأعمال من جنوب أفريقيا ورجال الأعمال الإيرانيين يلتقون ويتبادلون الوفود، لأن معلوماتكم تزداد مع السفر، وبالتالي فإن هذه الزيارات ستكون مهمة للغاية. ثالثا، أعتقد أن هناك مزايا نسبية وتنافسية واضحة للغاية بين جنوب أفريقيا وإيران، لأننا دولتان ناميتان تتمتعان بموارد ممتازة.

على سبيل المثال، في مجال التعدين، طورت جنوب أفريقيا مزايا قوية نسبياً في مجال التعدين، وكذلك فعلت إيران. تركز جنوب أفريقيا وإيران حاليًا على استغلال معادنهما، وأدركتُ خلال إقامتي القصيرة هنا أن إيران أتقنت حقًا فن استغلال المعادن والأحجار الكريمة وما إلى ذلك، وهذا هو المجال الذي تريده جنوب أفريقيا. للاستفادة من المهارات التي يتمتع بها الإيرانيون في مجال الزراعة، وفي مجال تصنيع المنتجات الزراعية.

كما تعلمون، منذ مجيئي إلى هنا، التقيت بأربعة وفود أعمال من جنوب أفريقيا الذين يتعاونون مع نظرائهم الإيرانيين، الموجودين هنا بالفعل أو أنشأوا بالفعل شركات في إيران وجنوب أفريقيا، وهم يعملون في مجال التجارة، ونعتقد أن هذه طريقة جيدة جدًا لتطوير العلاقات بين جنوب إفريقيا وإيران.


العالم: ايران انضمت الى مجموعة بريكس، وجنوب افريقيا تعد من مؤسسي هذه المجموعة، كيف يمكن لهذه المجموعة (بريكس) ان تساهم في الرقي بمستوى العلاقات الايرانية والجنوب افريقية؟

السفير ملوي: البريكس مجموعة مهمة جدًا من دول الجنوب، وقد دعمت جنوب إفريقيا عضوية إيران في البريكس، واصبحت إيران عضوًا في البريكس منذ الأول من يناير من هذا العام، لذا فإن البريكس تجمع هذه الدول معًا من الجنوب. نريد تجميع مواردنا وتوقعاتنا وكفاءاتنا في مختلف القطاعات، وتعزيز التنمية الجماعية وتقوية العلاقات الاقتصادية بيننا.

إذن، هذه مجموعة مهمة جدًا من الدول المتقدمة وأعتقد أن الجميع في العالم يتحدثون عن البريكس الآن. ولذلك، فإن البريكس تقدم لنا نحن الدول النامية ودول الجنوب منصة ضخمة لتقرير كيفية التنمية في بلادنا. لقد كنا جزءًا من النظام الدولي لسنوات عديدة وما زلنا كذلك، ولكن مجموعة البريكس هي مجموعة مهمة تتطلع الآن إلى التركيز على نقاط قوتنا، واستكشاف سبل تطوير بلادنا.

وانا متفائل جدا بأن ننجح في كل ما نقوم به. لأنه إذا نظرت إلى الأرقام الآن، فستجد أن دول مجموعة السبع هي الدول التي عبرت عن أجندتها للعالم لسنوات عديدة. لقد وضعوا دائمًا قواعدهم الخاصة للعالم، وسيطروا دائمًا على التجارة العالمية، ولكن الآن تجاوزت دول البريكس دول مجموعة السبع من حيث الناتج المحلي الإجمالي. لقد أصبح عدد سكاننا الآن أكبر بكثير من عدد سكان دول مجموعة السبع، ولا بد أن هذه الأرقام تعني شيئًا ما. وينبغي تحويل هذه الأرقام إلى مزايا لبلداننا.

كنت أتحدث في وقت سابق من هذا الصباح مع صديق حول قضية مجموعة البريكس، وقلت له إذا نظرت إلى الكيفية التي بدأنا بها الآن التجارة مع بعضنا البعض كدول في مجموعة البريكس، فهذا أمر مهم للغاية. كيف تعاملت إيران مع هذه الإجراءات القسرية الظالمة وغير القانونية التي تم فرضها من جانب واحد على ايران وشركائها في جميع أنحاء العالم، وهي في وضع صعب، وبدأت في إيجاد طرق جديدة للتجارة.

هذا نوع من الأسلوب التجريبي والدوري، لكنني أعتقد أنه على المدى الطويل، ستعيد الدول الأعضاء في البريكس كتابة قواعد التجارة في العالم، وهذا في حد ذاته سيوفر فرصا أخرى، وإطاراً ومنصة أخرى، لنا في دول البريكس، ويمكن استخدامها من أجل تعزيز العلاقات بيننا، والنجاح في تحقيق الأهداف التي وضعناها لأنفسنا، أي تعزيز التعاون بيننا والتركيز على تطويرها وإصلاحها في نظام الحكم العالمي. إذا نظرت إلى الدول الأعضاء في البريكس، فهي دول مهمة للغاية وتلعب دورًا مهمًا جدا في المناطق التي تتواجد فيها، وأسأل الله النجاح للدول الأعضاء في البريكس.

.

المصدر
الكاتب:
الموقع : www.alalam.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-02-18 20:02:05
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version