في أسفل الملصق صور لقادة ميدانيين صغار تابعين لحركة حماس، وفي أعلاه صور القيادة العليا بما في ذلك محمد الضيف العقل المدبر لهجوم أكتوبر.
وطُبع هذا الملصق بأعداد كبيرة بعد أن غزت إسرائيل غزة ردا على هجوم 7 أكتوبر، ووُضعت علامة (إكس) على وجوه القادة الذين لقوا حتفهم.
لكن الرجال الثلاثة الذين يتصدرون قائمة المطلوبين لدى إسرائيل، ما زالوا طلقاء، وهم محمد الضيف قائد الجناح العسكري لحركة حماس، والقائد الثاني مروان عيسى، ورئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار.
“إنّ حماس فقدت قواتها وعاجزة عن قلي بيضة”، هكذا خاطبت منشورات وزّعها الجيش الإسرائيلي على الأهالي في غزة، في إطار حملة حرب نفسية يقودها الاحتلال على القطاع، تزامناً مع عدوانه العسكري الذي تسبب حتى اليوم 71 باستشهاد أكثر من 18 ألفاً و800 شهيد و51 ألف جريح منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
وعرضت منشورات، تداوَل صوراً لها ناشطون فلسطينيون على وسائل التواصل الاجتماعي، جوائز مالية على التبليغ عن قادة كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس). وحددت هذه المكافآت بـ”400 ألف دولار لمعلومات حول يحيى السنوار، و300 ألف دولار لمحمد السنوار، و200 ألف دولار لرافع سلامة، ولمحمد الضيف 100 ألف دولار”.
واستدعت إسرائيل نجاحات سابقة لها في تصفية عناصر فلسطينية بارزة بعد عملية ميونيخ 1972 للتلويح بها في وجه كبار قادة حركة حماس، الذين تتهمهم بالوقوف وراء هجوم السابع من أكتوبر الماضي، سواء أكانوا في قطاع غزة أم في لبنان وقطر وتركيا، مثلما جاء في تهديد رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) رونين بار.
ووضعت إسرائيل، وفق ما نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، ستة من قادة حماس هدفا للاغتيال، بينهم 3 في الداخل، وهم: يحيى السنوار، رئيس حماس الفعلي، ومحمد الضيف، الرجل الذي تطارده إسرائيل منذ سنوات، ومروان عيسى الذي وصفته الصحيفة برجل الظل والنائب العسكري للسنوار.
أما ثلاثة الخارج فهم هنية ومشعل وصالح العاروري، الذي قالت الصحيفة إنه “الرجل الثاني في حماس، والمسؤول عن أنشطة ذراعها العسكرية في الضفة الغربية”.
ويقيم هنية ومشعل في قطر، أما العاروري فيقيم في بيروت، بعد أن كان يتنقل بين لبنان وتركيا، إلى أن طلبت تركيا من قادة حماس، وبينهم العاروري، مغادرة أراضيها مع بداية “طوفان الأقصى”، وفق ما أشار إليه موقع المونيتور خلال أكتوبر، في خطوة بدا أن الهدف منها نأي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ببلاده عن الهجوم.
ويوجد في لبنان العدد الأكبر من قادة حماس، الذين يظهر البعض منهم علنًا باستمرار، مثل أسامة حمدان وموسى أبومرزوق والعاروري الذي حظي بلقاء أمين عام حزب الله حسن نصرالله في أكتوبر بصحبة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد نخالة.
حماس تقول إن تهديدات إسرائيل باستهداف قادتها داخل فلسطين وخارجها تمثل انتهاكا لسيادة الدول الشقيقة التي يوجد فيها أبناء وقادة الحركة
وتمتلك إسرائيل خبرات في تنفيذ الاغتيالات في لبنان سواء التي تستهدف قيادات فلسطينية أو أعضاء من حزب الله، ولن يكون من الصعب على عملائها في لبنان التسلل إلى محيط قادة حماس وتنفيذ الخطة.
ولن تتأخر حكومة نتنياهو في تنفيذ مهمة استهداف هنية أو مشعل في قطر بالرغم مما قد يحمله ذلك من حرج للقيادة القطرية، وهو أمر يمكن أن تتعامل معه بالقنوات الدبلوماسية سواء بشكل مباشر أو عن طريق الحلفاء الأميركيين.
ولا يستبعد المراقبون أن يكون الهدف من التلويح بالاغتيالات وسيلة للضغط على قادة حماس والدول المستضيفة للتقليل من ظهورهم الإعلامي ووقف ما تعتقد أنه تحريض ضدها، أو دفعهم إلى المغادرة خاصة بالنسبة إلى قطر التي قد تجد نفسها مجبرة على التخلي عن حليفتها حماس تحت ضغط إسرائيل وإدارة جو بايدن.
ويمكن أن يكون التلويح بورقة الاغتيالات وسيلة ضغط للعودة إلى مفاوضات تسليم الرهائن الموجودين لدى حماس في الداخل.
وفي العادة توكل مهام التصفيات لفريق مشترك من جهازي الشاباك والموساد، الأول هو الأكثر اختراقا للفلسطينيين في الضفة وغزة وداخل عرب 48، والثاني يشمل بقية العالم. وينتظر أن يشترك الجهازان في التنفيذ لأن كل خيوط زعماء حماس تبدأ من غزة والضفة.
وفي عام 1997 سعى عملاء الموساد لتسميم مشعل في عمّان، واضطرت إسرائيل إلى منح الأردن الترياق اللازم لإنقاذ حياته. وآنذاك كان نتنياهو يتولى رئاسة الوزراء.
يبقى السؤال مطروحاً حول مَن هؤلاء القادة الذين تبذل إسرائيل كل الجهد من أجل معرفة معلومات عن أماكن وجودهم، وعن كمية الألم والإحباط والخسائر التي ألحقوها بالاحتلال، خصوصاً أن أسماء منهم ليست معروفة لجميع الفلسطينيين أنفسهم.
المصادر: وکالات
النهایة
المصدر
الكاتب:Shafaqna1
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-02-18 23:47:06
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي