أكد الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله أن “عملية طوفان الأقصى كشفت الهدف الحقيقي “الاسرائيلي”، وهو تهجير الفلسطينيين من فلسطين المحتلة أي تهجير أهل غزة والضفة واراضي الـ 48 وإقامة دولة يهودية خالصة”، مضيفاً أن “الحصار على قطاع غزة كان هدفه الوصول الى الموت جوعاً دون أن يشعر بهم احداً في العالم وطوفان الأقصى اوقف هذه المهزلة وفضح العدو وجعله يدفع ثمناً باهظاً وخطيراً”.
وهنا شدد السيد على ضرورة أن يكون “هدف دول وحكومات المنطقة عدم تهجير الفلسطينيين”، موضحاً أن “هذا يحتاج إلى مواجهة كبرى”.
كلام السيد نصرالله جاء خلال إحياء الذكرى السنوية للقادة الشهداء اليوم الجمعة، أشار فيها الى أن “العدوان الذي حصل على مدينة النبطية والصوانة هو تطور يجب التوقف عنده”، مضيفاً أن “استهداف المدنيين واستشهاد عدد كبير منهم، هو أمر متعمد”. وأضاف أن “استهداف المقاومة لكريات شمونة بعدد من صواريخ فلق وكاتيوشا، هو رد أولي” على مجازر العدو بحق المدنيين في قرى جنوب لبنان، متوجهاً للصديق والعدو بالقول إن “نساءنا واطفالنا الذين قتلوا في النبطية والصوانة وغيرها من قرى الجنوب سوف يدفع العدو ثمن سفكه لدمائهم دماءً”.
كما لفت السيد نصرالله إلى أنه “رغم كل ما فعله العدو ويرتكبه الصهاينة في الضفة وغزة، فعلى الأميركيين و”الاسرائيليين” أن يفهموا أنهم في فلسطين ايضاً أمام شعب لن يتراجع مهما بلغت التضحيات”، متطرقاً ايضاً إلى الجبهة اليمنية، قائلاً إن “الشعب اليمني يواصل استهداف السفن على الرغم من العدوان الأميركي والبريطاني على اليمن والشعب اليمني، لأن المعركة الأساسية مرتبطة بالمعادلات الضاغطة لمصلحة أهل غزة”.
وهنا قال السيد نصرالله إلى أن “البعض يتحدث عن كلفة المقاومة وتبعاتها في لبنان، وهؤلاء يدعوننا الى الاستسلام”، معلناً في هذا الاطار “أننا أمام خيارين، إما المقاومة أو الاستسلام”، متسائلاً “ايهما أكبر كلفة؟”، مؤكداً أن “ثمن الاستسلام باهظ وخطير ومصيري جداً”.
وفي هذا السياق، أوضح السيد نصرالله أن “الاستسلام كان يعني تهجير أهل الجنوب وراشيا والبقاع من المناطق التي احتلها العدو في لبنان، ولا سيادة ولا استقلال ونهب خيرات هذا البلد ووجود سفير صهيوني في لبنان ولا عزة ولا كرامة وخضوع وهوان وعبودية”، مشيراً إلى أنه “لو استسلم الشعب الفلسطيني منذ 75 عاماً، لكان أهل غزة خارجها وأهل الضفة خارجها ولكانت “اسرائيل” اليوم متمكنة في كل المنطقة”.
وعن مقاومة الشعب قال السيد نصرالله: “المقاومة الشعبية اثبتت جدواها في انجاز التحرير”، وأن “المقاومة في لبنان وفلسطين كسرت ميزان الردع “الاسرائيلي” وهشمت صورته”، مشيراً هنا إلى أنه خلال “أكثر من 4 أشهر وبوجود عدة فرق من الجيش “الاسرائيلي” يقاتل في مساحة 350 كيلومترا ومن يقاتله هناك مقاومة شعبية بإمكانيات متواضعة، وهي مقاومة اسطورية، مع صمود اسطوري لشعب غزة”.
وقال السيد إنه “يجب أن نتمسك بسلاح المقاومة وقدراتها وحضورها أكثر من أي وقت مضى”، مؤكداً أن “هذا ما يجعل العدو يخاف ويرتدع وهذه ميزة المقاومة الشعبية”، مطالباً في الوقت نفسه بأن “يصبح الجيش اللبناني قوياً ومقتدراً”، متسائلاً في هذا السياق “من يمنع ذلك؟”.
وتساءل الأمين العام لحزب الله “أليس من الذل والهوان والضعف أن دولاً تحكم ملياري مسلم لا تستطيع أن تدخل الدواء والغذاء إلى أهل غزة؟”، مشدداً على أن هذا هو “من نتائج خيار الاستسلام”.
مقابل ذلك، أكد السيد نصرالله أن “المقاومة جعلت العدو يعيش أزمة وجود، ذروتها تجلى في طوفان الأقصى”، وهنا أشار إلى أن “من جملة المسؤوليات الملقاة على عاتقنا وكل الشعوب الإسلامية في العالم تبيان الحقائق لأن ما جرى منذ 7 تشرين الأول/اكتوبر إلى اليوم هو تزوير تاريخي”، موضحاً أنهم “أرادوا أن يصنعوا من حماس “داعش”، ووضع أساس قانوني لإنهائها وهذا أكبر تزوير حصل في السنوات الأخيرة”.
وقال السيد إن “العدو لم يستطع أن يقدم للعالم طفلاً واحداً مقتولاً كما ادّعى اعلامهم”، مشيراً إلى أن “العالم حكم على حماس والجهاد بمجرد اتهامهم من قبل العدو الصهيوني دون أي تحقيق أو دليل، بالمقابل فإن هذا العدو يقتل يومياً أمام الكاميرات النساء والأطفال دون أي اجراء أو رد فعل من قبل دول العالم”.
وهنا أكد سيد المقاومة أنه “إذا فُتح تحقيق حول 7 أكتوبر سينهار الأساس الأخلاقي والقانوني الذي يدعيه نتنياهو وبايدن بإصرارهما على القضاء على حماس”، مشدداً على أن “أكبر ظاهرة نفاق يشهدها العالم اليوم هي السياسة الأميركية تجاه ما يجري في فلسطين وغزة”، موضحاً أنه “إذا توقف الجسر الجوي الأميركي المفتوح لنقل الأسلحة إلى كيان العدو تتوقف الحرب على غزة شاء نتنياهو أم ابى”.
وتابع السيد أن “كل دول العالم تطالب بوقف الحرب على غزة إلا إدارة بايدن”، مؤكداً أن “من يصر على هدف القضاء على حماس هي أميركا أكثر من “اسرائيل”.
وهنا أشار السيد نصرالله إلى أن “كل قطرة دم تسفك في غزة وكل المنطقة، المسؤول الأول عنها هو بايدن واوستن وبلينكن”.
وفي ما يتعلق بملف المفاوضات غير المباشرة بين العدو وفصائل المقاومة الفلسطينية، أعلن السيد نصرالله أن “المعني بالتفاوض السياسي هو الفصائل الفلسطينية التي فوضت حماس ونحن لا نتدخل بما يجري في المفاوضات، ولا بخيارات المقاومة”.
هنا أعلن الأمين العام لحزب الله أن “هدفنا جميعاً في محور المقاومة كان وسيبقى هَزيمة العدو في هذه المعركة وعدم تمكينه من تحقيق أي من أهدافه التي وضعها، وإلحاق أكبر الخسائر بالعدو، وخروج غزة منتصرة من هذه المعركة”، مشيراً إلى أن “من أهم عناصر القوة المرنة لدى المقاومات الشعبية هو الصمود وصمود جبهات الإسناد سواء العسكري الميداني أو السياسي اللوجستي”.
من جهة ثانية، أكد الأمين العام لحزب الله أننا “اليوم أقوى املاً ويقينا بالنصر الآتي”، مضيفاً في كلمة له في الذكرى السنوية للقادة الشهداء أننا اليوم نحيي هذه المناسبة ونحن “نشعر بهؤلاء القادة أكثر من أي وقت مضى، وأن حضورهم أشد تأثيراً وهداية إلى الموقف والطريق والهدف”.
وتساءل السيد نصر الله “لو كان هؤلاء القادة الشهداء فينا اليوم كيف كان سيكون الموقف؟ هل كان سيكون الحياد أم كان سيكون الموقف هو الدعم والاسناد والنصرة والضغط والمساندة لمنع العدو من تحقيق اهدافه؟”، متابعاً أنه “بالتاكيد لكان صوت السيد عباس والشيخ راغب عالياً جداً في هذه الأيام، ولكان الحاج عماد في غرفة عمليات المقاومة”.
المصدر
الكاتب:وكالة شمس نيوز الإخبارية – Shms News || آخر أخبار فلسطين
الموقع : shms.ps
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-02-16 17:46:00
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي