ٍَالرئيسية

استاذ العلاقات الدولية بجامعة الفرات السورية: سياسة التجويع لسكان غزة من أكثر الجرائم المخالفة لقواعد اتفاقيات جنيف

شفقنا- اكد استاذ العلاقات الدولية بجامعة الفرات السورية الدكتور خيام الزعبي إن إتباع الكيان الإسرائيلي سياسة التجويع لسكان غزة يعد من أكثر الجرائم المخالفة لقواعد اتفاقيات جنيف والتي أكدت على ضرورة وصول المساعدات الإنسانية للمتضررين جراء النزاعات.

وفي حوار خاص مع شفقنا العربي، اوضح الدكتور الزعبي ان إتفاقية جنيف الرابعة تنص على مسئولية الاحتلال في السماح لعمليات الإغاثة إذا كان سكان الأراضي المحتلة أو جزء منهم يعاني من نقص في المؤن اللازمة للبقاء كما يتم التأكيد في البروتوكول الإضافي الأول لتلك الاتفاقية عام 1977  بضرورة السماح بمرور مواد الإغاثة الإنسانية للسكان المتضررين ويكون ذلك مسئولية أطراف النزاع، وبالعودة للبروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جينيف 1949 نجد أن نص في المادة 54 الفقر1 ” يحظر تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب”.

كما أن عدم السماح بدخول المساعدات للمدنيين المتضررين من النزاع العسكري هو انتهاك واضح لقواعد القانون الدولي الإنساني، واتباع أسلوب التجويع بحظر دخول المساعدات الإنسانية ووضع قيود على دخولها مع قطع جميع إمدادات المياه والكهرباء هو أمر يحظره القانون الدولي الإنساني، ويعد انتهاك لذلك القانون بقواعده واتفاقياته المنظمة لسير العمليات العسكرية لتقليل الأضرار الواقعة على المدنيين، في هذا الإطار أقدمت قوات الإحتلال على قطع الإمدادات عن قطاع غزة مثل الوقود والمواد الغذائية، وذلك محاولة لفرض حالة من الحصار على قطاع غزة من خلال قصف معبر رفح منعاً من دخول المساعدات والامدادات الى القطاع.

كما تواجه المساعدات الإنسانية الموجّهة إلى قطاع غزة  عقبات عديدة تحول دون وصولها إلى 2.2 مليون فلسطيني، أبرزها تعقيدات التفتيش، وعرقلة مرورها من قبل المتظاهرين الإسرائيليين، واستمرار القصف على القطاع، بالتالي  إن عملية إيصال المساعدات باتت مستحيلة من جميع النواحي، ومن هنا  إن أحد مفاتيح إنهاء الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق سكان قطاع غزة هو وجود موقف عربي وإسلامي فعلي وعملي، وليس مجرد شعارات وبيانات تنديد.

إن الغطاء الجماعي المشترك بين العرب والمسلمين يفترض أن يوفر مظلة كافية لأي خطوة عربية باتجاه إدخال قوافل إنسانية إلى قطاع غزة، لكن هناك عجز عربي كامل في حالة غزة وهذا العجز يعود للخوف من الاحتلال الإسرائيلي الذي قال إنه يرعب الإقليم بما يفعله بالفلسطينيين في غزة، حيث إن ما يجري هو رسالة للعواصم “من يرفع رأسه سنفعل به هكذا.. سنلقي عليه القنبلة الذرية”، التي هدد بها غزة أحد وزراء حكومة نتنياهو المجرمة، وبالرغم من حالة العجز العربي والإقليمي، إلا أن ضغطا شعبيا عربيا واضحا ومباشرا وسريعا يمكن أن يساعد في تقوية الموقف الرسمي، وذلك بأن تطالب الشعوب بتطبيق قرارات القمة العربية – الإسلامية الأخيرة بشأن إدخال المساعدات إلى القطاع بشكل فوري ومستدام وكاف. والتأكيد على ضرورة العودة الفورية لهؤلاء النازحين إلى بيوتهم ومناطقهم.

وبالتالي فغزة ليست بحاجة لزيارات تفقد أو حملات تبرع من جامعة الدول، بل هي بحاجة لشحذ الهمم و وضع كل الخلافات جانباً والتوحد من أجل تحرير فلسطين والأراضي العربية المحتلة، ومن هذا المنطلق إننا اليوم أمام حتمية لا مفر منها لإعادة ترتيب الصف العربي وبناء نظام إقليمي عربي جديد بعيد تمام البعد عن جامعة الدول العربية بصورتها الحالية، و مبني على أساس مشروع حضاري تقوده شعوب متحررة لا تعرف الإستسلام أو الخنوع، وتشكل فيه فلسطين نقطة إرتكاز إستراتيجية.

وأخيراً أنظر اليوم بعين الأسى والحزن ونحن نرى ونسمع عن الإرهاب االإسرائيلي الذي يضرب مناطق مختلفة من فلسطين، وإذا كان هناك من رسالة ينبغي أن ترسل إلى الأمم المتحدة بإعتبارها المنظمة التي تقع على عاتقها حراسة السلم والأمن في العالم، هي تعزيز دورها للحد من الاعتداءات  على فلسطين، بالإضافة إلى إصدار التشريعات والقوانين وتطبيقها بحزم بحق كل من يساهم في تدمير وخراب غزة وعلى رأسها الاحتلال الإسرائيلي، والقيام بخطوات إيجابية لرفع الحصار الاقتصادي وإنهاء العقوبات غير الشرعية، والعمل فورا على كسر هذا الحصار من خلال تقديم الدعم والمعونة لغزة في هذا المجال والمجالات الإنسانية الأخرى.

ويبقى القول هنا، إن إسرائيل واهمة بأن تفكر ولو لحظة من الوقت بأن بإمكانها الانتصار على إرادة الشعب الفلسطيني وخياره في المستقبل الجديد، وواهمة باستمرار الأوضاع الحالية إلى ما لا نهاية،  فالنور لابد من أن يقهر الظلام ويكسره، فأحلامنا في فلسطين  كبيرة ولا حدود لها وسعينا لبلوغ ذلك لا شك سيكون النجاح حليفنا مهما طال الزمن.

* الحوار من: ليلى.م.ف

– ما جاء في الحوار لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع

انتهى

 

 

المصدر
الكاتب:Sabokrohh
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-02-15 05:41:19
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى