-ما قالته صحيفة “واشنطن بوست”، كررته العديد من وسائل الاعلام والصحف الامريكية، باشكال أخرى، الا ان ما يجري على الارض وما يقال وراء الكواليس، بل حتى في العلن، يؤكد انه ليس هناك ادنى مؤشر، يمكن ان يدل الى وجود تحول استراتيجي في موقف الادارة الامريكية من الكيان الاسرائيلي، ومن حرب الابادة التي تتعرض لها غزة، وكل ما في الامر هناك اختلاف بسيط حول “طريقة” تنفيذ الابادة، ليس الا، فبايدن يطالب نتنياهو، ان “يقتل وفق خطة موضوعة “، وليس بشكل عشوائي دون هدف، فهو بذلك سيؤثر سلبا على الوضع الانتخابي للرئيس الامريكي، بعد ان جند كل امكانيات امريكا لخدمة الحرب ضد غزة.
-هناك من يرى ان سبب “استياء” بايدن من نتنياهو، ليس رفض الاخير ل”أوامره” بعدم الهجوم على رفح، فليس هناك مثل هذه “الاوامر” اصلا، بل بسبب الإحباط الذي اصاب بايدن وادارته من عجز نتنياهو و “جيشه” من القضاء على حماس والمقاومة في غزة، رغم كل الوقت الذي منح له، ورغم كل العتاد والاسلحة الطائرات، التي زودت بها امريكا “اسرائيل”.
-منذ السابع من اكتوبر الماضي وحتى اليوم زار وزير الخارجية الامريكية بلينكن المنطقة 7 مرات، وبعد كل زيارة نشهد تصعيدا خطيرا في العمليات العسكرية التي تنفذها قوات الاحتلال في غزة، وفي الزيارة السابعة والاخيرة ، منح بلينكن الكيان الاسرائيلي ضوءا اخضر، لتنفيذ مجزرة رفح، وكل ما يقال خلاف ذلك هو لذر الرماد في العيون.
-اللافت ان بايدن الذي “ينتقد” نتنياهو، بين وقت واخر، لاسيما قراره بشن الهجوم على رفح، رغم انها باتت تعتبر الملاذ الاخير لاكثر من مليون و400 الف لاجىء غزي، نراه يرفض الدعوات لحجب المساعدات العسكرية عن “إسرائيل”، أو فرض شروط عليها، بذريعة أن ذلك لن يؤدي إلا إلى تشجيع “أعداء إسرائيل”. كما انه يضغط على الكونغرس لتمرير تشريع يقدم مساعدات عسكرية إضافية لـ”إسرائيل” قيمتها 14 مليار دولار.
-بعد كل الضجيج الذي اثارته وسائل الاعلام الامريكية خلال الايام القليلة الماضية، عن وجود خلاف بين بايدن ونتنياهو، بل وحتى قطيعة، على خلفية قرار الهجم على رفح، اتصل بايدن يوم امس بنتنياهو، و”حثه” على عدم شن عملية عسكرية برية في رفح، “من دون خطة ذات مصداقية وقابلة للتنفيذ”.
-اللافت ان بايدن يعلم جيدا، ان رفح مكتظة بنحو 1,4 مليون شخص، يعيش الكثير منهم في خيام وسط نقص متزايد في إمدادات الغذاء والماء والدواء، الا انه لم يطلب في الاتصال الهاتفي بوقف الحرب، وكل ما طالب به ، هو ان “الا تتم العملية من دون خطة ذات مصداقية وقابلة للتنفيذ لضمان الأمن والدعم لأكثر من مليون شخص لجأوا إلى هناك”، بينما هو يعلم جيدا ان رفيقه نتنياهو لم يتورع عن قتل اكثر من 28176 فلسطينيا، معظمهم من النساء والأطفال، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
-بات واضحا من خلال كل ما تقدم، ان بايدن قد منح نتنياهو ضوءا اخضر لاجتياح رفح، وان الاجتياح هو في الحقيقة سيكون عدوانا ثلاثيا، امريكي بريطاني اسرائيلي، فامريكا وبريطانيا، متورطتان في حملة الابادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة، بل لولا هاتين الدولتين، لما تمادى نتنياهو بجرائمه، ضاربا بالقوانين والاعراف الدولية بعرض الحائط، متجاهلا الراي العام العالمي، ومحكمة العدل الدولية.
المصدر
الكاتب:
الموقع : www.alalam.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-02-12 09:02:58
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي