سيئول، 29 يناير (يونهاب) — قال خبراء اليوم الاثنين إن سلسلة عمليات إطلاق الصواريخ التي قامت بها كوريا الشمالية مؤخرا باستخدام منصات متنوعة تشير إلى جهودها لتطوير أسلحة أكثر قوة ويصعب اكتشافها، مما يشكل تحديا لنظام الدفاع الصاروخي في كوريا الجنوبية.
واختبرت كوريا الشمالية مجموعة من الصواريخ قيد التطوير في بداية العام، بما في ذلك صاروخ باليستي متوسط المدى يعمل بالوقود الصلب ومزود برأس حربي فرط صوتي يمكن التحكم فيه وطائرة مسيرة هجومية نووية تحت الماء، وصواريخ كروز تطلق من الغواصات.
أشرف الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون يوم الأحد على تجربة إطلاق صاروخ كروز استراتيجي يطلق من غواصة تم تطويره حديثا باسم “بولهواسال-3-31″، حلق لمدة تزيد عن ساعتين وأصاب أهدافا محددة مسبقا في البحر الشرقي، وفقا لوسائل الإعلام بالشمال.
يعد “بولهواسال-3-31” جيلا جديدا من صواريخ كروز الاستراتيجية الذي قالت بيونغ يانغ إنها اختبرته للمرة الأولى يوم الأربعاء، حينما أطلقت عدة صواريخ باتجاه البحر الأصفر.
وأظهرت صور نشرتها وسائل الإعلام الرسمية بالشمال صاروخا تم إطلاقه من الماء بزاوية تبلغ نحو 45 درجة، لكن لم يتضح على الفور ما إذا كان قد تم إطلاقه من غواصة أو من منصة غاطسة لاختبار الصواريخ الباليستية.
وأضاف العقيد لي سونغ-جون المتحدث باسم هيئة الأركان المشتركة في مؤتمر صحفي دوري “نحن ندرس احتمال تضخيم كوريا الشمالية زمن تحليق (الصواريخ)”.
وتحلل سلطات الاستخبارات الكورية والأمريكية وقت التحليق ومنصات الإطلاق.
يقول الخبراء إن صواريخ كروز التي تطلق من غواصات قد تمثل تهديدا جديا لأنظمة الدفاع الجوي الكورية الجنوبية إذا تم إتقانها، لأنه من الأصعب اكتشافها وإسقاطها بسبب تحليقها على ارتفاع منخفض وقدراتها الهجومية الدقيقة.
وقال تشوي إيل رئيس معهد أبحاث الغواصات إنه “على العكس من الصواريخ الباليستية التي تركز على التدمير الشمال لأهداف بعيدة المدى، فإن صواريخ كروز قادرة على توجيه ضربات دقيقة لأهداف قريبة، ما يمثل تهديدا كبيرا لكوريا الجنوبية”.
خلال “زيارة” كيم إلى سينبو، حوض بناء السفن الرئيسي لبناء الغواصات في كوريا الشمالية، ناقش قضايا متعلقة ببناء غواصة تعمل بالطاقة النووية وغيرها من السفن الحربية الحديثة.
وكانت كوريا الشمالية قد كشفت في سبتمبر من العام الماضي النقاب عما ادعت أنها أول غواصة نووية تكتيكية قادرة على تنفيذ هجوم نووي تحت الماء. في ذلك الوقت أعلن كيم عن خطة لبناء المزيد من الغواصات بما في ذلك الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية.
كان ذلك النوع من الغواصات جزءا من قائمة الأصول العسكرية التي كشف عنها “كيم” في 2021 إلى جانب الصواريخ الفرط صوتية، والصواريخ متعددة الرؤوس الحربية، والأقمار الصناعية التجسسية، والصواريخ بعيدة المدى التي تعمل بالوقود الصلب، والصواريخ النووية التي تطلق من غواصة.
قال تشوي، وهو قبطان غواصة متقاعد، إن اختبار كوريا الشمالية لإطلاق صاروخين تهدف على ما يبدو إلى إظهار قدرتها على مهاجمة أهداف متعددة في وقت واحد.
وقال تشوي: “صواريخ كروز قادرة على شن هجمات متزامنة من اتجاهات مختلفة من خلال تحديد مسارات طيران غير مرئية في السماء”.
ويشكل صاروخ كروز، الذي يفترض أنه قادر على حمل رأس حربي نووي، تهديدات لنظام الدفاع الجوي الكوري الجنوبي، بالإضافة إلى الصواريخ الباليستية المتطورة متعددة المدى والرؤوس الحربية ومنصات الإطلاق.
في وقت سابق من الشهر، قالت كوريا الشمالية إنها اختبرت إطلاق صاروخ متوسط المدى جديد يعمل بالوقود الصلب ومزود برأس حربي فرط صوتي، قد يتمكن من استهداف القواعد العسكرية الأمريكية في غوام واليابان.
وادعت كوريا الشمالية في يوم 19 يناير أنها أجرت اختبارا مهما لطائرة مسيرة هجومية نووية تحت الماء، تسمى “هايل-5-23″، في البحر الشرقي ردا على التدريبات البحرية المشتركة الأخيرة لكوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان.
بينما اعتبر المكتب الرئاسي في كوريا الجنوبية الادعاءات الكورية الشمالية “مبالغا فيها وملفقة”.
وإذا تم تطوير الصاروخ متوسط المدى الذي يعمل بالوقود الصلب بشكل كامل، فإن الجمع بين صاروخ متوسط المدى يعمل بالوقود الصلب ورأس حربي فرط صوتي قادر على المناورة قد يغير قواعد اللعبة بسبب سرعته وقدرته على المناورة.
يحلق ذلك النوع من الصواريخ بسرعة لا تقل عن 5 ماخ أي 5 أضعاف سرعة الصوت، كما أنها مصممة لتكون قادرة على المناورة في مسارات تحليق لا يمكن التنبؤ بها وتحلق على ارتفاعات منخفضة.
ويتمكن الصاروخ بسرعة 5 ماخ أو أعلى من اجتياز المسافة ما بين بيونغ يانغ وسيئول أي 195 كيلومترا، خلال دقيقة إلى دقيقتين.
يمكن جعل الصواريخ المزودة بالوقود الصلب المدمج به جاهزة للإطلاق بشكل أسرع وهي أسهل في النقل والإخفاء، مما يجعل اكتشافها واعتراضها أكثر صعوبة.
وقال شين جونغ-وو، الباحث البارز في المنتدى الكوري للدفاع والأمن “يبدو أن كوريا الشمالية تتباهى بصاروخها الفرط صوتي لإثبات قدرتها على التهرب من أنظمة الدفاع الصاروخي الكورية الجنوبية، مثل نظامي باتريوت -3 (PAC-3) و”ثاد” (THAD)”.
وتشغل كوريا الجنوبية منظومة الدفاع الجوي لللارتفاعات العالية (ثاد) المصممة لإسقاط الصواريخ التي تحلق على ارتفاع يتراوح ما بين 40 و150 كيلومترا، ومنظومة الدفاع الصاروخي المتقدمة باتريوت -3 القادرة على اعتراض الصواريخ التي تحلق على ارتفاع 40 كيلومترا وأقل.
(انتهى)
heal@yna.co.kr
المصدر
الكاتب:
الموقع : ar.yna.co.kr
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-01-29 18:37:17
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي