أمن إيران وباكستان؛ ضرورة استئصال جذور الإرهاب في أفغانستان
لكن البلدين أكدا في الوقت ذاته، احترامهما لسيادة ووحدة أراضي كل منهما وشددا على ضرورة مكافحة الإرهاب.
وفي أحدث التطورات، اعتبر وزيرا خارجية ايران حسين أمير عبد اللهيان وباكستان جليل عباس جيلاني، في اتصال هاتفي، الإرهاب بانه “عدوهما المشترك” و”اتفقا على التعاون والتنسيق الوثيقين في مجال مكافحة الإرهاب وسائر المجالات ذات الاهتمام المشترك.”
وأكد وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان في هذا الاتصال الهاتفي احترام ايران لسيادة ووحدة اراضي باكستان وقال “ان سيادة وسلامة التراب الباكستانيين يحظيان باهتمامنا بقوة” مشددة على ضرورة التعاون بين البلدين للقضاء على المعسكرات الارهابية في الاراضي الباكستانية.
واثار هذا التصعيد، قلق بلدان المنطقة، إذ دخلت تركيا على الخط لتهدئة الموقف، فاتصل وزير خارجيتها هاكان فيدان بوزيري خارجية ايران وباكستان لحثهما على ضبط النفس وتجنب المزيد من التصعيد والعمل على تهدئة الأمور. وأشار فيدان خلال اتصاله الهاتفي بنظيره الايراني الى بعض الاحداث التي وقعت في الأيام الاخيرة ليؤكد ضرورة حفظ وتدعيم العلاقات الاخوية بين بلدان المنطقة.
لكن التصعيد لم يدم طويلا حتى أعلنت طهران واسلام اباد، استعادة علاقاتهما الدبلوماسية كاملة. وأفادت وسائل الإعلام الباكستانية أن اعضاء مجلس الوزراء بباكستان وفي أعقاب اجتماع لجنة الامن القومي الباكستاني يوم الجمعة، وافقوا على القرار النهائي الذي تبناه القادة السياسيون والعسكريون باستئناف العلاقات الدبلوماسية كاملة مع ايران وعودة سفيري البلدين الى مقر عملهما في البلد الاخر.
ضرورة مكافحة جذور الإرهاب
وعلى خلفية التوترات المؤقتة في العلاقات بين طهران واسلام اباد، دعت مجموعات وشخصيات سياسية أفغانية هذين البلدين لمكافحة المجموعات الإرهابية بصورة مشتركة.
وقال مجلس المقاومة الوطنية لإنقاذ أفغانستان الذي يضم قادة الأحزاب السياسية ومسؤولي الحكومة الأفغانية السابقة، انه “تألم بشدة” بسبب هذه التوترات.
وأضاف المجلس في بيان ان هذين البلدين يتعرضان لتهديد وخطر الإرهاب بعد هيمنة مجموعة طالبان على أفغانستان “وثمة حاجة أن يتخذا إجراءات مشتركة لمكافحة الإرهاب بدلا من المواجهة بينهما.”
ويشير هذا المجلس بذلك إلى انتشار مقاتلي تنظيم “تحريك طالبان باكستان” وتفرعات تنظيم داعش الإرهابي في أفغانستان.
وبعد أن أعادت طالبان سيطرتها على أفغانستان في آب/أغسطس 2021، زاد تحريك طالبان باكستان من هجماته داخل باكستان، وألحق خسائر بشرية كبيرة بالمواطنين والقوات المسلحة الباكستانية.
ومن جهة أخرى، نفذ تنظيم داعش الإرهابي في الآونة الأخيرة هجمات إرهابية في ايران وتبنى مسؤولية التفجيرين اللذين وقعا بمدينة كرمان شرقي ايران في 3 كانون الثاني/يناير.
وفي هذا الخصوص، أعلنت وزارة الأمن الايرانية أنها ألقت القبض على عدد من قادة داعش في ايران وأنها تتعقب وتلاحق أحد متزعمي هذا التنظيم الإرهابي ويدعى “محمد عادل عارف” المعروف بـ “عادل بنجشيري”.
واضافت ان هذا الارهابي من المرتبطين مباشرة بـ عبد الحكيم توحيدي (قائد عمليات داعش الارهابية) وكان في السابق اعتقل بتهمة التخطيط لعملية انتحارية في جامعة كابل، وخرج من سجن بغرام بعد سنة واحدة من احتجازه فيه ليعود مجددا إلى ممارسة الأعمال الإجرامية.
وكان الهجوم الانتحاري في جامعة كابل قد نُفذ في تشرين الثاني/نوفمبر 2019، وتسبب بمقتل 22 شخصا وإصابة 40 آخرين. وتبنى تنظيم داعش مسؤوليته.
واعتبرت إدارة الأمن الداخلي للحكومة الأفغانية الأفغانية السابقة، بان محمد عادل هو المخطط الرئيسي للهجوم على جامعة كابل وألقت القبض عليه عام 2020.
وأدين هذا الشخص بالإعدام لدى المحكمة العليا للحكومة الأفغانية السابقة في كانون الثاني/يناير 2020 بجريمة “تخطيط هجوم إرهابي” و “اختطاف الأشخاص”، لكن وقبل أن يُنفذ حكم الإعدام فيه، انهارت الحكومة الأفغانية ودخلت طالبان إلى العاصمة كابل، ما أتاح للمذكور الهرب من سجن بغرام.
ومن ناحية أخرى، صعّد “تحريك طالبان باكستان” من هجماته على أفغانستان بعد هيمنة طالبان عليها، ما خلفت هذه الهجمات عددا كبيرا من الخسائر في صفوف المواطنين وقوات الأمن في باكستان على السواء.
وإلى جانب ذلك، أعلنت اسلام اباد خلال العام الجاري مرارا أن منفذي الهجمات الإرهابية في باكستان، تلقوا تدريبهم في أفغانستان أو أنهم مواطنون أفغان أصلا.
وفي ضوء ما تقدم، يمكن استنتاج أن الإرهاب يسعى من خلال الثغرات الأمنية التي حدثت في أفغانستان من جراء تسلم طالبان الحكم فيها أو تلك الناجمة عن علاقات الإرهابيين معها، لزعزعة الأمن والاستقرار في البلدان الجارة لأفغانستان، ودول المنطقة بصفة عامة.
انتهى
المصدر
الكاتب:Sabokrohh
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-01-21 08:41:50
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي