-الحديث عن وجود “خلافات وتجاذبات كبيرة وواضحة جدا”! بين بايدن ونتنياهو، لا تجد لها من أثر على الارض، لاسيما على ما يحدث من ابادة جماعية في غزة والفظاعات التي ترتكبها قوات الاحتلال الاسرائيلي هناك، منذ اكثر من ثلاثة اشهر، الا في الصحافة والاعلام الامريكي والاسرائيلي، الذي ينقل بدوره عن تسريبات، نقلها عن فلان وعلان.
-اللافت ان الاعلامين الامريكي والاسرائيلي وخلال الايام القليلة الماضية تحدثا، نقلا عن تسريبات، عن ان الخلافات بين بايدن ونتنياهو وصلت الى ذروتها، حول اليوم التالي للحرب في غزة، وحول قضايا أخرى، وان الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى “إسرائيل” شهدت لقاءات متوترة جدا مع مسؤولي الكيان، وان بايدن اغلق سماعة الهاتف في وجه نتنياهو، بينما يخرج علينا كيربي ليعلن وبشكل رسمي ان امريكا لا توافق على وقف اطلاق النار في غزة، بينما يتحدث مسؤول امريكي اخر على ضرورة زيادة المساعدات الامريكية العسكرية والمالية لـ”اسرائيل” حتى تحقيق اهدافها في غزة.
-الضحك على الذقون، الذي تمارسه امريكا مع الكيان الاسرائيلي على العالم، بشأن وجود “خلاف بين بايدن ونتنياهو”، تجلى وبشكل فاضح، عند الحديث عن “اعتراض امريكا على آلية القتل الذي تمارسه اسرائيل في غزة”، وان “امريكا مازالت” ومنذ اكثر من 100 يوم ” تعترض على عدد القتلى وتطالب بالحد من هذا العدد”، عبر “استخدام آليات اخرى”!، الا انه ورغم هذا “الاعتراض الامريكي” المتواصل منذ اكثر من ثلاثة اشهر، قارب عدد شهداء غزة 25 الف شهيد ثلثهم من الاطفال والنساء.
-بايدن ووزير خارجيته بلينكن، وباقي المسؤولين الامريكيين، اكدوا مرارا وتكرارا، في نطاق الدبلوماسية حصرا، حرصهم على الحيلولة دون “اتساع رقعة الحرب في المنطقة”، بينما في الواقع، انخرطت امريكا وبكل ثقلها العسكري والمالي والسياسي في الحرب ضد غزة، وضد محور المقاومة، بل انها تقوم الان بدور الحراس للتجارة “الاسرائيلية” عبر شن عدوان على اليمن، الذي اراد عبر منع تردد السفن “الاسرائيلية” وتلك التي تتعامل مع “اسرائيل” في البحر الاحمر، الضغط على الكيان الاسرائيلي لوقف عدوانه ورفع حصاره عن اليمن.
-اللافت ان الامر وصل بالامريكان، انهم مازالوا يضغطون على محكمة العدل الدولية لمنع ادانه الكيان الاسرائيلي بارتكاب ابادة جماعية في غزة، لا خوفا من ادانة حليفها الاقرب والاوثق في العالم، بل لانها تعلم جيدا انه في حال تم ادانة “اسرائيل”، فهذه الادانه ستشمل شريكها، الذي مكنها من تنفيذ الجريمة دون خوف من اي مساءلة.
-هذا الوضع المزري الذي وصلت اليه امريكا، امام الراي العام الدولي، كدولة راعية للارهاب والمشجعة عليه والمشاركة فيه، هو الذي دفع صحيفة “التايمز” البريطانية للاعتراف بان “جهود” امريكا “لتأمين السلام في الشرق الأوسط فشلت فشلا ذريعا”، الامر الذي يعتبر “دليلا صارخا على تراجع نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة”.
-صحيفة “التايمز”، نقلت عن لآنا جاكوبس، كبيرة محللي شؤون الخليج الفارسي في مجموعة الأزمات الدولية، قولها إن غزة يجب أن تكون في مركز أي محاولة لاحتواء الصراعات، وشددت على أن “الخطوة الأولى في وقف التصعيد هي التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، وهذا يتطلب ضغوطا أميركية أكثر جدية على إسرائيل”.
-من المعروف ان بلينكن أمضى معظم ديسمبر/كانون الأول الماضي في السفر الى منطقة الشرق الاوسط في محاولة “لمنع تصاعد الحرب في غزة إلى صراع إقليمي” الا انه فشل في ذلك فشلا ذريعا، لان هدف امريكا كان الضغط على جميع الدول لمنعها من ممارسة اي ضغط على “اسرائيل” وهي تواصل جرائمها الفظيعة في غزة، بينما كان من الاولى بامريكا، كما اشارت لآنا جاكوبس، ان توقف العدوان الاسرائيلي على غزة وينتهي كل شيء، هذا لو كانت امريكا حقا تمتلك رؤية “تختلف” عن رؤية “اسرائيل” للعدوان على غزة كما تدعي.
المصدر
الكاتب:
الموقع : www.alalam.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-01-20 14:01:39
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي