الأمريكيون وحيدون واليمنيون مستمرون باستهداف السفن الإسرائيلية

شفقنا – في أعقاب الغارات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا أخيرا على مواقع حركة أنصار اللله في اليمن، أكد كبير مفاوضي الحركة محمد عبد السلام أن موقف الجماعة لم يتغير بعد الضربات التي قادتها الولايات المتحدة، وأشار إلى أن ضرباتهم ستستمر على السفن المتجهة إلى إسرائيل.

وقال عبد السلام: “‏موقفنا من أحداث فلسطين والعدوان على غزة لم يتغير ولن يتغير لا بعد الضربة ولا بعد التهديدات”. موضحا أن ‏الهجمات لمنع السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة مستمرة.”

ويكون العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة قد امتد فعلا إلى البحر الأحمر حيث استخدم أنصار الله الذين يسيطرون على مساحات كبيرة من الساحل الغربي لليمن، الطائرات دون طيار والصواريخ الباليستية وصواريخ كروز والقوارب الصغيرة لاستهداف السفن المرتبطة بإسرائيل.

في البداية، أرسلت الولايات المتحدة مدمرات إلى البحر الأحمر لحماية الشحن التجاري. وفي 20 ديسمبر/كانون الأول الماضي، كشفت النقاب عن تحالف “حارس الازدهار”، وهو مبادرة أمنية متعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة تشمل بريطانيا والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشيل. فيما أشار البنتاغون إلى أن أكثر من 20 دولة وافقت على المشاركة في المبادرة، رغم أن عددا منها امتنع عن تأكيد مشاركتها علنا، أو أنكرت مشاركتها عندما سئلت عن ذلك.

ومع ذلك ما كان يمكن أبدا  تصور أن أمريكا ستبقى وحيدة في تنفيذ عملياتها العسكرية في الشرق الأوسط دون أن تلقى دعما من حلفائها الإقليميين. وما عدا بريطانيا، لم تهرع أي من الدول الغربية والشرق أوسطية المتحالفة مع واشنطن إلى التعاون معها. ولم يتمكن الجيش الأمريكي من استخدام أي من قواعده العسكرية في المنطقة في تنفيذ ضرباته على جماعة أنصار الله في اليمن.

ففي هجمات فجر الجمعة على المواقع العسكرية لأنصار الله في اليمن، استخدمت أمريكا مقاتلاتها المنتشرة على حاملة الطائرات “ايزنهاور” وغواصة “فلوريدا” المزودة بصواريخ كروز. كما أن المقاتلات البريطانية من طراز “تايفون” انطلقت من قاعدتها في قبرص باتجاه جنوب البحر الأحمر لضرب الأهداف اليمنية. كما أطلقت المدمرة الأمرييكية “يو إس إس كارني” صواريخ باتجاه اليمن.

وما عدا البحرين، لم تقدم أي من دول المنطقة والدول الواقعة على شواطئ البحر الأحمر دعما صريحا وشفافا للولايات المتحدة في عملياتها العسكرية ضد اليمن.

لكن دولا عربية خاصة سلطنة عمان استنكرت اللجوء إلى عمل عسكري ضد اليمن، وأعربت وزارة الخارجية العمانية في بيان أنها “تتابع وبقلق بالغ تطورات القصف الأمريكي البريطاني الذي طال عدة مدن في الجمهورية اليمنية الشقيقة”.

وأضافت أنه “لا يمكنها إلا أن تستنكر اللجوء لهذا العمل العسكري … بينما تتمادى إسرائيل في قصفها وحربها الغاشمة وحصارها لقطاع غزة دون حساب أو عقاب”.

لكن لماذا بقيت أمريكا وحيدة في هذا الميدان، الإجابة واضحة إلى حد ما. فربما أن دول المنطقة لا تريد أن توحي للرأي العام العربي على وجه الخصوص بانها تواكب أمريكا وإسرائيل في حربها على غزة وإن على مستوى السماح للحكومتين الأمريكية والبريطانية باستخدام قواعدهما العسكرية لديها.

والسبب الثاني قد يكمن في ردة فعل أنصار الله الذي يتمتعون بقدرة كبيرة من حيث المسيرات والصواريخ، وبوسعهم مهاجمة بلدان المنطقة وإلحاق الضرر بها، كما فعلوا في الماضي ضد السعودية والإمارات العربية المتحدة.

وربما هذه، المرة الأولى التي بقيت فيها أمريكا وحيدة في منطقة الشرق الاوسط وأوروبا من دون أن تلقى دعما من حلفائها. في حين شاركت 35 دولة بما فيها العربية السعودية ومصر وبريطانيا وفرنسا، مع الولايات المتحدة في حرب تحرير الكويت عام 1991. لكن في الهجوم الأمريكي البريطاني الأخير على اليمن لم تشارك فرنسا واسبانيا فيه بعد أن شاركتا في حرب تحرير الكويت.

وفي الوقت ذاته، كانت العربية السعودية، قد شكلت عام 2015 تحالفا عسكريا ضم عددا من الدول العربية بما فيها الإمارات والبحرين والسودان والمغرب وبدعم من أمريكا، لشن حرب شاملة على أنصار وفرضت حصارا كاملا عليهم، لكن وبعد مضي بضع سنوات، لم تحقق الحرب أي نتيجة.

واستطاع أنصار الله في هذه الحرب توجيه ضربات صاروخية وأخرى بالمسيرات للسعودية والإمارات والقوات البحرينية. ولهذا السبب، لا ترغب لا الدول الغربية ولا البلدان العربية بالمنطقة في الدخول في حرب برية أخرى ضد أنصار الله.

ومع ذلك فان دولا عربية في المنطقة وعلى رأسها السعودية والإمارات قد تكون مرتاحة للهجمات الأمريكية والبريطانية ضد أنصار الله وتقويضهم. كما أنها ترحب بان تتحول قضية اليمن من قضية إقليمية إلى قضية دولية وأن تتحمل أمريكا والغربيون ثمن المواجهة.

وفي المقابل، لا يبدو أن أنصار الله، قلقون من الهجمات الأمريكية والبريطانية ضدهم، لانهم يعرفون أن الأخيرتين، ليستا في وارد الذهاب إلى حرب برية ضدهم، بل يكتفون بالغارات الجوية المتفرقة التي لا تستطيع القضاء على حكومتهم في صنعاء.

ويطرح هذا الاحتمال من أن إضعاف القوة العسكرية لأنصار الله، قد يحفز حكومة عدن لاستئناف الحرب ضد صنعاء، ما يعني إلغاء وقف النار واندلاع الحرب مجددا ضد العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة اللتين لا ترغبان إطلاقا باستئناف هذه الحرب.

ويسمح التقدم في تكنولوجيا الأسلحة لأنصار الله بإلحاق أضرار اقتصادية كبيرة، لا سيما من خلال استخدام الأسلحة الموجهة عن بُعد.

ومن المرجح أن تدفع الهجمات العسكرية الحالية لأنصار الله العديد من اليمنيين إلى دعمهم من منطلق التعاطف مع القضية الفلسطينية، حتى لو كانوا يعارضونهم.

وقد لا يكون الحوثيون قلقين للغاية من تعرضهم للضرب، أو تأجيل المحادثات مع العربية السعودية أو حتى إلغائها. وبفضل الدعم الشعبي، يشعرون بالقدرة على شق طريقهم إلى الأمام.

لقد أوضح أنصار الله أن هجماتهم هي رد على حرب إسرائيل على غزة وليست مبادرة مستقلة. بل أن مطلبهم هو إنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة وإدخال المساعدات الإنسانية من غذاء ودواء إلى القطاع في الشمال وفي الجنوب.

وأخيرا تبدو خيارات الغرب للرد على هجمات اليمنيين في البحر الأحمر، محدودة، لان الخبراء يؤكدون أن خيارا عسكريا ضد أنصار الله في اليمن قد لا يُفضي إلى تحقيق النتائج المرجوة.

انتهی

 

 

المصدر
الكاتب:Sabokrohh
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-01-20 09:19:23
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version