ٍَالرئيسية

‘فيدل كاسترو’ يشهد على ما يحدث في غزة!

العالم- الامريكيتان

في هذا الخضم يرى راز سيغال، مدير برنامج دراسات الإبادة الجماعية في جامعة ستوكتون الأمريكية أن ما يجري في غزة “حالة نموذجية للإبادة الجماعية”، لافتا إلى أن القوات الإسرائيلية تكمل ثلاثة أعمال إبادة جماعية، بما في ذلك “القتل، والتسبب في أذى جسدي خطير، والتدابير المصممة لتدمير مجموعة بشرية”، مستعينا في السياق بأدلة متمثلة في مستويات الدمار الشامل والحصار التام للضروريات الأساسية مثل الماء والغذاء والوقود والإمدادات الطبية.

سيغال أشار أيضا إلى أن القادة الإسرائيليين عبروا عن “تصريحات نوايا صريحة وواضحة ومباشرة”، منها قول رئيس الإحتلال الاسرائيلي إسحاق هرتسوغ في شهر أكتوبر الماضي خلال مؤتمر صحفي متحدثا عن أهل غزة “إنها أمة بأكملها هناك هي المسؤولة”.

وبالنسبة لاتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها المعتمدة من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1948، فيرى بعض الخبراء ومنهم إرنستو فيرديجا، الأستاذ المتخصص في قضايا الإبادة الجماعية بجامعة نوتردام، أن التعريف القانوني صعب لأن عتبة إثبات نية الإبادة الجماعية صعبة للغاية، وذلك لأنها تشترط “إثبات أن الجاني لم يرتكب مثل الأفعال فحسب، بل ارتكبها بنية محددة للغاية لتدمير المجموعة”، معلقا في السياق بقوله: “يمكن أن يكون هذا معيارا عاليا لأن الناس غالبا ما يساهمون في سياسات الإبادة الجماعية، حتى لو لم تكن هذه هي نيتهم المباشرة”.

اللافت أن عددا متزايد من الأكاديميين وعلماء القانون بما في ذلك بعض الشخصيات اليهودية تتهم حكومة الإحتلال بارتكاب أعمال إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة.

المؤرخ الروسي أندريه توميلين في معرض تأكيده أن “إسرائيل” ترتكب جرائم إبادة جماعية في غزة، أشار إلى أنه شخصيا يجد غرابة كبيرة في أن يرى “أحفاد الأشخاص الذين نجوا من الهولوكوست ومعسكرات الاعتقال وغرف الغاز يفعلون ذلك. الآن يتصرفون بهذه الطريقة تجاه الآخرين”.

اتفاقية عام 1948، تعرف الإبادة الجماعية بأنها “الأفعال التالية المرتكبة بقصد التدمير الكلي أو الجزئي لأي جماعة قومية أو إثنية أو عرقية أو دينية في حد ذاتها:

قتل أعضاء مثل هذه المجموعة.

التسبب في إصابة جسدية خطيرة أو اضطراب عقلي لأعضاء هذه المجموعة.

خلق ظروف معيشية متعمدة لمجموعة مصممة لتدميرها كليا أو جزئيا.

التدابير الرامية إلى منع الحمل بين هذه الفئة.

النقل القسري للأطفال من جماعة بشرية إلى أخرى.

كما أشارت الاتفاقية في مادتها الثالثة إلى أن العقاب يسري على الأفعال التالية:

الإبادة الجماعية.

التآمر لارتكاب الإبادة الجماعية.

التحريض المباشر والعلني على ارتكاب الإبادة الجماعية.

مجموعة من المقررين الخاصين الحاليين للأمم المتحدة المعنيين بحقوق الإنسان كانت قالت في بيان في أكتوبر الماضي إنها تدق نواقيس الخطر، مؤكدة أن “الشعب الفلسطيني معرض لخطر الإبادة الجماعية… حان وقت العمل الآن. كما يتحمل حلفاء “إسرائيل” المسؤولية وعليهم أن يتحركوا الآن لمنع مسار عملها الكارثي”، في حين يقابل المسؤولون الإسرائيليون ومناصرو إسرائيل هذه الاتهامات بالإنكار التام، متحججين بأن هجوم 7 أكتوبر كان يتطلب رد فعل بنفس الحجم، متهمين في الوقت نفسه كل من ينتقد ممارسات الجيش الإسرائيلي العنيفة في غزة بمعاداة السامية.

اتهام “إسرائيل” بارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة تردد في السابق في أكثر من مناسبة، إلا أن حجم القتل والتدمير في حرب “السيوف الحديدية” الإسرائيلية المتواصلة منذ 7 أكتوبر 2023، فاق بكثير ما جرى سابقا وتجاوز كل الحدود.

زعيم الثورة الكوبية فيدل كاسترو كان كتب مقالة في عام 2014 وصف فيها عمليتها العسكرية في غزة المسماة “الجرف الصامد”، بأنها “إبادة جماعية مروعة” وهي “شكل جديد للفاشية مثير للاشمئزاز”.

وتساءل كاسترو حينها قائلا: “إن الإبادة الجماعية لليهود، التي كان النازيون وراءها، أثارت كراهية جميع الشعوب على وجه الأرض. لماذا تعتقد حكومة هذا البلد أن العالم سيبقى غير مبال بهذه الإبادة الجماعية الرهيبة التي ترتكب حاليا ضد الشعب الفلسطيني؟”.

قائد الثورة الكوبية التاريخي واصل التعبير حينها عن موقفه قائلا: “ربما يتوقعون أنها ستبقى من دون أن يلاحظها أحد وإلى أي مدى تشارك الإمبراطورية الأمريكية في هذه المجزرة؟”.

المصدر
الكاتب:
الموقع : www.alalam.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-01-16 20:01:10
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى