في كلمته خلال الاجتماع، قال رئيس مجلس الشورى الإسلامي محمد باقر قاليباف: الكيان الصهيوني قام على الإرهاب والإبادة الجماعية والعدوان، وان استمرار وجوده يعتمد على تكرار مثل هذه الأفعال. واضاف قاليباف: ما يجري في قطاع غزة اليوم مدعاة للقلق والخزي العميق للإنسانية والظلم المضاعف لشعب محروم من أي حقوق وكرامة انسانية في ظل ظروف العدوان، والاحتلال منذ أكثر من سبعة عقود من الزمن. لا يمكن لأي ضمير حي أن يتجاهل الجرائم الدموية البشعة والواسعة النطاق التي ترتكبها آلة الحرب التابعة للكيان الصهيوني في غزة وآثارها الفظيعة على السلام والأمن في المنطقة والعالم.
وقال قاليباف: للاسف ان النظام الفكري في الغرب، باللجوء إلى القوة والظلم التام، أنتج بذرة كيان غير شرعي باسم الكيان الصهيوني في منطقتنا، والذي منذ بداية تشكيله لديه ذات السياسة والنهج السخيف المتكبر والتمييزي فيما يتعلق بالشعب الفلسطيني المضطهد والمظلوم وسائر الشعوب الإسلامية الأخرى في منطقتنا. وقال: بناء على ذلك، نعتقد في دراسة الوضع الحالي في فلسطين ومن أجل التوصل إلى توافق على تنظيم حركة جماهيرية متماسكة للرد بجدية على جرائم الصهاينة في فلسطين، وخاصة في غزة، بذل الاهتمام الكافي بالامور التالية.
واضاف قاليباف: علينا عدم الشك في أن الهدف الأساسي من إقامة الكيان الصهيوني في المنطقة هو إنشاء الدولة الصهيونية الموعودة من النيل إلى الفرات من خلال تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الاستعماري الكبير الذي يغير الحدود الوطنية الحالية بشكل جذري في غرب آسيا تماشياً مع مصالح الاستكبار العالمي والكيان الصهيوني. وتابع: ان التجربة التاريخية تؤكد إرادة وخطة الكيان الإسرائيلي المزيف في رفض أي إجراء لإقامة دولة فلسطينية في الأراضي المحتلة، والعمل على تغيير التركيبة السكانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة لصالح الصهاينة، بما في ذلك عن طريق نقل الفلسطينيين الذين يعيشون في الأراضي المحتلة إلى مناطق أخرى في المنطقة، والإنحلال التدريجي والأشبه بالأميبيا للمناطق التي يسهل اختراقها تحت حكم الفلسطينيين. وقال قاليباف: إن ما أكده المسؤولون الرسميون ورجال الدين الصهاينة المتطرفون مراراً وتكراراً هو أن كل فلسطيني، سواء كان رضيعاً أو طفلاً أو امرأة أو شاباً أو شيخاً، هو عدو أكيد للكيان الإسرائيلي المزيف ومصيره أن يموت. وينبغي اعتبار وجهة النظر هذه المصدر الرئيسي لكل السياسات الشريرة التي ينتهجها هذا الكيان الشيطاني تجاه فلسطين ومسلمي المنطقة.
وأضاف: إن التجربة التاريخية للدول الإسلامية في معرفة الكيان الإسرائيلي المعتدي والتفاعل معه، وخاصة خطط التطبيع مثل ميثاق إبراهيم، أثبتت أن مثل هذه الإجراءات غير مجدية ومضرة بالهوية الوطنية والثقافية والسيادة السياسية لهذه البلدان. في الأساس فإن الكيان الصهيوني باعتباره العدو الاساس للإسلام والأمة الإسلامية يعتبر إقامة العلاقات مع كافة دول المنطقة مجرد أداة للتأثير عليها وإضعافها، بالتأكيد لدفع السياسة الدائمة والأساسية المتمثلة في اغتصاب الأراضي الإسلامية وتغيير طبيعة وخريطة العالم الإسلامي.
وتابع قاليباف: اننا نعتقد أن السبب الرئيسي لموافقة هذا الكيان المخادع على مخططات مثل ميثاق إبراهيم هو نوع من الاستقطاب الخبيث للمؤيدين ضد استقلال فلسطين وسيادتها السياسية، وإضعاف جبهة أنصار الحق الفلسطيني في تقرير المصير. ولا يخفى على أحد أن نتيجة تنفيذ مثل هذه المخططات كانت خلق الفرقة والإختلاف في صفوف وحدة نصرة قضية فلسطين بين الدول الإسلامية. إن الكيان الصهيوني لا يتوانى عن ارتكاب أي جريمة من أجل الحفاظ على بقائه وتدمير معارضيه.
*حلّ مشكلة العدوان والاحتلال
وأوضح: من الحقائق المريرة الأخرى في عصرنا هذا عدم جدوى الاعتماد على دور الأمم المتحدة في حل مشكلة العدوان والاحتلال في فلسطين. في المقابل، تقاعس مجلس الأمن، والتجاهل التام من قبل الأمم المتحدة لإجراء إصلاحات اقتصادية جوهرية وتنفيذ سياسات تنموية جادة في الضفة الغربية وقطاع غزة، ونقص الدعم المالي من الدول الغربية لفلسطين إلى جانب دعمهم الكامل للكيان الصهيوني، هي من بين أسباب يأس الشعب الفلسطيني من هذه المنظمة. وقال رئيس مجلس الشورى الاسلامي: الوضع الملائم للكيان الصهيوني في قطاع غزة والضفة الغربية، يكمن في استمرار الوضع الراهن مجهول المصير فيما يتعلق بتشكيل دولة فلسطينية مستقلة، واستمرار سياسة الاستيطان غير القانونية بهدف بناء المزيد من المستوطنات، وإضعاف السيادة السياسية للفلسطينيين على الأراضي القليلة المتبقية تحت حكمهم، ومنع وحدة الفصائل الفلسطينية واستمرار فرض العقوبات على الشعب الفلسطيني وتخلفه لتحقيق الهدف النهائي المتمثل في الحيازة الكاملة لهذه الأراضي.
وأضاف: إن إيماننا الراسخ بأن التحليل الحقيقي للوضع في فلسطين والتخطيط لأي عمل لتحرير الشعب الفلسطيني المظلوم من براثن الصهيونية يجب أن يتم مع وضع الحقائق المذكورة أعلاه في الاعتبار. وقال: لا شك أن الشعب الفلسطيني، ومن اجل ان ينال حقوقه، له الحق في الدفاع ومقاومة الاحتلال والعدوان، وهذا حق أصيل يجب على الشعب الفلسطيني أن يقرره باستقلال ونضج كامل وفي هذا المجال لا ينبغي ايضا ان يطلب الإذن من أحد. وتابع رئيس البرلمان: إن المواجهة الحازمة للسياسات الظالمة وغير الإنسانية للكيان الإسرائيلي المزيف يجب أن تستمر ويجب أن نشير إلى أن الإسقاطات اليائسة والمضللة والمدعية للمظلومية من قبل الكيان الصهيوني الغاصب يجب ألا تخل بعزيمتنا. وفي الوضع الراهن، لا ينبغي لأحد منا أن يغيب عن باله أن عملية طوفان الأقصى كانت تحركا عفويا وطبيعيا من الشعب الفلسطيني للدفاع عن حقوقه الأصيلة ورد فعل طبيعي على ظلم الاحتلال وعدوانه على هذا الشعب الأعزل.
*مطالب ايرانية لدعم أهالي غزة
واعرب قاليباف عن امله “أن يدين هذا الاجتماع بشدّة جرائم الكيان الصهيوني ويجدد الدعم الجاد للقضية الفلسطينية، ويتخذ موقفا موحدا ويتخذ خطوات عملية فعالة ومنسقة لتفعيل كافة أدوات الضغط ضد الصهاينة، بما في ذلك فرض عقوبات سياسية وإجراءات اقتصادية واسعة ضد هذا الكيان المعتدي، وتشكيل لجنة تقصي حقائق للتعامل مع الجرائم الأخيرة التي ارتكبها الصهاينة في قطاع غزة وغيره من المناطق الفلسطينية المحتلة، وإقامة محكمة قانونية آلية لتوثيق جرائم الصهاينة في غزة لمزيد من استغلالها على مستوى المحاكم الدولية وارغام الكيان على الوقف الفوري للهجمات على قطاع غزة وقتل المدنيين، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة في أقرب وقت قدر الإمكان، وأخيراً ثني الكيان الصهيوني عن طرح ادعاءات وتهديدات وجودية مكررة ضد الفلسطينيين، وخاصة سياسة التهجير القسري الخطير للشعب الفلسطيني المقيم في غزة. وختم رئيس مجلس الشورى الإسلامي كلمته بالقول: وفي هذا السياق فان القيادة والحكومة والشعب الإيراني على استعداد تام لأي نوع من المشاركة وتبادل الراي والافكار والتآزر في مسألة العمل الجماعي والحاسم المشترك للحكومات الإسلامية ضد الجرائم المناهضة للإنسانية التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد شعب فلسطين المظلوم. وتحدث في اجتماع أمس، رؤساء برلمانات الجمهورية الإسلامية الإيرانية والجزائر ورئيس الوفد الفلسطيني والأمين العام للاتحاد اضافة الى عدد آخر من رؤساء الوفود المشاركة، وأكدوا في كلماتهم على ضرورة دعم أهالي غزة ووقف جرائم الصهاينة في فلسطين.
من جهته، قال رئيس مجلس الشعب السوري حموده صباغ في كلمة خلال الاجتماع الطارئ للجنة فلسطين باتحاد مجالس دول منظمة التعاون الإسلامي: إن الشعب الفلسطيني الأعزل ذاق على مدى أكثر من خمسة وسبعين عاماً مرارة القتل والتهجير والتشريد، على أيدي أناس فقدوا أي إحساس بالإنسانية، ولقد تبين للعالم أجمع بعد الفظائع الكبيرة التي جرت منذ أكثر من ثلاثة أشهر وما زالت تجري حتى هذه اللحظة، من عدوان صهيوني دموي مدمر وممنهج استهدف الإنسان الفلسطيني أولاً، وأسفر عن سقوط الآلاف من الشهداء والجرحى المدنيين الأبرياء، إضافة إلى التدمير الهمجي المقصود للبنى والمنشآت التحتية والمستشفيات والخدمات الأساسية والضرورية تبين أنه ليس وليد لحظته، بل تم التخطيط له وإمداده بالخدمات اللوجستية والفنية بشكل سافر وواضح من الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب مدعي الديمقراطية وحقوق الإنسان، وهم أبعد ما يكونون عن ذلك.
*تصريحات رؤساء البرلمانات
من جانبه، قال رئيس المجلس الشعبي الوطني في الجزائر، ورئيس اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، إبراهيم بوغالي، : التعاون المشترك للبلدين لا سيما التعاون البرلماني كان دائما تعاون إيجابيا. وأكد أن القضية الفلسطينية تحولت إلى ألم جسيم لدى الشعوب الإسلامية والدول المسلمة والأحرار في العالم، معربا عن أمله في أن يؤدي الاجتماع الطارئ غدا إلى فتح أبواب جديدة لإنقاذ الشعب الفلسطيني من الظلم الجائر ضده. وفي معرض إشارته إلى الإبادة الجماعية ضد الشعب في غزة واستشهاد ما يقرب من 23 ألف مدني معظمهم نساء وأطفال في إعتداء سافر يقترفه الكيان الصهيوني، أكد بيرهادي أن الدول الإسلامية يجب أن توظف كل أدواتها لوقف الإبادة هذه.
من جهته، دعا رئيس مجلس النواب العراقي بالنيابة محسن المندلاوي، أمس الأربعاء، إلى إنشاء الصندوق الآسيوي والدولي لإعمار غزة، فيما شدد على ضرورة اتخاذ موقف برلماني “عربي – إسلامي – آسيوي” حازم لإيقاف غطرسة الكيان الصهيوني. وقال المندلاوي في كلمته خلال الاجتماع: إن العراق شرع قانون تجريم التطبيع في العراق استناداً لموقفنا الثابت من فلسطين، مبيناً أنه لا معنى للاستنكار والتنديد بوجود علاقات مع الكيان الصهيوني.
الى ذلك، أكد رئيس لجنة شؤون الدفاع و الداخلية و الخارجية في المجلس الوطني الإتحادي الاماراتي (البرلمان) علي راشد النعيمي، على
ضرورة إرساء وقف فوري لإطلاق النار من اجل منع اتساع دائرة الحرب بالمنطقة، قائلا: ان المسؤولين الاماراتيين قد اكدوا على ذلك خلال لقاءاتهم الدولية، ودعوا الى ضرورة وقف إطلاق النار باسرع ما يمكن لأن ما يجري الآن في غزة هو إجرام وتعدٍّ على القيم الانسانية.
من جهته، أكد نائب رئيس البرلمان الموريتاني ” أحمد محمد آمبالة” على ضرورة المزيد من الاهتمام بالقضية الفلسطينية، لا سيما أن عدم الاهتمام بها يعتبر تجاهلاً لمصير الدول الاسلامية. وقال: ان الدول الاسلامية تملك نقاط قوة وضعف، لذا فإن العلاقات العريقة فيمابينها بإمكانها ربط هذه الدول بعضها بالبعض الآخر.
*البيان الختامي
الى ذلك، طالب البيان الختامي لاجتماع لجنة فلسطين في اتحاد مجالس دول منظمة التعاون الإسلامي محاسبة قادة الكيان الإسرائيلي، وإدانة مشاركة الولايات المتحدة في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. داعياً المؤسسات الدولية القانونية وحقوق الإنسان إلى التحرك من أجل معاقبة الكيان الصهيوني وإلزامه بالتعويض المادي للضحايا، إضافة إلى تكليف الخبراء القانونيين بإعداد وثائق بشأن الجرائم، بهدف مقاضاته في المحاكم الدولية. وطالب البيان بإدانة المشاركة الأمريكية في العدوان سواء من خلال المشاركة المباشرة بتزويد الكيان الصهيوني بأحدث منتجات الآلة الحربية الأمريكية، أو من خلال حمايته وتغطية جرائمه في المحافل الدولية.
وشدد البيان على أن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني تشكل انتهاكات صارخة للقوانين الدولية، وخرقاً متعمداً لقرارات الأمم المتحدة المعنية، داعياً المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته الكاملة لإدانة وإيقاف هذه الانتهاكات بشكل فوري. وأكد البيان أن القضية الفلسطينية ستظل القضية المركزية للأمة الإسلامية، والقدس هي العاصمة الخالدة للدولة الفلسطينية، والشعب الفلسطيني هو الذي يقرر مصيره بنفسه وإرادته. ورفض البيان كامل عمليات التهجير القسري والنزوح الداخلي للشعب الفلسطيني واستمرار الأعمال الاستفزازية والعنيفة التي يقوم بها المستوطنون الإسرائيليون، إضافة إلى المطالبة بوقف هذه العمليات وعودة جميع اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم ووطنهم الأصلي.
وكالات
المصدر
الكاتب:
الموقع : nournews.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-01-10 16:21:50
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي