أتال الذي بدأ مشواره السياسي كمناضل في الحزب الاشتراكي، كان من أول المؤمنين والملتحقين بالمشروع السياسي لإيمانويل ماكرون، وانضم منذ اللحظة الأولى، في عام 2016، إلى حركته “إلى الأمام” وأصبح ناطقاً باسمها.
بعد وصول ماكرون إلى الإليزيه، في ربيع عام 2017 ، انتخب السياسي الشاب غابرييل أتال، في صيف العام نفسه، نائباً برلمانياً عن ضاحية “إيسي-لومولينو” الباريسية وهو في 28 عاماً.
وسرعان ما بدا صعوده أمرًا لا يمكن إيقافه.. فقد تم تعيينه في عام2018 كاتباً للدولة لدى وزير التربية الوطنية والشباب، وهو في الـ 29 من عمره، قبل أن يتم تعيينه بعد ذلك وزيراً ناطقاً باسم الحكومة.
عقب إعادة انتخاب إيمانويل ماكرون لفترة رئاسية ثانية، في شهر إبريل/نيسان عام 2022، واصل أتال مغامرته الحكومية، حيث أصبح وزيراً منتدباً مكلفاً بالحسابات العامة، وذلك في حكومة رئيسة الوزراء إليزابيث بورن، التي بات خليفة لها.
في الصيف الماضي، أصبح غابريل أتال، الذي يعد أول من يعترف علناً بمثليته الجنسية، وهو من أب يهودي وأم مسيحية أرثوذكسية، وزيراً للتعليم (التربية الوطنية).. ومنذ بداية توليه لهذه الحقيبة الرئيسة المعقدة ترك الوزير الشاب بصمته، ولفت الانتباه إعلامياً وسياسياً حين أثار جدلاً واسعاً عندما اتخذ قرار منع العباءة في المدارس ومكافحة التنمر المدرسي، في بداية السنة الدراسة الحالية. و قام، منذ الصيف، ببدء العديد من الإصلاحات الرئيسية. وتمكن أتال من تحقيق أقصى استفادة من الأشهر الخمسة التي قضاها في وزارة إستراتيجية لبناء صورته.
ستكون مهمة أصغر رئيس وزراء في تاريخ الجمهورية الخامسة الفرنسية الأولى تشكيل حكومة جديدة تحت شعار “إعادة التسلح”، الذي تحدث عنه رئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون خلال خطابه بمناسبة العام الجديد: “إعادة التسلح الصناعي والاقتصادي والأوروبي”، ولكن أيضاً “المدني”، ولا سيما حول مشروع المدرسة الضخم .
قبل خمسة أشهر من الانتخابات الأوروبية، سيكون بروفايل غابرييل أتال مفيداً أيضاً للرئيس الفرنسي، لأنه على الرغم من صغر سنه، إلا أنه يعتبر شخصية أكثر سياسية، وسبق له أن برز خلال مناظرات سياسية متلفزة لاقت متابعة واسعة، بما في ذلك تلك التي واجه فيه، خلال الانتخابات التشريعية الأخيرة، جوردان بارديلا، رئيس حزب “التجمع الوطني” اليميني المتطرف، المرشح الأوفر حظاً في الانتخابات الأوروبية المقبلة أمام قائمة حزب الرئيس ماكرون (النهضة).
غابرييل أتال (مولود شهر مارس 1989 في ضاحية كْلامارْ الباريسية) يتولى رئاسة وزراء فرنسا في وقت تشهد فيه شعبيته ارتفاعاً متزايداً، حيث يعد حالياً أحد الشخصيات السياسية المفضلة لدى الفرنسيين، منذ تعيينه قبل أقل من ستة أشهر وزيراً للتربية الوطنية، لدرجة أن استطلاعات الرأي اختارته الوزير المفضل للفرنسيين.
وأضحى غابرييل أتال مرشحاً يتمتع بالمصداقية لخلافة إيمانويل ماكرون في عام 2027.. ففي استطلاع للرأي أجراه معهد “إيفوب” الفرنسي، في شهر أكتوبر /تشرين الأول الماضي، حل وزير التربية الوطنية الحالي غابرييل أتال في صدارة ترتيب الشخصيات المفضلة لدى الفرنسيين لخلافة إيمانويل ماكرون كرئيس للجمهورية، في عام 2027، متقدماً بفارق قليل على إدوارد فيليب، رئيس الوزراء السابق، الذي كان، حتى ذلك الحين، على رأس تصنيف شخصيات الأغلبية الحاكمة حالياً المفضلة لدى الفرنسيين لقيادة البلاد بعد ماكرون، وفق جميع استطلاعات الرأي هو الموضوع. ولكن لكي يفوز السياسي الشاب ربما يتعين عليه أن ينجو من جحيم رئاسة الوزراء.
بالنسبة لمراقبين، يُذكِرُ صعود غابرييل أتال هذا، الواضح والسريع، بصعود الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون، الذي وصل الإليزيه كأصغر رئيس في تاريخ الجمهورية الخامسة الفرنسية.
المصدر
الكاتب:
الموقع : www.alalam.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-01-09 20:01:19
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي