في ظل هذه التطورات؛ وضعت وسائل الإعلام الغربية موضوع اللامركزية في التطورات المتعلقة بالحرب في أوكرانيا على جدول الأعمال، ونادرا ما تتطرق الى التطورات في شرق هذا البلد.
يعتبر العديد من الخبراء الاستراتيجيين والمحللين في مجال العلاقات الدولية أن التغطية الهادفة لوسائل الإعلام والسياسيين الغربيين فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا مرادفة لوضع الأساس لإنهاء الحرب دون تحقيق إنجازات الناتو المزعومة.
في الأثناء؛ زعم رئيس أوكرانيا أنه رغم المخاوف بشأن خفض المساعدات الغربية، فإنه واثق من الوفاء بوعود الولايات المتحدة فيما يتعلق ببلاده! وقال: “أنا متأكد من أن الولايات المتحدة لن تخوننا”.
ولكن إذا نظرنا عن كثب؛ إن عبارة زيلينسكي هذه ليس لها أي معنى سوى أن بات شبه واثق من خيانة أمريكا وأعضاء الناتو الآخرين لبلاده.
بعبارة أخرى؛ كشف زيلينسكي بشكل غير مباشر عن خيانة واشنطن لكييف في حرب أوكرانيا.
وهناك علاقة مباشرة بين هذا التصريح وما يتم نشره من وراء الكواليس بشأن التزام الناتو بإنهاء الحرب في أوكرانيا وخسارة جزء من المناطق الشرقية لهذا البلد.
وقد أخبر كبار مسؤولي الناتو زيلينسكي مرارا وتكرارًا أنه من غير الممكن للدولة التي مزقتها الحرب أن تنضم إلى الناتو، وبعد ذلك، انخفضت مرونة الرأي العام الغربي أيضا في الحرب الأوكرانية الروسية، وهو ما لا يعني سوى التحرك نحو السلام القسري بالنسبة لكييف التي تصر على استدامة الصراع!
كما يجب تناول نقطة أخرى هامة، إذ أجبر البيت الأبيض زيلينسكي على الإدلاء بتصريحات قد لا يؤمن بها.
ومع بقاء أقل من عام على الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حذر زيلينسكي من أن عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض قد يكون لها “تأثير قوي” على الحرب في أوكرانيا.
وقال “إذا كانت سياسة الرئيس المقبل، أيا كان، مختلفة تجاه أوكرانيا وأصبحت أكثر برودة أو أكثر اقتصادية، فأعتقد أن ذلك سيكون علامة سيكون لها تأثير قوي للغاية على مسار الحرب”.
وفي الوقت نفسه، فإن هزيمة أوكرانيا في الحرب ليست نتيجة لوجود ديمقراطيين أو جمهوريين على قمة معادلات القوة في واشنطن، وقد تم بالفعل إضفاء الطابع الرسمي على هذه الهزيمة بطريقة ما وتحاول الجهات الدولية الفاعلة رسم إحداثياتها العملياتية والنهائية.
في مثل هذه الحالة، فإن الانقسام بين الجمهوريين والديمقراطيين من قبل رئيس أوكرانيا الفاشل ليس له أي معنى حقيقي!
وبتعبير أدق، في الأساس، ربما خلال الانتخابات الرئاسية عام 2024، لن تكون هناك أخبار عن الحرب في أوكرانيا، ولا زيلينسكي! على وجه الخصوص، يتم التعبير عن قلق رئيس أوكرانيا بشأن وجود ترامب في كرسي السلطة في حين أن الموافقة على ميزانية المساعدات لأوكرانيا في الكونجرس الأمريكي وصلت إلى طريق مسدود، وحتى بعض مستشاري بايدن غير راضين عن ذلك.
نورنيوز
المصدر
الكاتب:
الموقع : nournews.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-01-08 10:48:51
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي