وأشار الأمين العام الأسبق لسرايا الخراساني الى الأيام الأولى لحضور الشهيد الفريق الحاج قاسم سليماني في العراق لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي، موضحا ان “حضوره كان منقذا للموقف ومعيدا للقوة في العراق“، حيث كان اول حضور واضح له، كان في اللواء الـ 17 للجيش العراقي، وحينها امرنا السيد نوري المالكي والذي كان في وقتها هو القائد العام للقوات المسلحة، بإضافة قوات جديدة للواء 17 التابع للجيش العراقي، والذي كان على محيط بلد في منطقة الدجيل، حيث كانت قاعدة بلد تعيش خطر كبير، فتوزع أبناء المقاومة الإسلامية بمختلف مسمياتهم لأجل حفظ بغداد من السقوط، بحيث كان العدو يتواجد على محيط بغداد.
ونوه الياسري الى ان الشهيد سليماني قال “يجب ان نكسر الطوق عن بلد عندما كانت بلد محاطة من كل مكان من قبل الدواعش” وقد قطع عنها الماء والكهرباء والوقود من قبل الإرهابيين، ونقل عن الشهيد سليماني بقوله: لابد ان نحرر المدينة ونصلي في سيد محمد سبع الدجيل وهكذا فعل.
وحول العمل على توحيد صفوف المناضلين في العراق، من قبل الشهيد سليماني، لمواجهة الإرهاب في الأعوام التي احتل فيها تنظيم داعش الإرهابي أجزاء كبيرة من أرض العراق، قال الأمين العام الاسبق لحزب الطليعة الإسلامي العراقي: عندما يحضر الشهيد سليماني، تجد القادة من البيشمركة تأخذهم فرحة كبيرة بحيث أصبحت البيشمركة التي كانت على حياد في بعض المعارك، قد تحولت الى قوة اسناد، ودخلت مع المقاومة الإسلامية بهدف طرد زمر داعش الإرهابية، وتحقق هذا بفضل دور الشهيد سليماني، وكان يتحدث معهم باللغة الكردية ويقول لهم اصبح العرب والاكراد يعيشون في خندق واحد في هذه الشدة.
مضيفا ان الشهيد سليماني “وحّد الشيعة والسنة ووحّد العرب والاكراد ووحّد المقاومة الإسلامية مع البيشمركة التي هي تعمل بشكل قومي وهذا ما جعل النصر حاضرا مع الشهيد سليماني حيث ما يكون“.
وأوضح ان الشهيد سليماني كان يحاول رص الصفوف بين أبناء الشعب العراقي وحث الجميع على “أن يكون العفو هو سيد إدارة الأمور وكان يتجاوز عن الكثير من المخطئين رغم معرفته بان بعض هؤلاء متورطين في أمور كثيرة لكنه يعطيهم الفرصة من اجل التصحيح”.
وحول مواصلة العمل الدؤوب من قبل الشهيد سليماني ورفاقه في مجال العمل على هزيمة الإرهاب في العراق، قال الياسري: من الأمور التي استوقفتني ان الشهيد سليماني كان في منطقة الاعظيم يجلس في خيمة ويدير عملية تحرير تكريت وحمرين، وكان ذلك في العراء، بحيث كان من المحتمل ان يحدث له كل شيء، لأنه لم يكن في مكان محصّن، بل كان يجلس هو وأخيه أبو مهدي المهندس في خيمة وعلى حصير، وهذه هي طريقتهم في كل المعارك، حيث كان ذلك يدل على ثقتهم بالله سبحانه وتعالى ولرفع معنويات المقاتلين.
وفيما يخص دور الشهيد سليماني في عمليات تحرير الموصل من تنظيم داعش الإرهابي، أوضح الياسري، أن الشهيد سليماني، “جمع الخيرين من أبناء الموصل، وقال لهم ان هؤلاء الاخوة من أبناء الجنوب حضروا لنصرة إخوانهم، وعليكم دعمهم واسنادهم بالمعلومات والإمكانات التي تستطيعون توفيرها لهم، ومن بينها معلومات عن حركة الإرهابيين“.
وحول سماعه بخبر استشهاد الفريق الشهيد الحاج قاسم سليماني، قال الأمين العام الأسبق لسرايا الخراساني، أن هذا الخبر “هو في الحقيقة كان شبه الصاعقة ليس علي وحدي فقط، انما على كل أبناء المقاومة الإسلامية، فهو كان بمثابة الصاعقة، ولم نكن في يوم من الأيام نفكر انه سنفقد هذا الرجل العظيم، وان كان هو قد هيئ نفسه للشهادة، وعندها كانه قد توقفت عندنا الحياةوكان هذا الخبر مصيبة كبيرة على المقاومة وعلى الامة”.
وتطرق الياسري إلى التشيع الكبير للشهيد سليماني الذي شارك فيه الشعب العراقي، منوها: عمر العراق لم يشهد تشيع بمستوى تشيع الشهيد سليماني، كم ماتت من الشخصيات في العراق، شخصيات علمائية ومجاهدين وقادة وثوار، لكن عندما استشهد الشهيد سليماني فكأن الدنيا توقفت في العراق، وأجزم ان كل العراقيين انهم خرجوا يبكون لهذا البطل الكبير.
وفيما يخص مكانة الشهيد سليماني لدى أبناء شعب العراق العظيم، قال الأمين العام لحزب الطليعة الإسلامي العراقي د. علي الياسري، “ان الشعب العراقي خرج في تظاهرات مليونية وهو يلهج “مشكور حجي قاسم ما قصرت ويانا“، وهذا الشعار الذي رفعه الشعب العراقي هو خير إجابة على اولائك المجرمين الذين يحاولون ان يسيئون او ان يتحدثون بالسوء عن الدور الكبير الذي قام به الشهيد سليماني في العراق.
وحول بداية مواجهة تنظيم داعش الإرهابي في العراق، من قبل قوات الحشد الشعبي، ودور الشهيد سليماني في ذلك، قال الياسري، في الشهر الرابع من عام 2014 حضرنا في شمال بابل لغرض تعزيز القوات وسد الثغرات باتجاه كربلاء المقدسة والنجف الاشرف، حيث كان هناك أكثر من 750 مقاتل من قواتنا قد وضعت لهم الخطة من قبل الشهيد حميد تقوي أحد المستشارين الإيرانيين وبأوامر من قبل الشهيد سليماني والشهيد الحاج أبو مهدي المهندس.
وفيما يخص النشاط العسكري للشهيد سليماني في سوريا لمحاربة الإرهاب، قال الأمين العام الأسبق لسرايا الخراساني انه، رغم وعورة المنطقة في سوريا فقد كان الشهيد سليماني بنفسه يشرف على العمليات، ويحضر بكل القواطع ويتنقل بسيارات عادية، لا سيارات مصفحة، وليس بشكل خفي، انما بشكل واضح حيث كانت سيارته معروفة، ان هذه السيارة هي سيارة الشهيد سليماني، وكان ذلك حينها بالرغم من ان الإرهاب قد سيطر على الكثير من المناطق في سوريا، سوى مطار دمشق ومطار حلب التي كانت بأيدي الاخوة من الحرس الثوري.
مشيرا الى ان حضور الشهيد سليماني في سوريا كان متميزا في الدفاع عن محيط السيدة زينب سلام الله عليها.
وتطرق الياسري خلال المقابلة الى الاحداث التي شهدها العراق عام 2014 واعتصامات ساحات الاعتصام وما اسماها “الفتاوى الضالة” التي لعبت دورا أساسي في اضعاف الأمن في العراق، حيث طلب أصحاب هذه الفتاوي وفق ما قال الياسري، من بعض القوات ان تترك اماكنها وان تنسحب من الجيش العراقي والشرطة والأجهزة الأمنية، وهذا أدى الى دخول الزمر الإرهابية الى العديد من المدن العراقية آنذك، حيث أصبحت الوحدات فقط من الضباط ولا يوجد معهم من المقاتلين والجنود.
وحول دور سرايا الخراساني في قتال داعش ومواجهة الاحتلال الأمريكي، أوضح الياسري ان بداية تشكيل سرايا الخراساني تعود الى مواجهة الإرهاب في سوريا في عام 2012 وكانت ناشطة ايضا في مواجهة الاحتلال الأمريكي في العراق.
وحول دعم القوات الأمريكية لتنظيم داعش الإرهابي ومحاولات واشنطن للحيلولة دون هزيمة داعش، قال الأمين العام الاسبق لقوات سرايا الخراساني، لقد كان الامريكان يمنعون دخول قوات الحشد الشعبي الى الفلوجة من أجل مواجهة داعش، موضحا ان من حرر الفلوجة هي قوات الحشد الشعبي البطلة، وبعد يومين من دخول الفلوجة من قبل قوات الحشد الشعبي، لقد دخل الاخوة من قوات مكافحة الإرهاب واستلموا الواجب من عندنا، وبعد ذلك جائت التوجيهات لننتقل الى الموصل.
وفي رده عن سؤال حول أسباب معارضة أمريكا لدخول قوات الحشد الشعبي الى مدينة الفلوجة عندما كانت محتلة من قبل الجماعات الإرهابية، قال الياسري: كل القادة المجرمين كانوا متمركزين في الفلوجة، والامريكان كانوا يحرصون على سلامة قادة الإرهاب، لذلك لم يعطوا فرصة للدخول الا بعد ما نقلوهم الى مناطق أخرى، وعلى سبيل المثال كنا نشاهد في حمرين ان الطائرات الامريكية وهي تقوم بتقديم المساعدات الى الزمر الإرهابية، وكنا نشاهد ولدينا الصور ان الطائرات الامريكية تنزل لتأخذ الإرهابيين من جلولاء، عندما تم محاصرتها من قبلنا وكنا نشاهد الطائرات الامريكية وهي تقوم بتقديم العتاد والأسلحة في الفلوجة للإرهابيين، بحيث ان الامريكان كانوا يريدون بقاء الإرهاب في العراق، لأنه بانتصار الإرهاب يتم تقسيم العراق، لكن بطولة وعزيمة وشجاعة وتلبية دعوة الامام السيستاني من قبل الشعب العراقي، وحضور الشعب العراقي في الساحة، والحضور المتميز لحامل لواء المقاومة الشهيد سليماني واخوانه من ابطال الحرس الثوري، ودماء الشهيد حميد تقوي، كانت هي المسؤولة عن التحرير.
وختم حديثه بالقول ان “الشهيد سليماني محل حب واعتزاز وتكريم من قبل كل أبناء الشعب العراقي وأبناء سوريا الحبيبة والمجاهدين في اليمن، الذين أصبحوا محل تقدير واعتزاز للجميع وأننا اليوم نعيش انتصار غزة وكل هذه الانتصارات التي تحققت، هي ببركة دماء الشهيد سليماني وببركة أبناء المقاومة الإسلامية، والصمود الرائع لإخواننا في حزب الله كذلك، كلها تشكل ثمرات عطاء الشهيد سليماني.
/انتهى/
المصدر
الكاتب:
الموقع : tn.ai
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-01-07 10:33:55
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي