وكان هذا أكبر هجوم إرهابي تشهده ايران في تاريخها المعاصر بحيث خلف عددا كبيرا من الضحايا والمصابين، إذ بلغ عدد الشهداء وفقا لآخر حصيلة ايرانية 84 شخصا و 284 جريحا.
وجاء هذان التفجيران اللذان تبناهما تنظيم داعش التكفيري، متزامنين مع الحرب على غزة والاغتيالات الأخيرة التي طالت أحد كباري قيادي الحرس الثوري الايراني في سوريا و كذلك صالح العاروري القيادي البارز في حماس، ليزيدان من حالة التصعيد التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط أصلا.
وفي الساعات الأولى من وقوع التفجيرين، وجهت السلطات الايرانية أصابع الاتهام لامريكا واسرائيل بتنفيذهما.
وقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي “ندين بقوة الجريمة الإرهابية في كرمان، ونحذر إسرائيل بأنها ستدفع ثمن جريمة كرمان غاليا بما يجعلها تندم”.
وأعلن نائب الشؤون السياسية في مكتب الرئيس الإيراني أن رئيسي ألغى زيارة لتركيا كانت مقررة الخميس. فيما أعلن الحداد العام في البلاد يوم الخميس.
أما نائب الرئيس الايراني محمد مخبر فقد قال إن “دماء طاهرة للأبرياء من شعبنا أريقت في كرمان على يد عملاء الكيان الصهيوني وداعميه”.
وقائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني العميد إسماعيل قآني، قال من جهته “إن تفجير كرمان نفذه عملاء لإسرائيل والولايات المتحدة الأميركية”. موضحا أن “الهجوم تم تأمينه عن طريق أميركا والكيان الصهيوني.”
وحمّل مستشار كبير لرئيسي كلا من إسرائيل والولايات المتحدة مسؤولية الانفجارين. وكتب محمد جمشيدي على منصّة إكس “تقول واشنطن إن الولايات المتحدة وإسرائيل ليس لهما أيّ دور في الهجوم الإرهابي في كرمان بإيران. لا يخطئنّ أحد. مسؤولية هذه الجريمة تقع على النظامين الأميركي والصهيوني، والإرهاب مجرّد أداة”.
وبينما كان العالم يستنكر هذين التفجيرين، انشغلت امريكا بتبرئة نفسها وحليفتها اسرائيل من الضلوع فيهما. وقالت الخارجية الأميركية “إن الولايات المتحدة ليست ضالعة بأي شكل من الأشكال في انفجاري كرمان، وإنه لا يوجد سبب للاعتقاد بضلوع إسرائيل.”
واللافت في الأمر، التنديد العربي الواسع بهذين التفجيرين، إذ أفادت وسائل إعلام ايرانية أن أمير قطر الشيخ “تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني”، أجرى مساء الأربعاء، اتصالا هاتفيا مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، دان فيه بشدة “الجريمة الجبانة المتمثلة في الهجوم الإرهابي بمدينة كرمان” وأعرب عن تعازيه ومواساته لإيران حكومة وشعبا. وقال حسبما أعلن بيان رئاسي إيراني: إن هذا العمل الإجرامي قام به أولئك الذين يسعون إلى زعزعة أمن إيران.”
واستنكرت باقي دول مجلس التعاون حادث كرمان الارهابي، إذ قدمت كل من سلطنة عمان والكويت والامارات والبحرين والسعودية التعازي بضحايا كرمان.
وقالت وزارة الخارجية العُمانية أن السلطنة تؤكد موقفها الثابت في إدانة العنف والإرهاب بأشكاله كافة.
ونددت وزارة الخارجية الكويتية بالتفجيرين في كرمان، وأعربت “عن خالص تعازي ومواساة دولة الكويت للجمهورية الإسلامية الإيرانية ولأسر الضحايا، وتمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين والجرحى”.
سعودياً، أكدت وزارة الخارجية في بيان “رفض المملكة وإدانتها للتفجيرات الإرهابية التي استهدفت المدنيين في إيران”. وعبّرت عن “خالص تعازيها ومواساتها وتضامنها مع إيران في هذا الحدث المؤلم، مع تمنياتها للمصابين بالشفاء العاجل”.
وأصدرت وزارة الخارجية الإماراتية بياناً، الأربعاء، أكدت فيه “استنكارها الشديد لهذه الأعمال الإجرامية، ورفضها الدائم لجميع أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وتتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية”.
كما استنكرت وزارة الخارجية البحرينية الهجوم في إيران، معربةً عن “خالص تعازيها ومواساتها لأهالي وذوي الضحايا وللحكومة الإيرانية.”
وعلى الصعيد الدولي نددت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والصين وتركيا والكثير من دول العالم بهذا الحادث.
وقال الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة الأربعاء إن أنطونيو غوتيريس “يدين بشدة” التفجيرين اللذين وقعا في جنوبي شرق إيران وسط حشود كانت تحيي ذكرى اغتيال اللواء قاسم سليماني.
إلى ذلك، ندّد الاتحاد الأوروبي بما اعتبره “عملاً إرهابياً” بعد التفجيرين اللذين شهدهما جنوبي شرق إيران. وقال متحدث باسم الدائرة الدبلوماسية في الاتحاد الاوروبي في بيان، إن “الاتحاد الأوروبي يبدي تضامنه مع الشعب الإيراني”، مندداً بـ”عدد صادم” من الضحايا المدنيين. وأكد “وجوب محاسبة” المسؤولين عن هذا الاعتداء.
ودان الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والأمنية جوزيف بوريل، في اتصال هاتفي مع وزير خارجية إيران بشدة “العمل الإرهابي” الذي وقع في مدينة كرمان.
أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فقد ندد بالتفجيرين “الصادمين بوحشيتهما”. وكتب بوتين في رسالة إلى الرئيس الإيراني والمرشد الأعلى الايراني أن “اغتيال أشخاص مسالمين يزورون مقبرة أمر يصدم بوحشيته”، مضيفا “ندين بحزم الإرهاب بأشكاله كلها”، وفق ما أورد الكرملين.
واستنكرت الصين على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها بقوة التفجيرين الارهابيين بمدينة كرمان. وقال وانغ فينبين في بيان أن الصين “صُدمت بشدة من جراء الهجوم الارهابي الذي طال مدينة كرمان جنوبي شرق ايران واسفر عن خسائر كبيرة في الارواح.”
بدوره قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه بعث برسالة تعزية خطية إلى الرئيس الايراني وأضاف: “شعرت أن من الضروري أن أعرب شخصيًا عن مواساتي وتعازي بهذا الهجوم الإرهابي الشنيع.”
وفي خاتمة المطاف تبنى تنظيم داعش التكفيري يوم الخميس هجوم كرمان الإرهابي في إيران. وقال في بيان مقتضب أن عنصرين منه نفذا عمليتين انتحاريتين في الحشود التي كانت تحيي الذكرى السنوية الرابعة لاغتيال الجنرال قاسم سليماني.
بيد أن ايران توعدت بانزال العقاب القاسي بمنفذي التفجيرين الارهابيين. وقالت إن “منفذي جريمة كرمان سينالون عقابهم” وأن “هذه المأساة سيعقبها رد حاسم”.
انتهى
المصدر
الكاتب:Sabokrohh
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-01-05 14:07:26
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي