حرب غزة تضع وقف التصعيد بالشرق الأوسط على المحك
وذكر دورسي، في تحليل نشره بموقع ” “أوراسيا ريفيو” أن الحرب زادت من المخاطر الإقليمية مع تصاعد التوتر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية وفي البحر الأحمر، وعقدت التعاون العلني بين إسرائيل والدول العربية، مثل الإمارات العربية المتحدة والبحرين، والتي اتخذت قرارا سابقا بإقامة علاقات دبلوماسية مع الدولة العبرية.
كما أخرت الحرب الجهود التي تقودها الولايات المتحدة للتوسط في تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية، إذ ستحتاج المملكة للمضي قدما فيه إلى إحراز تقدم جدي نحو التوصل إلى اتفاق سلام إسرائيلي-فلسطيني يتضمن إنشاء دولة فلسطينية مستقلة.
ومع ذلك، لم تقطع أي دولة عربية علاقاتها مع إسرائيل على الرغم من تصاعد المشاعر المعادية للدولة العبرية في جميع أنحاء المنطقة.
ويشير دورسي، في هذا الصدد، إلى أن مصر هي الدولة العربية الوحيدة القادرة على مواجهة الضغوط الشعبية ببعض المبررات، بحجة أن حدودها هي المنفذ الرئيسي للمساعدات الإنسانية إلى غزة، وأن خط اتصالها المباشر مع حركة حماس يلعب دوراً حاسماً أيضاً في ترتيب الهدنة لتسهيل تبادل الأسرى والجهود المبذولة لإنهاء الحرب.
وأضاف أن قطر، التي رفضت إضفاء الطابع الرسمي على العلاقات مع إسرائيل دون حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، برزت، إلى جانب مصر، باعتبارها القناة العربية الأولى لإسرائيل، وخاصة فيما يتعلق بالقضايا المرتبطة بالحرب.
لكن الجهود المصرية والقطرية لم تحظ باعتراف لا لبس فيه من قبل إسرائيل، وأعضاء الكونجرس الأمريكي، وبعض منتقدي قطر العرب منذ فترة طويلة، بحسب دورسي، مشيرا إلى أن لقطر دور مرسوم في السياسة الإسرائيلية والأمريكية، باعتبارها موطن أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، وجرى تكليفها بالحفاظ على العلاقة مع حماس، على الرغم من حقيقة أنها تمتعت بعلاقات إسرائيلية ضمنية.
ونوه دورسي إلى عنوان رئيسي في صحيفة هآرتس، في نهاية الأسبوع الماضي: “نتنياهو يريد أن يجعل قطر الرجل الكاذب لمذبحة 7 أكتوبر/تشرين الأول”، كدليل على عدم التقدير الإسرائيلي لدور القطريين، لافتا إلى أن نائب المدير العام للشؤون الاستراتيجية بوزارة الخارجية الإسرائيلية، جوشوا زاركا، قال: “عندما يمر هذا الأمر (الحرب)، فسنصفي الحسابات معهم”.
ووسط مطالبات نواب جمهوريين في الكونجرس الأمريكي قطر لقمع قادة حماس المقيمين فيها، اتفقت الدوحة في أكتوبر/تشرين الأول مع الولايات المتحدة على إعادة النظر في علاقتها مع حماس بمجرد إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين، بحسب دروسي .
وفي الشهر الماضي، أعاد معهد أبحاث الإعلام في الشرق الأوسط (MEMRI)، الذي أسسه: ييجال كارمون، المستشار السابق لسلطة الاحتلال الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة ورئيسي الوزراء: إسحاق شامير وإسحق رابين، نشر وثائق مسربة في عام 2019 تشير إلى التدخل القطري في شؤون الشرق الأوسط وفي الشؤون الداخلية للدول الأوروبية والإفريقية والشرق أوسطية.
وفي عام 1993، استقال كارمون احتجاجاً على توقيع رابين على اتفاقيات أوسلو، التي أرست الأساس لإنشاء دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل. وأنشأت الاتفاقات السلطة الفلسطينية التي يتزعمها الرئيس، محمود عباس، في الضفة الغربية.
ويلفت دورسي إلى أن الوثائق المسربة، عبر معهد أبحاث الإعلام في الشرق الأوسط، جاءت كجزء من حملة نظمتها دولة الإمارات في إطار حرب معلومات سرية ضد قطر خلال فترة المقاطعة الدبلوماسية والاقتصادية لقطر، التي استمرت 3.5 سنوات، ولم يكن هناك ربط إخباري واضح يبرر إعادة نشرها دون وجود تحديثات تظهر لأول مرة قبل 3 سنوات.
وأشار موقع المعهد بشكل موجز إلى “قطرجيت”، وهي فضيحة عام 2023 التي تورط فيها أعضاء في البرلمان الأوروبي يُزعم أنهم كانوا مدرجين على كشوف مالية قطرية.
وعلى نحو موقف إسرائيل من قطر، جاء موقفها من مصر، إذ دعت إلى تطهير غزة عرقياً من خلال نقل أغلبية سكانها النازحين بالفعل (2.3 مليون نسمة) إلى شبه جزيرة سيناء، وأصر رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، على أن الدولة العبرية “يجب أن تحتفظ بالسيطرة على المنطقة الحدودية بين مصر وغزة”، المعروفة بمحور صلاح الدين (فيلادلفيا)، موضحا: “أي ترتيب آخر لن يضمن نزع السلاح الذي نسعى إليه”.
ورفضت مصر تهجير الفلسطينيين إليها أو احتلال إسرائيل لمحور صلاح الدين، وتخشى ومعها دول عربية أخرى من أن يؤدي سلوك إسرائيل في الحرب وطموحاتها التوسعية إلى تأجيج الرأي العام في الداخل.
ففي وقت سابق من هذا الشهر، فضل 96% من السعوديين الذين شملهم الاستطلاع قطع الدول العربية جميع علاقاتها مع إسرائيل، في زيادة حادة مقارنة بالاستطلاعات السابقة، بينما نظر 40% من الذين شملهم الاستطلاع بشكل إيجابي إلى حركة حماس.
ويعتقد 87% من السعوديين أن الحرب أظهرت “أن إسرائيل ضعيفة للغاية ومنقسمة داخليا بحيث يمكن هزيمتها يوما ما”، بحسب الاستطلاع ذاته.
وفي ضربة لجهود ولي العهد السعودي الأمير، محمد بن سلمان، لإبراز المملكة كدولة إسلامية معتدلة ومتسامحة، وافق 5% فقط على أنه يجب على السعوديين “إظهار المزيد من الاحترام لليهود في العالم وتحسين العلاقات معهم”.
ورداً على تصلب المشاعر العامة، سعت السلطات السعودية إلى تقييد الدعم الشعبي للفلسطينيين، ورحب مهرجان البحر الأحمر السينمائي الشهر الماضي في جدة، وهو أكبر حدث سينمائي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بالسينما الفلسطينية لكنه منع ارتداء الحاضرين للكوفية الفلسطينية.
وأفادت جماعات حقوق الإنسان باعتقال نشطاء في الإمارات والبحرين والسعودية بعدما عبروا عن دعمهم للفلسطينيين، وتم تحذير آخرين حال قيامهم بذلك.
*الخليج الجديد
– ما جاء في التحليل لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع
انتهى
المصدر
الكاتب:Sabokrohh
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-01-04 06:27:50
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي