خبیر سیاسی لبنانی یستعرض مواقف روسیا تجاه العدوان الاسرائيلي على غزة

شفقنا- أكد الخبير السياسي اللبناني “فيصل عبدالساتر”  ان عدم ادانة روسيا لعملیة طوفان الاقصى و اعتبار حركة حماس حركة تحرر وطنية يأتي على خلفية الصراع القائم بين الولايات المتحدة الامريكية وروسيا.

وفي حوار خاص مع شفقنا العربي، اوضح عبدالساتر: مع انطلاق ملحمة “طوفان الأقصى” رفضت روسیا إدانة حركة حماس واعتبرتها حركة تحرر وطنية وفی المقابل قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن اننا لن نسمح لحماس وبوتين بالانتصار.. ما هي دلالات تصريح الوزير الامريكي؟ هل يعني ذلك الربط بين حربي الولايات المتحدة في أوكرانيا وفلسطين المحتلة؟

مواقف روسیا مما جرى في عملية طوفان الاقصى وعدم ادانة روسيا لهذه العملية باعتبار ان حركة حماس هي حركة تحرر وطنية هذا يأتي على خلفية الصراع القائم بين الولايات المتحدة الامريكية وروسيا و ان الاخيرة تعتبر ان اي شيء يمس باسرائيل ربيبة امريكا في المنطقة هذا بالتاكيد سوف يكون له التاثير ايضا على مستوى الصراع في كل المنطقة وهو جاء ايضا بمثابة هدية لروسيا بين قوسين باعتبار ان هذا الغرب وامريكا على راسهم قد اراحو روسيا مما يجري في اوكرانيا وبطبيعة الحال اذا ما جرت مقارنة بين اوكرنيا وبين اسرائيل، بالتاكيد ان امريكا والغرب سيفضلون اسرائيل على اوكرانيا.

التصريح الروسي هذا لا يعني ان روسيا اصبحت مع حماس او اصبحت ضد اسرائيل لكن هذا ايضا هو في اطار الزكزكة السياسية اذا صح التعبير وهذا امر طبيعي باعتبار ان حماس وسوريا و ايران والعلاقات الروسية والايرانية و سوريا و حزب الله في لبنان كلهم في محور واحد على الاقل في مواجهة المخططات الامريكية وهذا يعني تقاطع المصالح لاننا على علم تماما ان  روسيا لا يمكن أن تكون ضد اسرائيل بالمعنى الكامل للكلمة لكن في هذه القضية بالذات ربما هذا التصريح السياسي اثار الكثير من الالتباسات ولو كان الامر موقفا دائما لروسيا لكنا رأينا ان الامور كلها قد تتغير في المنطقة.

وحول استئناف اسرائيل عدوانها العسكري ضد غزة بعد وقف اطلاق النار المؤقت، قال الخبير السياسي اللبناني: المعركة لم تنته بعد ونعيش ارهاصات كل ما يجري وما يحدث في غزة بالتاكيد سيكون لها تاثير كبير على كل السياسات في العالم و تحديدا على صورة امريكا والغرب الذي سقط بالكامل وهذا كله ياتي في مصلحة روسيا التي ايضا الان تعيش حالة من الازدهار والفرح لا مثيل له على الاطلاق لان ما يجري كشف نفاق امريكا والغرب في انهم كانوا يقفون في اوكرانيا فقط من اجل محاربة روسيا وليس لاي شيء اخر.

كان من المعلوم ان العدو الاسرائيلي سيعاود عدوانه على غزة باعتبار انه لم يستطع ان يحقق شيئا ما قبل الهدن التي مددت لاكثر من يوم وبالتالي لم تكن كافية المجازر التي ارتكبها بحق الشعب الفلسطيني في غزة وبالتالي كان يسعى الي انجازات ولو شكلية ولوعلى المستوى الصوري لان يخرج امام الراي العام الصهيوني بشيء من الانجازات ولذلك استأنف هذا العدوان ليضع الجميع امام امر واقع وايضا لكي ينجو نتانياهو بصورته و كلنا يعلم ان هناك الكثير من المشكلات على مستوي غرفة الحرب فضلا عن المشاكل العامة مع كل الراي العام الصهيوني والاعلام الاسرائيلي عموما اذن نتانياهو كان فعلا يخطط لمثل هذا الامر وانه يريد ان يعود باي شيء ما ما دامت امريكا معه بدون حساب.

ويكفي ان نقول ان هذا الجسر الجوي الذي وضعته امريكا في خدمة اسرلائيل غير مسبوق في التاريخ اكثر من مئتي طائرة كانت في خدمة اسرائيل اذن نتانياهو كان من المتوقع ان يقوم بهذا العدوان مجددا لانه يريد ان يعود باي انجاز .

نحن الان في اليوم السبعة والستين للعدوان و في اليوم الستة و الستين كان هناك تضامنا كبيرا على مستوى العالم مع غزة الا ان الاسرائيلي الذي اصيب بكثير من الضربات يسعى لارتكاب الكثير من المجازر لييأس الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية .

خاصة ان الدول التي كانت من المفترض ان يكون لها وقفتها لم تفعل اي شيء لم تستطع ان تدخل شاحنات الاغاثة والوقود لانهم بالفعل اثبتوا انهم لا يستطيعون رغم كل معاهدات السلام التي وقعوها مع اسرائيل الا ان الامر و القرار لا زال للاسرائيلي وهذا ايضا ما دفع الفلسطيينيين الي السوال حول جدوى مناشدة هذه الدول.

بكل حال هذا الشعب الفلسطيني اثبت انه شعب اسطوري عصي وشعب الجبارين لا تكسر ارادته ونحن امام اسطورة حقيقية لا تقل بل ربما تضاهي مع ما قام به الفيتاميون واليابانيون في الحروب مع امريكا.

على اي حال الامور لاتزال مفتوحة، باعتقادي ان اسرائيل لم تستطع ان تحقق اي من الاهداف خصوصا الهدف الاساسي وخاصة ان هذه الخطة كانت موضوعا من قبل و نادى بها الوزراء في الحكومة الصهيونية انهم ان يهجروا اهالي غزة الى خارج غزة وطبعا طرح الكثير من الخطط في هذا الاطار وبعضهم قال انهم يهجرون الى مصر والى سيناء بكل حال سقطت كل اهداف العدو الصهيوني و اثبتت عمليات السابع من اكتوبر انها باقية بنتائجها رغم كل هذه المجازر التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني لتكون صفحة مشرقة في تاريخ النضال الفلسطيني وبداية لافول هذا الكيان الاسرائيلي.

* الحوار من: ليلى.م.ف

• ما جاء في الحوار لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع

انتهى