آلة القتل الاسرائيلية؛ عود على بدء

شفقنا – بعد دقائق من انتهاء الهدنة المؤقتة في قطاع غزة، استأنفت ماكنة القتل والدمار الإسرائيلية القتال وشنت الطائرات الاسرائيلية غارات جديدة على القطاع في اليوم ال58 من الحرب، ما أدى إلى سقوط مئات الشهداء والجرحى.

وأكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث أنه لا يوجد أي مكان آمن يمكن لسكان قطاع غزة الذهاب إليه، وقال أن جميع سكان غزة على رأسهم الأطفال والنساء والرجال يعيشون في رعب في الشهر الثاني للاشتباكات، مضيفا: “يعيشون في دائرة موت ودمار ومرض”.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة عن استشهاد 240 شخصا على الأقل في القطاع منذ انتهاء الهدنة صباح الجمعة، وإصابة أكثر من 650 آخرين في مئات الغارات الجوية والقصف المدفعي من الزوارق الحربية على مناطق قطاع غزة. وأشارت وزارة الصحة بغزة إلى ارتفاع حصيلة الشهداء منذ بدء العدوان على القطاع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى أكثر من 15 ألف و200 شهيد وإصابة ما يزيد عن 40  ألف شخص.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حربا مدمرة على القطاع خلّفت دمارا هائلا في البنية التحتية وعشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لمصادر رسمية فلسطينية وأممية.

وبينما يكرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أهدافه من مواصلة العدوان على غزة بقوله أن لديه “ثلاثة أهداف: القضاء على حماس، وعودة جميع الاسرى الاسرائيليين وضمان ألا تصبح غزة تهديدا لإسرائيل مرة أخرى” يجمع مسؤولون عسكريون على أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لا تزال موجودة في شمال القطاع، وقادرة على مواجهة القوات الإسرائيلية هناك، وذهب بعضهم إلى أن حماس تشن ذات الهجوم الذي بدأته في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي وبطرق مختلفة.

وفي ظل إطلاق حماس يوم السبت رشقات صاروخية باتجاه تل أبيب ومدن وبلدات اسرائيلية يؤكد الخبراء العسكريون أن حماس تريد إثبات قدرتها، وهي تريد أن تقول لإسرائيل إنها لا تزال موجودة وتسيطر على الوضع، وتستطيع إطلاق الصواريخ من مناطق الشمال، وفي مناطق مختلفة وفي دوائر أوسع.

وفي الوقت ذاته تتواصل إنذارات الاحتلال لسكان غزة لإخلاء منازلهم فورا والخروج من دون تأخير، إلى مناطق حددها لهم. ما اضطر الكثير منهم للنزوح نحو المناطق الوسطى والجنوبية من غزة هربا من القصف الإسرائيلي المتواصل والذي يستهدف أبراجا سكنية بكاملها.

وتقدر مصادر أن النازحين اضطروا للنزوح ما بين 3 و 4 مرات، لأنهم لا يستطيعون البقاء في منازلهم التي تتعرض للقصف الإسرائيلي الوحشي لذلك ترسخت لديهم فكرة أنه لا مكان آمن في غزة، وحتى الذين نزحوا من الشمال يرون أن جيش الاحتلال يلاحقهم في كل مكان.

إن الاحتلال الذي كان يطلب من سكان المناطق الشمالية الذهاب إلى المناطق الوسطى والجنوبية، بات اليوم يطلب من أبناء المناطق الجنوبية الذهاب إلى رفح، فيما يقوم بقصف رفح. ما يؤكد ان اسرائيل تقوم بعملية ممنهجة لإعادة توطين أو تفريغ غزة، وهو إجلاء قسري للسكان الفلسطينيين إلى خارج حدود وطنهم.

وبينما تواصل إسرائيل ارتكاب مجازر جديدة مروعة بحق المدنيين الفلسطينيين بعد استهدافها مربعات سكنية بمناطق عدة في غزة، وتنفذ طائراتها أحزمة نارية في القطاع وسط معارك محتدمة مع المقاومة، أطلقت المقاومة الفلسطينية السبت رشقات من الصواريخ على تل أبيب ومدن وبلدات إسرائيلية انطلاقا من شمال غزة.

ويرى مراقبون ان إطلاق الصواريخ من مواقع احتلها الجيش الاسرائيلي في شمال غزة يعني أن هذا الجيش فشل في تدمير القدرات العسكرية للمقاومة رغم تبجحات اسرائيل بانها هدفها هو القضاء على المقاومة.

ورب سائل يسأل: إذن ماذا كانت تفعل قوات الاحتلال الاسرائيلي كل هذا الوقت في شمال غزة، ويأتي الرد: أنها كانت تدمر البيوت وتقتل المدنيين وتجترح المجازر.

انتهى

 

المصدر
الكاتب:Sabokrohh
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-12-04 08:50:20
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version