محلل سیاسي لبناني: الهدنة كانت خيار الضرورة للجيش الاسرائيلي وانه لن يستطيع العودة الى الحرب
وفي حوار خاص مع شفقنا العربي، سلط الیاس المر الضوء على العدوان الاسرائيلي على غزة على مدى 45 يوما ثم التوصل الى اتفاق الهدنة المؤقتة واوضح: بالنسبة للمقاومة حسابات الربح والخسارة لا تقاس بالدمار وبالمجازر وبعدد الشهداء هذا امر طبيعي عندما يكون هناك اقوى جيش منظم في المنطقة يحارب منطقة معزولة ومحاصرة منذ سنوات ويحارب شعب اعزل ولدى هذا الشعب نية او قدرة في المقاومة تسمى حركات او فصائل المقاومة ولكن في النهاية هي من نفس الشعب ومن هذه البئية تخضع لنفس الصعوبات والمضايقات المعيشية و الحصار.
الدخول بالهدنة في اليوم الـ 45 بالنسبة لاسرائيل هو اعلان الهزيمة ولكن هو خيار الضرورة لان الجيش الاسرائيلي ببنيته و بتركيبه واي جيش نظامي اخر ليس الجيش الاسرائيلي فقط لا يستطيع ان يحارب بشكل مستمر بارض ليست ارضه بطبيعة صعبة وبكثافة سكانية كبيرة وبتحصينات دفاعية كبيرة للمقاومةوبالخنادق وبالبنية التحتية فوق الارض وتحت الارض باعداد وبالتحضير اساسا برز وظهر في عمليات السابع من اكتوبر ما استطاع ان يحدث ما احدثه في داخل كيان اسرائيل في السابع من اكتوبر ما بالك اذا كانت هذه المعركة لديه وفي ارضه وفي شوارعه وبين بناياته ومقراته وبنيته التحتية وانفاقه ومتاريسه فاي جيش وبالتالي الجيش الاسرائيلي لا يستطيع ان يبقى في ميدان الخصم في ميدان اخر لمدة تفوق شهر ونصف هذا الامر رايناه في لبنان في حرب تموز 33 يوما؛ في غزة بقيت اكثر لان غزة اقرب و جغرافيا اصغرمن لبنان وغزة المحاصرة وحجم ردة الفعل والانتقام اكبر لذلك بقى الجيش الاسرائيلي في غزة اكثر من 33 يوما ولکنه لا یستطيع ان يبقى اكثر من 45 يوما.
هنا سؤال مهم هل سيعود الى الحرب بعد الهدنة؟ الجيش الاسرائيلي لم يحقق اي من اهدافه التي وضعها ليس الجيش فقط بل الادارة السياسية ايضا نحن نتحدث عن الحكومة التي تضم كل الاحزاب وضع شرط انهاء حماس والسيطرة على غزة وتهجير الفلسطينيين الى سيناء وضعت اسقف متعددة وبدأت تهزم في هذه الاسقف. اليوم حماس هي اقوى من الـ7 اكتوبر عسكريا وتنظيما وبنيويا واستراتيجيا وتاكتيكيا.
ما الاهداف التي حققتها اسرائيل؟ المجازر؛ طيب المجازر امر طبيعي لهذا الكيان هو اساسا يقوم بالمجازر بشكل يومي بدون ان يكون هناك عمليات عسكرية. شهدنا قوافل اسرى الاطفال اي وجدان عالمي انساني اي حقوق وای قوانين دولية وانسانیة تقبل بهذا المشهد؟ الاحتلال حاول منع تصوير هذه القوافل ولکن هل العالم اعمى؟ هل المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الانسان أعمى؟ في اوروبا اذا يضرب اب ابنه من اجل تاديبه وتنبيهه او من اجل ارشاده يدخل الى السجن؛ هؤلاء مئات الاطفال الاسرى أليس لهم جمعيات تطالب بحقوقهم ؟
اليوم انا تقديري ان الاسرائيلي بالرغم من انه لم يحقق اي من الاهداف بل انه بحاجة لانجاز ما في مكان ما وخصوصا الطبقة السياسية المعدومة المحكومة عليها بالاعدام بعد انتهاء هذه المرحلة وتحديدا رئيس الوزراء نتانياهو ولكنه لن يستطيع العودة الى الحرب لسببين؛ السبب الاول لادراكه بانه وحتى بالعودة الى الحرب لن يحقق اي من الاهداف لا سياسية ولا عسكرية السبب الثاني والمهم هو ان المجتمع الدولي ايضا لا يستطيع ان يبقى صامتا لمدة اطول وان كان وقح ولكن هناك حدود للوقاحة لذلك انا برائي المجتمع الدولي وخصوصا الادارة الامريكية لن يستطيع ان نغطي المرحلة الثانية استبعد ان يكون هناك مرحلة ثانية وهذه المرحلة هي الانتقال من هدنة الى هدنة اربعة ايام تليها اربعة ايام مع استمرار بتبادل الاسرى والمرحلة المقبلة تكون لاعادة تنظيم الحياة في غزة لاعادة البناء لرفع الانقاض ولملمة الجراح ضمن اطار تسوية ما طبعا سيكون لقطر و مصر الدور الابرز فيها.
وحول احتمال لجوء الکیان الصهیونی الی استهداف لبنان وحزب الله او تصعید اعتداءاته على سوريه تعويضا عن الهزيمة والاخفاق في غزة، قال المر: بالنسبة للجبهة اللبنانية لها حسابات مختلفة وظهرت هذه الحسابات والمعادلات اثناء الحرب على غزة؛ منذ حرب تموز عام 2006 حتى السابع من اكتوبر لم يكن هناك تقريبا اي مواجهة على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة. بعد السابع اكتوبر من الثامن من اكتوبر اكدت المقاومة على انها شريك مع المقاومة في فلسطين . لا يجرأ و اصبح واضحا و مثبتا الاسرائيلي بالقيام باي عملية واسعة او اي اعتداء او اي اجتياح واسع باتجاه لبنان لانه يعرف ان الميدان في لبنان يختلف حتى عن الميدان في غزة ويعرف ان قدرات ومقومات المقاومة في لبنان تختلف عن ظروف و مقدرات المقاومة في غزة بالرغم من قدرتها و صلابتها ، في لبنان هناك حرية حركة اكبر وهناك خطوط امداد اوسع .
هذا الخط كان محط استهداف من قبل الاعداء من اجل قطعه ومن اجل الكشف ظهر المقاومة ولاضعافها ولمحاصرتها كما يجري في غزة ولكن اليوم بالانتصار الذي تحقق بقي هذا الخط مفتوح وبقي هذا الامداد موجود وبقي هذا الظهر حامي وبقيت هذه البئية حاضنة على امتداد هذا الخط لذلك الاسرائيلي لن يجرأ على اقتراف اي حماقة باتجاه لبنان لانه يعرف ان المعادلة في لبنان تختلف عن المعادلة في غزة صحيح انه قادر ان يحدث وان يوقع دمار شديد ولكن هو يعرف ان اي شبر دمار في لبنان سيقابله شبر دمار في اسرائيل وكذلك الامر مطار في بيروت سيقابله مطار بن غوريون والمرفأ في بيروت سيقابله مرافئ الكيان. لذلك المعادلة باتت واضحة، معادلة الاشتباك واضحة وثابتة تقوم على مبدأ عسكري مهم يسمى مبدأ تعادل او توازن الرعب.
بالنسبة لسوريا هناك هامش للمناورة للجيش الاسرائيلي؛ في اسرائيل كان هذا الهامش موجود قبل عمليات الـ7 اكتوبر وبرأئي ان هذا الهامش سيبقي نفسه يعني لن يضيق ولن يتمدد الى اكثر من ذلك. حتى الضربات في سوريا لا تؤدي الى اذى او ضرر كبير هي هامش للمناورة للاسرائيلي بوجه ما يسمي التواجد الايراني خصوصا في جنوب سوريا لانه يخشى من اقامة جبهة محصنة ومقاومة في جنوب سوريا تشبه الجبهة المقاومة في جنوب لبنان فهو يقوم ببعض الضربات التاكتيكية على مقرات ومراكز معينة تبقى محدودة ولكن لا احد يستطيع ان يضمن انه اذا تمادى الاسرائيلي في هذه الضربات لن يكون هناك رد ليس بالضرورة من سوريا قد يكون رد في اطار وحدة المحور ووحدة الساحات، قد يكون الرد من لبنان او من اليمن و من أي مكان اخر.
انتهى
المصدر
الكاتب:Sabokrohh
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-11-29 08:45:00
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي