ٍَالرئيسية

ما وراء الدعم العسكري والمالي الأمريكي للكيان الإسرائيلي

العالم مقالات وتحليلات

حرب غزة التي تشهد اليوم هدنة، وخاصة معركة “طوفان الاقصى”، كشفت وبشكل لا لبس فيه، ان “اسرائيل” ليست كيانا سياسيا كباقي الكيانات الاخرى، بل هي عبارة عن استعمار امريكي مباشر لارض عربية واسلامية مقدسة، وكل ما يقال خلاف ذلك ليس سوى ذر للرماد في العيون، فلم يشهد التاريخ ان قدمت امريكا لجهة ما في العالم، بل يمكن القول ودون مبالغة، قد لا تنفق الولايات المتحدة الامريكية، على بعض ولاياتها كما تنفق على “اسرائيل”، فـحسب دراسة صدرت هذا العام عن مركز خدمة أبحاث الكونغرس، كشفت عن ان امريكا قدمت للكيان الاسرائيلي مساعدات منذ عام 1948 حتى مطلع 2023، وصلت الى 300 مليار دولار.

ويعود تاريخ بدء دعم واشنطن للكيان الإسرائيلي منذ لحظة تأسيسه عام 1948، تحت ذريعة مضحكة مفادها “ان الأهداف الإستراتيجية المشتركة والالتزام المتبادل بالقيم الديمقراطية” هي التي تقف وزراء هذا الدعم السخي واللامحدود.

الملفت ان مساعدة الكيان الاسرائيلي يعتبر قانونا في امريكا، وهذا القانون يُلزم السلطة التنفيذية في امريكا على اتخاذ إجراءات معينة للحفاظ على “التفوق العسكري النوعي” للكيان الاسرائيلي على كل دول المنطقة، ولم يسبق أن تعرض موضوع تقديم المساعدات العسكرية للكيان الاسرائيلي لانتقادات من اي جهة امريكية، بل على العكس، يبادر الكونغرس بعرض أفكار تقديم أحدث الأسلحة الأميركية للكيان مجانا، حيث تدفع ثمنها من برامج المساعدات العسكرية، وتتسابق جميع الادارات الامريكية ، الجمهورية والديمقراطية، فيما بينها على تقديم الدعم والمساعدة للكيان الاسرائيلي، مهما كانت الظروف.

على سبيل المثال لا الحصر قدمت امريكا منذ 2011 حتى مطلع 2023 نحو 3 مليار دولار للكيان الاسرائيلي لشراء بطاريات وصواريخ القبة الحديدية، كما قدمت منذ 2006 نحو 2.4 مليار دولار لتطوير نظام “مقلاع داود” للدفاع الصاروخي، و4.5 مليار دولار لتطوير منظومة “السهم- أرو” للدفاع الصاروخي.

كما كان الكيان الاسرائيلي اول كيان في العالم يحصل على طائرات “إف-35″، والتي تمثل الجيل الخامس من أقوى الطائرات المقاتلة تقدما على الإطلاق، وحصلت على 50 طائرة من هذا النوع، وذلك بتمويل من أموال دافعي الضرائب الأميركيين، وبالفعل وصل إلى الكيان 36 مقاتلة منها حتى الآن.

اليوم وبعد معركة “طوفان الاقصى” وجدت امريكا ان قاعدتها العسكرية المسماة “اسرائيل” والمزروعة في قلب العالم الاسلامي، رغم ما تعانيه من تخمة في السلاح، لم تصمد امام مئات المقاتلين الفلسطينيين، فهرع الرئيس الامريكي جو بايدن الى تل ابيب، ولحقه بلينكن واوستن وكبار جنرالات امريكا، وكأن الهجوم الذي وقع في غلاف غزة، قد وقع في قلب واشنطن، واقاموا جسرا جويا لنقل السلاح والذخيرة الى الكيان الاسرائيلي خلال ساعات ، تجاوز ما حصل عليه الكيان من سلاح إبان حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 من سلاح قدر حينها بملياري دولار، كما قدمت امريكا وبشكل عاجل 14 مليار دولار للكيان الاسرائيلي، وشوهد تواجد قوات امريكية تحارب الى جانب قوات الاحتلال في غزة، بذريعة البحث عن رهائن امريكيين!!.

العالم كله استمع الى تصريحات بايدن وبلينكن واوستن، وهم يتحدثون عن عدم وقف اطلاق النار حتى القضاء على حماس، وان السلاح الامريكي والمالي الامريكي لابد ان يستمر بالتدفق على الكيان الاسرائيلي، وتهديدهم العلني بالدخول في الحرب بشكل مباشر في حال تم تهديد وجود “اسرائيل”، وجاؤوا بحاملات الطائرات والبوارج والجنود الى المنطقة، كل ذلك لمواجهة شباب يحمل بنادق آلية وقاذفات محمولة على الكتف وصواريخ مصنعة محليا، بدون دبابات أو طائرات أو مدفعية ثقيلة، وهو ما كشف عن هشاشة الكيان وضعفه وضعف الروح القتالية لمستوطنيه الذين تجمعوا في فلسطين من شتى اصقاع الارض، كما كشف تصاغر التكنولوجيا العسكرية امام الايمان، وكشف ايضا وبشكل واضح وصريح للعالم اجمع، وخاصة الشعوب العربية والاسلامية، ان الشعب الفلسطيني يقاتل امريكا، الشيطان الاكبر، والمحتل الحقيقي لفلسطين، الذي يختفي وراء دمية مشوهة أسمها “اسرائيل”.

المصدر
الكاتب:
الموقع : www.alalam.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-11-25 21:11:08
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى