وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن نائب وزير الخارجية الإيراني في الشؤون السياسية علي باقري الذي كان قد وصل إلى بانكوك عاصمة تايلاند في المحطة الأولى من جولته الآسيوية بعد الفلبين، عقد صباح يوم الخميس 23 نوفمبر 2023 مؤتمرا صحفيا في سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بانكوك، بحضور مراسلي عدة وسائل إعلام تايلاندية رئيسية، وأجاب على أسئلتهم حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية.
“الصراع في غزة لم يبدأ في السابع من أكتوبر، بل تعود جذوره إلى سبعة عقود من الاحتلال”
وردا على سؤال المراسل الذي سأل عن سبب هجوم حركة حماس على إسرائيل يوم 7 أكتوبر، قال نائب وزير الخارجية في الشؤون السياسية: إن قضية غزة لم تبدأ في 7 أكتوبر، بل القضية بدأت منذ 7 عقود و تعود جذورها إلى الاحتلال الصهيوني خلال أكثر من سبعين عاماً، وكان يوم 7 أكتوبر بمثابة رد فعل على 7 عقود من الاحتلال الصهيوني.
“الصهاينة لم يتركوا للشعب الفلسطيني طريقا آخر غير المقاومة”
وأكد علي باقري أن الناس في كل مكان في العالم يمكنهم استخدام آلية صناديق الاقتراع للحصول على حقوقهم، لكن الفلسطينيين، باعتبارهم الأصحاب الرئيسيين لأرض فلسطين، يجب عليهم محاربة الطائرات والدبابات الإسرائيلية لتحقيق حقوقهم البديهية، وهي الحصول على أرض مستقلة، لقد ضيق الصهاينة المجال على الشعب الفلسطيني لدرجة أنه لم يترك أمامه سوى الكفاح المسلح لنيل حقوقه. ولذلك فإن المقاومة هي حق الشعب الفلسطيني الأصيل والمشروع وغير القابل للإنكار، ولا يمكن لأي جهة أن تحرمه من هذا الحق الذي لا يزول.
“ليس هناك حرب في غزة، الإبادة الجماعية وجرائم الحرب واسعة النطاق واضحة”
وردا على سؤال كيف تتنبأ بمصير الحرب في غزة، قال علي باقري: كون أكثر من ستين بالمئة من شهداء غزة هم من النساء والأطفال يجعل كل مراقب محايد يفهم أن ما يجري في غزة ليس حرب، بل إنها إبادة جماعية واسعة النطاق وجريمة حرب واضحة. فمستقبل المنطقة ملك لأصحاب المنطقة ومنهم الفلسطينيون، ولا مكان للصهاينة في المنطقة.
“هدف المحتلين في غزة ليس الثكنات والدبابات، بل الهدف هو المسجد والمدرسة والمستشفى”
وأشار باقري كني إلى أن نساء وأطفال غزة هم الأبطال والمنتصرون في 45 يوما من العدوان الصهيوني، وقال: إن أهداف الكيان الصهيوني في غزة ليست الثكنات العسكرية ولا الدبابات وناقلات الجند المدرعة، بل أهداف الاحتلال الصهيوني بالإضافة إلى المنازل السكنية والمساجد والكنائس والمدارس ومراكز المنظمات الدولية والمستشفيات. بعبارة أخرى، خلال الـ 45 يومًا الماضية، لم يتمكن الصهاينة من إثبات أنهم استهدفوا ولو مركزًا واحدًا أو معدات عسكرية في غزة، لأنه في غزة الشعب الفلسطيني وحده هو الذي يقاوم الغزاة.
“الطريق الوحيد للسلام أمام المحتل هو إنهاء الاحتلال”
وأكد نائب وزير الخارجية على أنه يجب على الصهاينة أن يتقبلوا أنه لا سبيل آخر سوى إنهاء الاحتلال والعدوان، وقال: كلما ارتكب الصهاينة جرائم في غزة، زاد غضب الشعب الفلسطيني والشعوب الحرة في العالم ضد المحتل الغاشم.
“في الحرب بين الصاروخ والطفل، الفائز بالتأكيد هو الطفل”
وأشار باقري كني إلى أن المصير الحتمي للصهاينة ليس سوى الفشل وقال: على الصهاينة أن يتقبلوا أنه في الحرب بين الأطفال والصواريخ فإن الطفل هو الذي ينتصر بالتأكيد.
“المقاومة حق أصيل للشعب الفلسطيني ولا يمكن إيقافها”
وشرح نائب وزير الخارجية ديناميكية ومرونة المقاومة في فلسطين، وقال: المقاومة حق للشعب الفلسطيني لا يمكن إنكاره، ولم يمنحه إياه أحد، ولا تستطيع أي جهة أن تحرمه من هذا الحق الذي لا يزول.
“الصهاينة عالقون في مفترق الهزيمة والعودة”
وأشار باقري كني إلى أن الصهاينة في حيرة استراتيجية وقال: اليوم يعاني الصهاينة من مفارقة، فإذا أنهوا الهجوم الهمجي على غزة فإنهم سيعترفون بهزيمتهم وعليهم العودة إلى الوضع السابق، وإذا استمروا في مهاجمة سكان غزة لتخلص من الفشل، فإنهم سيجعلون ملف جرائمهم أقوى، وبالتالي سيتعين عليهم تقديم إجابة أمام المحاكم الوطنية والدولية في المستقبل غير البعيد، وستزداد ضدهم الكراهية والاشمئزاز في العالم. وأضاف باقري: “رغم كل هذه الجرائم والإبادة، لا يرى الصهاينة أمام أي سبيل للنجاة”.
سأل أحد الصحفيين، لقد ذكرت في كلامك الهجمات الإسرائيلية على غزة، لكنك لم تذكر اجراءات حماس وأنفاقها في غزة، فأجاب باقري: في الوضع الذي لا يسمح فيه الصهاينة للفلسطينيين بأن يعيشوا حياة طبيعية على الأرض بهجماتهم الوحشية على غزة، هل تريدون أن تسلبوا الحياة السرية من الفلسطينيين أيضا؟
“المقاومة ليست جزءا من الشعب الفلسطيني، بل هي الشعب الفلسطيني”
وردا على سؤال صحفي آخر سأل ما هو رأيك في إعلان السفارة الإسرائيلية في بانكوك قبل مدة أن إيران جزء من هجوم حماس على إسرائيل قال علي باقري: المقاومة ليست مجرد مجموعة من الشعب الفلسطيني، بل المقاومة هي الشعب الفلسطيني، ومحاولة الفصل بين الشعب الفلسطيني والمقاومة لن تنجح أبدا.
وأضاف باقري: ينبغي ألا تسألوا إيران لماذا تدعم المقاومة، بل يجب أن تسألوا أمريكا والدول الأوروبية لماذا لا تدعم مقاومة الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال.
“الاستفتاء حق للشعب الفلسطيني ونتيجته نهاية الاحتلال”
وقال نائب وزير الخارجية عن الحل النهائي للقضية الفلسطينية: استفتاء بين جميع أبناء الشعب الفلسطيني بما في ذلك السكان الحاليين في الأراضي المحتلة وغيرهم من الفلسطينيين الذين يعيشون في جميع أنحاء العالم، لتحديد مصيرهم وتحديد آلية الحكم المنشودة، هو الحل الديمقراطي الوحيد ووفق معايير دولية والأهم من ذلك أنه حل مستدام.
وتابع باقري متسائلا: لماذا لا يلتزم المتشدقون بحقوق الإنسان والديمقراطية بهذا الحل ويسمحون لأنفسهم بانتهاك حقوق شعب عظيم وعريق؟
“ليس هناك مجموعة واحدة ضد إسرائيل، الشعب الفلسطيني كله ضد المحتل”
وسأل أحد المراسلين عن سياسة إيران فيما يتعلق بالحرب بين إسرائيل وحماس، فأجاب باقري: أولا، ما يجري في غزة ليس حربا، إنها إبادة جماعية واسعة النطاق وجريمة حرب واضحة، وثانيا، ما يحدث في غزة ليس بين إسرائيل وحماس، بل بين المحتلين الصهاينة وأصحاب الأرض المحتلة، أي الشعب الفلسطيني كله.
“على الصهاينة أن يجيبوا كم عدد الطائرات والدبابات الفلسطينية التي دمروها خلال آخر 45 يوما”
وأوضح باقري أن ما يحدث في غزة ليس حربا، بل إبادة جماعية وجريمة ضد الإنسانية، قائلا: هل يمكنكم ان تقولوا لي عدد الطائرات الحربية الفلسطينية التي أسقطها الصهاينة خلال 45 يوما من الهجمات الوحشية التي شنها الصهاينة؟ كم عدد الدبابات الفلسطينية التي دمرها الصهاينة في غزة، أو كم عدد ناقلات الجنود المدرعة الفلسطينية التي استولى عليها الصهاينة في غزة؟ الجواب بالتأكيد لا شيء، اذن ماذا يقاتل الصهاينة في غزة إلا الأطفال والنساء والنازحين الذين جريمتهم الوحيدة أنهم يريدون العيش بسلام في أرضهم وفي المقابل لا يقبل ذلك المعتدون الصهاينة؟
“لا يمكن لأحد أن يقترح على الفلسطينيين حل الدولتين، الفلسطينيون ليسوا بحاجة إلى وصي”.
وقال باقري ردا على سؤال مراسل قناة الشعب الذي سأل ما هو رأي إيران في حل الدولتين: المشكلة تبدأ هنا عندما يريد غير الفلسطينيين اتخاذ قرار بشأن فلسطين، لماذا نحن وأنتم نسمح لأنفسنا أن نقرر مصير الشعب الفلسطيني، حل القضية الفلسطينية في يد الشعب الفلسطيني، والشعب الفلسطيني لا يحتاج إلى وصي.
هل تقبل أن يقرر الآخرون مصير الشعب التايلاندي؟ الشعب الفلسطيني هو الصاحب الرئيسي لأرض فلسطين والصهاينة هم المحتلون، والمصير المؤكد لكل محتل هو مغادرة الأراضي المحتلة. فالصهاينة لا شرعية لهم في أي مكان في فلسطين، ومرور الزمن لا يعطي شرعية للاحتلال.
“الفلسطينيون يملكون المبادرة لمواجهة الصهاينة”
سأل مراسل القناة الوطنية عن رأي نائب وزير الخارجية حول إمكانية امتداد الحرب من غزة، فأجاب باقري: على الصهاينة إنهاء الوحشية والإبادة الجماعية في غزة في أقرب وقت، وإلا فالمقاومة هي التي تقرر، بحسب تشخيصها ومصالحها، متى وكيف تواجه المحتلين.
/انتهى/
المصدر
الكاتب:
الموقع : tn.ai
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-11-24 13:03:49
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي