أطفال غزة خاصة يعانون من الحرب الاسرائيلية الهمجية

شفقنا – أدى العدوان الاسرائيلي الغاشم على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر إلى استشهاد ما يزيد عن 5500 طفل في غزة في حين أعتبر 1800 طفل في عداد المفقودين إلى جانب آلاف الجرحى وعشرات الآلاف ممن دمرت بيوتهم على رؤوسهم وبقي من بقي منهم تحت الأنقاض.

فيما أعلنت منظمة الصحة العالمية أن نسبة كبيرة من المصابين في فلسطين منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر البالغ عددهم نحو 40 ألف شخص هم من الأطفال.

ويتابع حقوقيون ورجال قانون والإعلام بقلق بالغ مصير الأطفال والنساء والأهالي في غزة حيث يتعرضون لعدوان وحشي وواحدة من أبشع جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي ترتكبها اسرائيل بحق الأهالي العزل والأبرياء.

وفي ظل هكذا ظروف حلّ هذا العام اليوم العالمي للطفل الذي يُحتفى به يوم 20 تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام، على أطفال غزة الذين يبادون بين شهداء وجرحى وجوعى وعطشى ومفقودين ومعتقلين.

وخلال الأيام الأخيرة وحدها اقتحمت قوات الاحتلال مستشفى الشفاء بعد محاصرته أياما عدة، مما أدى إلى استشهاد عدد من الأطفال الخدج جراء انقطاع الكهرباء ونفاد الوقود في المستشفى، علاوة على نفاد إمدادات الغذاء والمياه والأدوية.

ويشكل الأطفال ما لا يقل عن 40% من نسبة ضحايا هذه الإبادة، سواء أولئك الذين سقطوا شهداء جراء القصف الجوي والبري والبحري، أو من تعرضوا لانتهاكات جسيمة نتيجة الحصار المطبق والنزوح وانقطاع التيار الكهربائي وانعدام المياه الصالحة للشرب والطعام.

وأكدت لجنة حقوق الطفل التابعة للأمم المتحدة أن الحرب في قطاع غزة أودت بحياة المزيد من الأطفال بوحشية غير مسبوقة.

وقالت اللجنة في بيان أصدرته بمناسبة اليوم العالمي للطفل أن اليوم العالمي لحقوق الطفل يتم الاحتفال به هذه السنة في أجواء حزينة، داعية إلى “وقف إطلاق النار” في مناطق النزاع والعودة إلى أسس القانون الدولي الإنساني لحماية الأطفال.

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت إعلان حقوق الطفل عام 1959 واتفاقية حقوق الطفل في 20 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1989.

وأضافت اللجنة في بيانها: “لكن بعد مرور 34 عاما، أصبح اليوم هو يوم حداد للأطفال إذ قُتل أكثر من 4600 طفل في غزة خلال 5 أسابيع فقط، وشهدت هذه الحرب مقتل المزيد من الأطفال في فترة زمنية أقصر وبوحشية لم نشهدها في السنوات الأخيرة”.

أما المتحدث باسم منظمة اليونيسيف التابعة للأمم المتحدة توبي فليكر فقد قال إن وضع الأطفال في قطاع غزة مؤسف وكارثي، وكان اليوم العالمي للطفل هذا العام يوما محزنا بالنسبة لهم.

وأضاف فليكر أن أطفال غزة لا يحصلون على الحد الأدنى الكافي لهم من مياه الشرب، والعديد من الأمراض تنتشر في صفوفهم بسبب قلة التغذية وعدم توفر مياه نظيفة.

وأشار إلى أن أكثر من 800 ألف طفل نزحوا من منازلهم، ويعيشون ظروفا بيئية صعبة في مراكز الإيواء المكتظة، وأن المساعدات التي تدخل إلى غزة قليلة جدا.

وحذرت اليونيسيف من أن حياة مليون طفل فلسطيني في قطاع غزة على شفير الهاوية، في ظل انهيار شبه كامل للخدمات الطبية وخدمات الرعاية الصحية.

وقالت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية بمناسبة اليوم العالمي للطفل أن مشاهد قتل الأطفال وطلبة المدارس في قطاع غزة تجاوزت كل الأعراف والمواثيق، إذ تكشف هذه المشاهد المروعة – التي تتناقلها الشاشات ووسائل الإعلام- عن عقلية الاحتلال واستهدافه المتواصل للتعليم في كل محافظات فلسطين.

ودعت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية دول العالم ومؤسساته إلى حماية الحق الطبيعي لأطفال فلسطين في الحياة الكريمة والتعليم الآمن والمستقر، والوقوف في وجه الاحتلال الإسرائيلي والممارسات القمعية لجيشه ومستعمريه عبر مسلسل استهداف الأطفال المتواصل.

وطالبت الوزارة كل المنظمات والمؤسسات المدافعة عن الطفولة والحق في التعليم بتحمل مسؤولياتها في سياق اختصاصها، ولجم الانتهاكات المتصاعدة، ووقف الجرائم التي يقترفها الاحتلال بحق الأطفال والطلبة في المناطق كافة، والتدخل العاجل والفوري لوقف هذا العدوان.

ويؤكد حقوقيون أنه بدء من حق الطفل في الحياة حتى حقه في اللعب وما بينهما، يُنتهك كل ما ورد في اتفاقية حقوق الطفل ومن أن كامل هذه المنظومة الحقوقية معدومة وغير متوفرة للطفل الفلسطيني في غزة الآن.

وفي ظل غياب مكان آمن في القطاع، فإن كل ثانية إضافية تمرّ من عمر هذه الحرب تعني أن حياة مئات الأطفال مهددة بالخطر نتيجة القصف وانقطاع الغذاء والماء.

وعلى صعيد متصل يقول علماء النفس والصحة النفسية أن الحرب ستلقي بظلالها على أطفال غزة الذين عاشوا الأحداث وأن الأطفال الذين تعرضوا بشكل مباشر للعدوان ستظهر عليهم اضطرابات ما بعد الصدمة بعد انجلاء الحرب.

ويضيفون أن من بين هذه الاضطرابات أفكار ومشاعر القلق والخوف والتوتر والتهيؤات، بالإضافة لردود فعل للجسم تطابق تلك التي ظهرت على جسم الطفل خلال الحرب.

ومن القضايا المهمة التي أثيرت في العقود الأخيرة فيما يتعلق بالطفل الفلسطيني هو القتل الممنهج للأطفال الفلسطينيين على يد اسرائيل إذ أن قتل الأطفال ليس وليد اليوم والساعة أو هذا العام أو هذا العقد، بل أنها عملية مستمرة منذ سبعة عقود وقد بلغت ذروتها في الحرب الحالية على غزة.

وفي ضوء ما تقدم يجب القول أن ثمة استهتارا إسرائيليا صارخا بحياة الفلسطينيين وإزاء الخسائر الكارثية التي تلحق بالمدنيين بمن فيهم الأطفال والنساء جراء الهجوم الهمجي الاسرائيلي المتواصل على قطاع غزة لنحو 48 يوما.

انتهى

 

 

 

المصدر
الكاتب:Sabokrohh
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-11-23 10:46:42
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version