واللافت في هذا العدوان الهمجي استهداف القطاع الصحي الفلسطيني عن طريق قصف المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية وحرمانها من الوقود وإمدادات المياه والأدوية والمستلزمات الطبية، ما أدى إلى توقف 25 مستشفى من أصل 35 في قطاع غزة عن العمل و51 مركز رعاية أولية من أصل 72 مركزا، بسبب الأضرار الناجمة عن القصف أو نقص الوقود.
وقالت وزارة الصحة في غزة أنهم قرروا دفن جثامين الشهداء بمجمع الشفاء في مقبرة جماعية بعد أن فشلت جهودهم لإخراج الجثامين من المجمع.
وبيّنت أنهم مضطرون لدفن ما بين 100 و120 جثة بمجمع الشفاء في مقبرة جماعية. فيما القذائف ما زالت تسقط على مجمع الشفاء الطبي، وكل من فيه محاصر بموت محقق.
وتفيد الأمم المتحدة أن نحو 10 آلاف فلسطيني من المرضى والطواقم الطبية ونازحين من القتال موجودون في موقع مستشفى الشفاء، وقد يكون العدد أكبر، حسب مسؤولين محليين.
وحذرت منظمة “أطباء بلا حدود” عبر منصة “إكس” من أن “الوضع خطر للغاية وغير إنساني”.
وعلى صعيد متصل، دعت “هيومن رايتس ووتش” إلى قيام لجنة تحقيق دولية مستقلة والمحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق في ما يجري في غزة. مؤكدة أن اسرائيل لم تقدم حتى الآن أدلة جدية على أن المستشفيات تستخدم لأغراض عسكرية.
وقالت أنه ينبغي التحقيق في الهجمات الإسرائيلية على المستشفيات بقطاع غزة باعتبارها جرائم حرب. لان الهجمات الإسرائيلية المتكررة على مستشفيات قطاع غزة فاقمت تدمير القطاع الصحي المحاصر.
وقبل أيام استضافت العاصمة السعودية الرياض قمة عربية – إسلامية غير عادية لمناقشة العدوان “الإسرائيلي” على غزة بعد أكثر من شهر على بدئه. ورغم أن الدافع لجمع القمتين العربية والإسلامية، كان توحيد الجهود بهذا الخصوص، إلا أن بنود القرار الختامي للقمة كانت أبعد ما تكون عن الفعل والتّأثير.
ويقول مراقبون أن مخرجات القمة غلب عليها الطابع الكلامي والإنشائي، مثل المطالبات والمناشدات والتأكيدات والدعوات وإعلان الدعم، في غياب شبه كامل لأي خطوات عملية يفترض أن تضطلع بها القمة التي جمعت قيادات 57 دولة عربية وإسلامية
وبينما كان الرأي العام الاسلامي والعربي يتوقع أن تخرج القمة بقرارات عملية وفاعلة تردع اسرائيل وتعاقبها على فظاعاتها وجرائمها، جاءت بنود القرار خالية تمامًا من أي عقوبات على اسرائيل أو داعميها، بل ومن مجرد التلويح بالعقوبات.
ويقول مراقبون أنه رغم قوة ما ورد في بعض البنود من البيان الختامي للقمة لكنه كان بالإمكان اعتماد إجراءات أخرى تسهم في ردع هذا الكيان الذي لا يفهم سوى لغة القوة. ومن هذه الإجراءات يمكن الإشارة إلى منع استخدام القواعد العسكرية الأميركية وغيرها في الدول العربية لتزويد “إسرائيل” بالسلاح والذخائر. وتجميد العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية العربية مع “إسرائيل”. والتلويح باستخدام النفط والمقدرات الاقتصادية العربية للضغط من أجل وقف العدوان. ومنع الطيران المدني الإسرائيلي من الطيران في الأجواء العربية.
وعلقت حركة “الجهاد الإسلامي” في فلسطين على البيان الختامي للقمة العربية الإسلامية الطارئة وقالت في بيان أن صيغ “الإدانة” و”المطالبة” و”الدعوة” التي ضج بها البيان الختامي توحي وكأن البيان صادر عن هيئة غير ذي صلة بما يجري من مجازر بحق الشعب الفلسطيني في غزة والضفة، لا عن اجتماع 57 دولة، بدت من خلال بيانها وكأنها لا تملك شيئاً، ولا تقوى على شيء، سوى المناشدة والمطالبة”.
وقالت: “ربما كان البيان ليكتسب شيئا من المصداقية لو بادرت الدول العربية والإسلامية المطبعة مع الكيان إلى قطع علاقاتها معه، أسوة ببعض دول أمريكا اللاتينية التي لا تربطها بفلسطين وشعبها لا العروبة ولا الإسلام”.
وفي الأخير يجب التأكيد على أن الذي انهزم في معركة غزة هو القانون الدولي الإنساني والمنظمات الدولية والضمير الإنساني.
المصدر
الكاتب:Sabokrohh
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-11-15 10:58:43
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي