الاعراب :
-ما قاله خطيب لم يأت من فراغ، فالرجل وبحكم موقعه على دراية كاملة بما يجري وراء الكواليس، فمواقف حلفاء وداعمي الكيان الاسرائيلي، بدأت تتغير وبشكل ملحوظ، ليس بسبب صحوة ضمير، او تأثرهم بصور اجساد اطفال غزة، التي مزقتها صواريخهم التي زودا بها “اسرائيل”، بل هذا التغير في المواقف، بل والانقلاب عليها، جاءت لتكون طوق نجاة للكيان الاسرائيلي، الذي فشل فشلا ذريعا في تحقيق اي من اهدافه التي اعلنها في بداية عدوانه على غزة، غير قتله اكثر من 11 الف فلسطيني حوالي 80 بالمائة منهم اطفال ونساء، الامر الذي اجج مشاعر الراي العام العالمي وخاصة الاوروبي والامريكي.
-في الوقت الذي يصرح مسؤولون امريكيون علنا بانهم لم ولن يتفاوضوا مع حماس، كشفت أوساط ومصادر دبلوماسية مطلعة، عن تعليمات صدرت من البيت الأبيض لبلينكن بعدم التدخل بأي شكل من الاشكال، بالصفقة التي يحاول رئيس جهاز الإستخبارات وليام بيرنز، هندستها عبر التفاوض مع حركة حماس والوسيطين المصري والقطري، لـ”تسوية ما” لصفقة تبادل محتملة للاسرى، نظرا لما يمتلكه بيرينز من خبرة في هذا الشأن.
-ما يؤكد حقيقة مأزق الثنائي “الامريكي الاسرائيلي” في غزة، ما قاله رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال تشارلز براون، من إن “أهداف إسرائيل” المعلنة، من حربها على قطاع غزة، وهي تدمير حماس كانت “كبيرة جدا”، في إشارة واضحة على استحالة تحقيقها، كما اكد وبشكل لافت على انه كلما طال أمد الحرب زادت صعوبتها.
-ما قاله براون كرره بايدن، عندما نقلت وسائل اعلام امريكية، رده على سؤال حول ما اذا كان “مستاء من نتنياهو في موضوع الهدنة في غزة” فقال ان “الأمر استغرق من الوقت أكثر مما كنت أتوقع”، اي ان امريكا ما كانت تتوقع ان تقاوم حماس “الجيش الاسرائيلي” كل هذا الوقت، وتكبده خسائر فادحة.
-وعلى الصعيد الاوروبي، كلنا يتذكر كيف دعا الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون، يوم 24 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لتشكيل تحالف إقليمي ودولي لـ”مكافحة” حماس، على غرار “داعش”، وكيف اصدرت حكومته الاوامر بسجن كل فرنسي 5 سنوات اذا ما تعاطف مع حماس، الا ان الرجل وبعد 3 أسابيع من تصريحه الأول، خرج علينا بالامس ليطالب بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدا استهداف القصف الإسرائيلي للمدنيين، وداعيا الولايات المتحدة وبريطانيا إلى الانضمام للدعوة إلى وقف إطلاق النار!!.
-من الواضح ان زعماء الغرب، لم يصبحوا هكذا وعلى حين غرة، انسانيين واصحاب مشاعر مرهفة، بل ان الذي قلبهم هذا المنقلب، هو صمود المقاومة، ودماء اطفال غزة، وهو صمود ودماء، كشفت حقيقة الغرب وشعاراته المزيفة وحضارته المادية الجشعة وعنصريته البغيضة، فالغرب لم ولن يحترم الا الاقوياء، لهذا كان وزير الامن الايراني مصيبا، عندما وصف بلينكن بـ”البائع المتجول”، الذي جعلت حماس بضاعته كاسدة، فبضاعته، لم ولن تمحو عار “اسرائيل”، في معركة “طوفان الاقصى”، عندما انهزمت وانهارت، امام مجموعة من الشباب الفلسطيني المؤمن، كتبوا بدمائهم ان “اسرائيل اوهن من بيت العنكبوت”.
المصدر
الكاتب:
الموقع : www.alalam.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-11-11 22:11:37
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي