وزعم في هذه التصريحات أنه قبل الهجوم على عين الأسد، أطلعته طهران على العملية الرئيسية وتفاصيلها، في محاولة لإقناعه بأن إيران طلبت منه السماح بهجمات رمزية من باب الضعف والعجز وحفاظاً على سمعتها فقط، وللتخلص من ضغوط الرأي العام!
وأوضح كذباً أن حالته النفسية والعقلية ليلة الهجوم الصاروخي على عين الأسد كانت هادئة تماماً ودون توتر عصبي، والسبب في ذلك هو كما يلي: لأنني كنت على علم بخطة إيران وعلمت أنهم لا يملكون الشجاعة والقوة لمهاجمة مصالحنا، كنت هادئاً تماماً!!
إن مزاعم ترامب الأخيرة المُطعّمة بنكهة انتخابية خالصة، والتي أطلقها بهدف مواجهة منافسيه السياسيين في الحزب الديمقراطي، هي أكثر من مجرد نفع للواقع، فهي تعبير عن الخيال وشطراته الواسعة، حتى بعد مرور ما يقرب من أربع سنوات ومنذ ذلك الحدث، يحاول من خلال قلب الوقائع عن تلك الهزيمة الكبرى، إظهار نفسه على أنه الفائز بلا منازع في المواجهة مع الجمهورية الإسلامية.
على الجانب الآخر؛ وهناك العديد من الوثائق والأدلة التي تثبت زيف ادعاءات ترامب في هذا الشأن:
أولاً: في حين يدعي ترامب أنه لم يكن متوترا ليلة الحادثة، وبالمناسبة، فإن لهثه لحظة إعلان الخبر وخلف المنصة، أصبح على الفور موضوع أغلب وسائل الإعلام والحسابات النشطة على شبكات التواصل الاجتماعي.!
ثانيا: زعم ترامب أنه بسبب التنسيق الذي قام به مع الجانب الإيراني وخوف الإيرانيين من ضرب المصالح الأمريكية، أصابت الصواريخ محيط القاعدة رغم كونها موجهة، بينما في التقرير الميداني لمراسل شبكة “سي إن إن” الأمريكية بعد أيام قليلة من الهجوم، بدت المباني المدمرة داخل القاعدة واضحة للعيان.
ثالثا؛ يدعي ترامب أنه لم يصب أحد خلال الهجوم الصاروخي الإيراني على عين الأسد، على الرغم من أنه بالإضافة إلى نشر فيديو لتصريحات العديد من الضباط الأمريكيين الموجودين في القاعدة، والذين يتحدثون بحالة ذهنية غير لائقة عن الضربات والأضرار، في الوقت نفسه، وردت أنباء عديدة عن حدوث ارتجاجات في الدماغ للعديد. حيث أقال مسؤولو البنتاغون أكثر من مائة جندي وضابط أمريكي، حيث نقلت وكالة رويترز يوم الاثنين 10 فبراير 2020 أن ما لا يقل عن 109 من المتواجدين في القاعدة أصيبوا بارتجاج في الدماغ خلال الهجوم، نقلاً عن مسؤول رسمي في البنتاغون.
وبعد مرور عام على العملية الصاروخية الإيرانية، كتبت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في تقرير بعنوان “هؤلاء الجنود الأمريكيون نجوا من واحدة من أكبر الأزمات في عهد ترامب. ولكن بعد مرور عام، ما زالوا يعانون من تداعيات و عواقب تلك الأزمة. واستعرض أحداث تلك الليلة من كلام القوات الأمريكية المتواجدة في قاعدة عين الأسد.
وكتبت صحيفة واشنطن بوست في ذلك التقرير: كان الجنود الأمريكيون يتدافعون من ملجأ إلى آخر وفي الطريق مروا بآثار رماد وحفر يبلغ قطرها 10 أمتار وحفر مملوءة بالوقود. أدى وابل من الصواريخ الباليستية إلى فقدان بعض الجنود الوعي مؤقتا، وكان هناك المزيد من الصواريخ في الطريق. ويصف الرائد آلان جونسون أنه لم يتمكن من التركيز بعد تعرضه لموجات الانفجار العملاقة لعدة صواريخ، بما في ذلك صاروخ سقط على بعد 20 متراً من ملجأه. ويقول المقدم جوناثان جوردان، ضابط العمليات في إحدى وحدات القوات الجوية التي كانت في عين الأسد في تلك الليلة، عن مجريات ما وقع: “كان الحادث مروعاً للغاية لدرجة أنني لم أعتقد أنه سينجو أي أحد من هذه الضربات”.
علاوة على ذلك، اعترف الجنرال “فرانك كينيث ماكنزي”، قائد إرهابيي القيادة المركزية الأمريكية آنذاك، بدقة وقدرات الصواريخ الإيرانية في الهجوم على قاعدة عين الأسد وقال: الصواريخ الإيرانية أصابت أي مكان أرادته تقريبًا في قاعدة عين الأسد.
بعيداً عن هذه الإعترافات والوثائق؛ كان كذب ترامب على شعب بلاده خلال فترة رئاسته بمثابة شائعة اعترفت بها العديد من وسائل الإعلام الأمريكية مرارا وتكرارا، وعلى سبيل المثال كشفت صحيفة “واشنطن بوست” في الأيام الأخيرة من إدارته عن 30573 كذبة لترامب خلال أربع سنوات في تقرير صادم.
بناءاً على ما سلف، على الرغم من أن ما يصبو إليه ترامب هو أن يجعل من نفسه بطلا، خاصة في مواجهة إيران، فإن الحقائق المتوفرة، ليس فقط عن ليلة عين الأسد التي تعدّ كابوس للجيش الأمريكي، بل أيضا في أحداث مثل إسقاط مُسيّرة “جلوبال هوك” المتقدمة، أو الاستيلاء على سفينة أمريكية من قبل بحرية حرس الثورة، تتعارض بوضوح مع هذه الادعاءات.
نورنيوز
المصدر
الكاتب:
الموقع : nournews.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-11-06 20:57:10
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي