ما حقيقة الخلاف بين أمريكا وإسرائيل حول غزة؟
-يبدو ان وصول عدد شهداء العدوان الإسرائيلي المدعوم امريكيا، على قطاع غزة الى 9770 مواطنا، بينهم 4800 طفل، و2550 امرأة، إضافة إلى 24808 جريحا، و2660 مفقودا بينهم 1270 طفلا، من دون ان يحقق العدوان اي انجاز يذكر على الارض، دفع الادارة الامريكية منذ ايام الى تسريب اخبار ملفقة عبر صحافتها، تتحدث عن وجود خلافات مع حكومة الاحتلال الاسرائيلي بزعامة بنيامين نتنياهو، بشأن الحرب في غزة ، في محاولة التنصل من تبعات حرب الابادة التي تورطت فيها امريكا الى جانب الكيان الاسرائيلي ضد اهالي غزة، وهي محاولة لا تعدو ان تكون الا ذرا للرماد في العيون.
-في الوقت الذي يتم فيه تسريب مثل هذه الاخبار وبكثافة في الصحافة ووسائل الاعلام الامريكية، عن وجود خلافات بين بايدن ونتنياهو حول العدوان على غزة، نرى على الارض وفي الميدان ما لا يكذب وجود هذا الخلاف فحسب، بل يؤكد على وجود تنسيق وتواطؤ وتدخل امريكي مباشر في العدوان، فيوم امس فقط أعلنت القيادة المركزية الأمريكية أن الغواصة النووية الامريكية من طراز “أوهايو” وصلت إلى منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأمريكية بالشرق الأوسط، لتنضم الى حاملتي الطائرات “آيزنهاور” و”جيرالد فورد” ومجموعة السفن الحربية التابعة لهما والتي سبق أن نشرهما الجيش الأمريكي في المنطقة، لدعم الكيان الاسرائيلي في عدوانه ضد غزة.
-وعلى الارض ايضا شاهد العالم اجمع كيف كان يرفض وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن وهو يلتقي بوزراء خارجية عرب، وقف اطلاق النار، مكررا عبارات بايدن في حق “اسرائيل” في الدفاع عن نفسها، الا انه وتحت ضغط الراي العام العالمي ضد الفظائع التي ترتكب في غزة، بدعم بلاده وتدخلها المباشر في تنفيذ هذه الفظائع، اكتفى بالحديث عن “هدنة انسانية” فقط، ورفض جميع دعوات نظرائه العرب الى وقف إطلاق النار، لان ادارته ترى في وقف اطلاق النار انتصار لحماس على الهمجية والوحشية الاسرائيلية الامريكية.
-يبدو ان ضمير بلينكن قد دبت فيه الحياة، وهو يشاهد، كيف محت قنبلتان “اسرائيليتان” تزن كل واحد منها 1000 كيلوغرام، احياء سكنية باكملها في جباليا، لذلك اقترح ان تستخدم “اسرائيل” قنابل اصغر، لا تقتل المئات مرة واحدة، بل تقتل بالعشرات فقط في كل مرة، ولا تمحو احياء باكملها بل عشرات البيوت عل روؤس اصحابها، وهو اقتراح قدمه بلينكن على انه افضل ما جادت به “الانسانية الامريكية!.
-العالم لا يعير اهمية لـ”التسريبات” المزعومة للصحافة الامريكية، فهي للتغطية على تورط امريكا في مجازر غزة، ومحاولة لامتصاص الغضب العالمي لدور امريكا المباشر في الحرب، فالعالم يأخذ في الاعتبار فقط مواقف المسؤولين الامريكيين ، فعندما يخرج بايدن على العالم، بعد ان قارب عدد الشهداء الـ10000 شهيد، نصفهم من الاطفال فقط، وهو يعلن وبكل وقاحة وصلف وعنجهية، ما يرتكبه الكيان الاسائيلي من فظائع “لا تعني تجاوزاً للقوانين الإنسانية والدولية”.
-مهما حاولت امريكا التنصل من دورها، عبر تسريباتها المزيفة، فجميع دول المنطقة، وخاصة الدول التي تعتبرها امريكا بانها حليفة لها، مثل الاردن ومصر والسعودية وقطر و..، تتعامل مع امريكا، على انها هي التي تدير الحرب على غزة، لذلك يناقش مسؤولوها، المسؤولين الامريكيين الذين يزورونهم حول تفاصيل العدوان وكيفية وقفه، دون ان يضعوا الكيان الاسرائيلي في الاعتبار.
المصدر
الكاتب:
الموقع : www.alalam.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-11-06 15:11:59
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي