اثمان كثيرة خسرتها حماس بادارتها لملف الاسرى والرهائن ..؟

🔴Abbas Al mouallem
1-11-2023

بسبب تعدد الأفرع السياسية لحماس في الخارج يبدو التعامل مع ملف الاسرى والرهائن من جنسيات اجنبية ، فيه الكثير من الشوائب التي من شأنها ان تترك اثر سلبي على إفقاده الكثير من نقاط القوة لاستخدامها بمجريات المعركة مع العد
من الواضح ان قادة حماس بالخارج ارتكبوا اخطاء كبيرة بالتعامل مع هذا الملف ، خصوصا من لديهم علاقة بقطر وتركيا والمخابرات المصرية ، فهذه الدول دخلت على خط هذا الملف لتحقيق مكاسب سياسية خاصة بها ، لا لمصلحة المعركة بغزة او لتخفيف ضغط العدوان عليهم وإمدادهم بمساعدات إنسانية فعلية وحقيقية هم بأمس الحاجة اليها ..
لو ترك الأمر حصرياً للجناح العسكري لحماس بالقطاع ، لكانت الأمور اختلفت إلى حد كبير بالضغط على الدول الغربية على اكثر من صعيد ،
حتى ان القسام لم تتصرف على نحو تفاوضي استراتيجي بورقة الرهائن ومصيرهم ، واسقطت منذ الايام الاولى للعدوان هذه الورقة عبر إعلانها نيتها الفورية لإطلاق سراحهم ، دون مقابل لدواعي إنسانية ..
هذه الدواعي يسقطها الغرب يومياً بدعم جيش الاحتلال بالسلاح والصواريخ والمال الذي يقتل ويدمر كامل قطاع غزة ، ويرفض الحديث بشكل مطلق عن اي وقف لإطلاق النار ولو كان مؤقت ومحدد لاسباب إنسانية ..
كان الأجدى بقادة القسام عدم الاستماع لقادة الحركة بالخارج والدول التي تتواصل معهم حول ملف الرهائن ، الأمر الذي من شأنه لو حصل اجبار الدول الغربية وبمقدمتهم امريكا على تقديم عروض ودفع اثمان مسبقة لحماس مقابل قبول القسام بالحديث عن هذا الامر ..
ومن الأخطاء المرتكبة ايضاً هو اعلان القسام المتكرر عن مصير الرهائن، خصوصاً إعلانهم عن مقتل ٥٠ اسير ورهينة بالعدوان الاسرائيلي على جباليا بالأمس ، لان ذلك سيعتبره العدو تصديقاً لمزاعمه بانه قصف مربع يحتوي مواقع ومراكز للقسام وليس منازل للمدنيين ، ودليله على ذلك اعتراف القسام بمقتل ٥٠ اسير ورهينة بالموقع المستهدف ..
واذا كان بنية القسام بان إعلانهم عن مقتل اسرى ورهائن بجباليا سيشكل ضغط سياسي وشعبي على حكومة العدو، فهم مخطئون لان جيش الاحتلال منذ اليوم الاول لبدء العدوان قام بتفعيل وتطبيق قانون يعرف باسم بروتوكول “هانيبال” الإسرائيلي الذي يفضّل قتل الجنود على أسرهم؟ وهذا يسري على الاسرى لدى حماس لمنع استخدامهم دروع امام اهداف العملية العسكرية للاحتلال بالقطاع .’
من اهم قواعد التفاوض بملف الاسرى هو اخفاء مصيرهم بزمن الحرب ، وعدم اعطاء اي اشارة عن مصيرهم للعدو اكانوا احياء او اموات او مصابين ، وان الكشف عن اي تفصيل يتعلق بأوضاعهم له ثمن بعيد ومختلف عن الثمن الذي يمكن تحقيقه باي صفقة تبادل جزئية او جماعية، فهل تتوقف حماس اليوم عن الاستمرار بهذا المسار الخاطىء وتقوم بوقف اي كلام عن مصير الاسرى والرهائن اقله حتى تحقيق وقف إطلاق نار فعلي بالقطاع .

عباس المعلم / كاتب سياسي

Exit mobile version