من ضمن ما تم نشره في هذا الشأن، مقال نشرته صحيفة النهار العربي، يحمل عنوان “غزة: الوعي والوعي المضاد!” للباحث السياسي “محمد الرميحي”، يشيرفيه إلى التغييرالتدريجي في موقف الأفراد والمؤسسات وحتى الإعلام الغربي بعد مناصرة لا تقبل أي رأي آخردفاعا عن الموقف الإسرائيلي إلى تقديرمعقول للقضية الفلسطينية.
ويوضح الرميحي سيرتغييرالموقف الغربي، فكانت البداية مع تضامن الغرب بعد أحداث 7تشرين الأول (أكتوبر) والتي أحدثت صدمة في ذهن الساسة الغربيين، حيث تقاطورا على إسرائيل لتعزيزموقفها وتبعتهم الشعوب إلى حين، وظهرالأمر للوهلة الأولى للرأي العام الغربي أنّ إسرائيل مُعتدى عليها والمعتدي هو “حماس”.
لكن مع مرورالوقت وتقاطع الأخبار وظهور ردود الفعل الإسرائيلية التي اتجهت الى الانتقام من المدنيين العزّل في هياج هستيري، فحُرموا جميعاً من المياه والكهرباء والغذاء والدواء وأخيراً الاتصال، بدأت صحافة الغرب والجماعات المدنية، بل وحتى بعض السياسيين، يراجعون مواقفهم ويتّجه بعضهم الى الحديث عن صلب القضية وهي الاحتلال، حتى وصل الأمر إلى أن يصرّح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، مع شجبه الواضح لأحداث 7 تشرين الأول، بأنّ جذر المشكلة هو الاحتلال والوضع الإنساني المتردي الذي وصلت اليه غالبية الفلسطينيين تحت الاحتلال، الأمرالذي أثار غضب إسرائيل مطالبةً باستقالته.
ونشرت صحيفة الشرق الأوسط، مقال للكاتب الاقتصادي “وليد خدور” بعنوان “تبعات حرب غزة على الاقتصادات العالمية”، أشارخلاله إلى ما يحدث من ارتدادات سلبية على الاقتصادات الدولية في الحروب.
وفي هذا السياق أشارخدورإلى ما نشرته معهد «بروكينغز» في واشنطن من دراسة تفيد بأن «الطاقة هي القطاع الاقتصادي الأهم على المدى القصير”؛ حيث كانت أسعار النفط عالية في بداية النزاع العسكري، فيما قد تؤدي التطورات العسكرية اللاحقة إلى فوضى في سلسلة الإمدادات، أو الانقطاعات، بالذات فيما إذا كانت الأزمة ستشمل إيران أم لا، أو إذا أدت إلى توقف الإنتاج في بعض الحقول العراقية.
ويضيف وليد خدور، أن تهديدات إنتاج النفطي لا تقتصرعلى ارتفاع أسعار النفط، أو انقطاعات في سلسلة الإمدادات؛ إذ تتوسع الانعكاسات على صلب الاقتصاد العالمي، مثل قيم العملات المحلية بالنسبة للدولار، واختلاف نسب الفوائد من دولة إلى أخرى، أو زيادة كلف الإنتاج لمنتوجات الصناعات المحلية. ذلك، نظراً إلى الأهمية الاستراتيجية للبترول في الاقتصاد العالمي، ودوره المحوري في المواصلات والإنتاج الصناعي والزراعي، ناهيك عن أهمية الوقود في تشغيل آليات الحرب.
أما صحيفة القدس العربي، تصدرها مقال “ويستمرالطوفان”، للكاتب السوداني “مدى الفاتح”، حيث شرح إن عملية السابع من أكتوبركانت صادمة في توقيتها وفي نتائجها. فمن ناحية التوقيت كانت قد جاءت في وقت عم فيه السكون والتهدئة، والانشغال بالهموم اليومية، حتى الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، وتمدد الاحتلال في الاستيطان وفي الاستيلاء على الأراضي، كانت تبدو أمورا رتيبة تمر في الغالب من دون رد فعل. أما من ناحية النتائج أكد الفاتح، العبور الجديد، والتوغل في مساحات واسعة وصلت تهديد مناطق حيوية، أن السياج الأمني والقدرات الاستخباراتية، التي يتفاخر الكيان بامتلاكها، لا تضمن سلامته بشكل كامل، وأن بإمكان مجموعة من المقاتلين الهواة، ان يحققوا اختراقات استراتيجية داخل أماكن كان يظن أنها آمنة.
ويتابع الكاتب قائلا، أهم ما حققته عملية الطوفان هو تذكير العالم بالمأساة الفلسطينية، وبأن هناك شعبا ما يزال يعيش تحت الاحتلال في القرن الحادي والعشرين محروما من أبسط حقوقه، هذه الحقيقة البسيطة كان مقدرا لها أن تنسى مع مرور الأيام، وأن تتم إذابة الفلسطينيين، سواء في دول الجوار القريب، أو حتى في نسيج الدولة، التي قامت على أرضهم.
وتصدرعنوان “مايدورفي غزة ليس صراع حضارات”، صحيفة اندبندنت العربية، حيث راى الدبلوماسي اليمني “مصطفى النعمان”، رغم القبول العربي بإمكانية العيش المشترك والتعاون لأجل كل المنطقة فإن ذلك ما كان كافياً لمنح الفلسطينيين بصيص أمل يأتي من تل أبيب بقبول الصيغة التي لا تتعدى قبول قرارات مجلس الأمن الدولي.
والحقيقة هي أن الصراع في المنطقة لا يمكن أن يتوقف عند حدود ما لم تقتنع إسرائيل بأنها يجب أن تكون دولة طبيعية بحدود معروفة وآن لقادتها التوقف عن التفكير بكيان “من النهر إلى البحر”، وما لم تفعل ذلك فإن السابع أكتوبر لن يكون نهاية ردود الفعل الفلسطينية لمواجهة ومقاومة العنف والقتل والاغتيالات داخل وخارج حدودها، كما أن الأحداث أثبتت أن الآلة العسكرية لا تصنع لها سلاماً.
فيما نشرالكاتب والمحلل السياسي “فيصل اليافعي”، مقاله “تداعيات حرب غزة تصل إلى أوروبا”، في صحيفة العرب، مشيرا أن الحرب بين إسرائيل وحماس من وجهة نظر أوروبا تعد حقل ألغام كشف عن انقسامات واسعة بين دول القارة، وبين الزعماء السياسيين وشعوبهم، وأيضا وبمستوى أعلى من الأهمية بين الغرب والجنوب العالمي الذي كان ضمان دعمه بشأن حرب أوكرانيا هدفا غربيا.
ويشرح اليافعي أن هذه الانقسامات تمتد إلى الشعوب الأوروبية وتظهر فجوة بين من هم في السلطة ومن يصوّتون لهم. كما ان تشكل الاختلافات المجتمعة بين القادة والجماهير داخل الكتل الغربية وعبر الجنوب العالمي يعتبرتحديا هائلا للغرب الساعي لإبقاء الحربين في أعين الرأي العام. ومع تصاعد الحرب في غزة، وتجميد الخطوط الأمامية في أوكرانيا، سيزداد الأمر صعوبة، وقد ينهار التحالف الهش الذي دام طيلة الأشهر التسعة عشر الماضية بصمت.
النهایة
المصدر
الكاتب:Shafaqna1
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-11-01 04:30:51
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي