حل الدولتين مطلوب بسوريا ولبنان ومصر والاردن وليس بفلسطين ؟

Abbas Al mouallem
28-10-2023

منذ بدء العدوان الاسرائيلي على غزة ، صدرت مواقف دولية واقليمية وعربية عديدة تتحدث عن جملة امور تتعلق بهذه الحرب ..
الا ان ابرز هذه المواقف جاء على شكل تقاطع بين كل هذه الدول عن ضرورة احياء حل الدولتين بين فلسطين والكيان العبري ..
على الرغم من ان حكومة نتنياهو لم تبدي اي رأي او موقف حول هذه الدعوة وتعاملت معها كانها لم تكن ، كما كانت تتعامل معها منذ عقود رغم كل الاتفاقات التي ابرمها الكيان مع السلطة الفلسطينية ودول عربية ..
واذا تعمقنا اكثر بجوهر العدوان الاسرائيلي الحالي على غزة وكلام قادة حكومة العدو عن الاهداف التي يعملون على تحقيقها ، نجد انهم ليسوا فقط لا يعترفون بحل الدولتين بل يسعون الى انهاء الوجود الفلسطيني بشكل نهائي ،
وهذا ما عبروا عنه من خلال دعوتهم سكان غزة بالتوجه الى سيناء المصرية ، وهذا هدف ليس بجديد باجندة العدو لتهجير جديد للفلسطينيين من غزة نحو مصر ومن الضفة نحو الاردن ..
حل الدولتين الذي تريده اسرائيل وتقبل به ، ليس على ارض فلسطين ، بل تريديه للفلسطينيين بدول الشتات ،،
تريده بدولة فلسطينية بسيناء مع دولة مصرية ، وبدولة فلسطينية مع الاردن واخرى مع لبنان ..
وهو ما يتماهى مع جوهر المشروع الامريكي للمنطقة وبنود صفقة القرن المعلقة ، والشرق الاوسط الجديد الذي تريده امريكا منذ العام ١٩٩٠ وفشل بتحرير لبنان ٢٠٠٠ واعادة امريكا احياءه باحتلال العراق عام ٢٠٠٣ وافشل بحرب تموز ٢٠٠٦ ..
ولم تتوقف محاولات احيائه بعد ذلك ، بل اعيد الى الواجهة من خلال ما اسمي بالربيع العربي ، الذي ضرب تونس ومصر وليبيا واليمن ومعظم دول المنطقة ، وتم حشد كل قوى الغرب وحلفاءهم بالمنطقة بالحرب على سوريا التي استمرت ١٠ سنوات وحققت فيها دمشق انتصار على هذا المشروع دفعت ثمنه دمارا وحصارا وتهجير ..
اليوم امريكا تحاول مرة جديدة احياء شرق اوسط جديد من بوابة حرب الغاء القضية الفلسطينية وليس الغاء حماس ومسح غزة فحسب ..
هذا الشرق الجديد تقوم ركائزه على حلول الدولتين والثلاث والاربع الدول بالمنطقة ،
يراد منها حل الدول الاربع بسوريا والعراق ولبنان وليبيا واليمن ، وحل الدولتين بمصر والاردن وايران وتركيا ، حلول تفسر تموضع انتشار القواعد العسكرية الامريكية بسوريا والعراق والبحر الاحمر وشرق المتوسط ودول الخليج ،
وتوضح عملية التهجير الممنهج للشعب السوري نحو لبنان والاردن ، وضغوط الغرب لتوطين النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين حيث يتواجدون الان ،
امريكا وخلفها اسرائيل والغرب ، يريدون انهاء القضية الفلسطينية لكي يعيدوا تقسيم المنطقة بتفتيت الدول وتحويلها الى دول على اسس عرقية وقومية واوطان بديلة لمن هجروا من سوريا وفلسطين ..

عباس المعلم / كاتب سياسي

Exit mobile version