Abbas al mouallem
27-10-2023
الاثر النفسي على شعب الكيان العبري وجنوده لمشهد يوم ٧ تشرين لا يزال حاضراً بقوة ، وبتصاعد لم تحد منه الهجمات الجنونية التي يقوم بها جيش الاحتلال بغزة ..
كل وعود قادة الاحتلال وتاكيدهم بانهم عازمون على سحق حم اس وانهاء خطرها ووجودها ، وعلى الرغم من حشد امريكا والغرب دعم غير مسبوق لاسرائيل ، الا ان كل ذلك لم يخفف او يحد من حالة الخوف والهلع لدى المستوطنين والجنود ، ولم يعزز الثقة بقدرة حكومتهم على حمايتهم
ترجمة لذلك لا تتوقف حالات النزوح للمستوطنين من الشمال والجنوب ، ومعظم هؤلاء يخططون للسفر خارج الكيان، وجزء منهم غادر فلسطين نحو بلدان عديدة بالعالم ، ومعظم الذين غادرو قالوا انهم لا نية لهم بالعودة الى كيانهم مرة اخرى ..
وبسياق متصل تتواتر الاخبار بالاعلام العبري عن حالات الانتحار عند المستوطنين والجنود والتي بلغت باحصاء رسمي اكثر من ٣٠ حالة وعشرات الحالات التي وصفت بمحاولة الانتحار ، واشار تقرير للجبهة الداخلية الى ما اسماه تزايد الرغبة لدى المواطنين باستخدام وسائل شتى من شأنها اخراجهم ذهنياً من مشهد ٧ تشرين
وهنا برز تقرير لجمعيات إسرائيلية مختصة بالامراض النفسية عن تزايد غير مسبوق بطلب الادوية النفسية
فقد قفزت نسبة الطلب على شراء الأدوية الخاصة بالأمراض النفسية بين الإسرائيليين، بنسبة 30% منذ عملية “طوفان الأقصى” في السابع من الشهر الجاري، وما أعقبها من تطورات، بحسب موقع (ICE) العبري المختص بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وذكر الموقع الخميس، أن الطلبات التي وجهها إسرائيليون لتلقي رعاية نفسية، سواء عبر الهاتف أو تطبيقات التواصل الاجتماعي إلى جمعية “عيران/eran” التي تنشط في هذا المجال، زادت بنسبة 50% مقارنة بالفترة التي سبقت بدء الحرب.
ونوهت الجمعية عبر موقعها إلى أنه “بسبب تكدس طلبات تلقي الرعاية النفسية، يمكن التحدث إلينا مرة واحدة في اليوم عبر إحدى الخدمات المتاحة حسب اختياركم”.
وناشدت المتضررين نفسيًّا والذين يتواصلون معها قائلة: “يتعين عليكم حين تستخدمون وسائل الدعم المتاحة، أن تُعبِّروا عن أنفسكم بطريقة ثقافية تحترم الآخرين، ويجب ألا تستخدموا عبارات مسيئة”.
وتضع الجمعية شعارًا ضمن تحديث لها عقب بدء الحرب، مخصص هذه المرة للجنود الإسرائيليين، ويحمل الشعار تصميمًا لصورة مجند ومجندة بينما كُتب عليه “أيها الجندي، أيتها الجندية، في الوقت الذي تحموننا، هناك من يحميكم – عيران هنا معكم تحدثوا إلينا”.
وتؤشر البيانات والتحديثات بموقع الجمعية على أنها لاحظت أن المتصلين بها سواء عبر الهاتف أو تطبيق “واتس آب” أو غيره، دأبوا على استخدام عبارات مسيئة مثل السباب، كما إن الشعار الجديد الخاص بالجنود يشرح الحالة النفسية التي لا تقتصر فقط على المدنيين.
أمَّا الموقع الذي نشر التقرير، فقد لفت إلى أن الزيادة في طلب الأدوية الخاصة بالأمراض النفسية بلغت مستويات كبيرة للغاية في الأسبوعين الماضيين، ومنذ بدء العمليات الإسرائيلية في غزة، مضيفًا: “غرقت البلاد في وضع بالغ الصعوبة لا نعلم مدى حجمه، بينما يتدهور الوضع الأمني”.
ونقل عن خبراء نفسيين قولهم إن “بعض الحلول قد تناسب البعض وقد لا تناسب البعض الآخر، وإن النصائح التي يقدمها المعالجون لمن أصيبوا بأزمة نفسية تشمل الاسترخاء وتقنيات مختلفة”، لكنه طالب الجمهور بالتعامل بشكل واقعي.
ونصح المختصون بأنه “عند الإقامة في الملاجئ يتعين بذل نشاط ما بشكل مستمر، والقيام باللعب باستخدام ألعاب الهاتف على سبيل المثال”.
ونقل الموقع نصائح أخرى للإسرائيليين مثل “التركيز على خلق حالة هروب من الواقع، مثل مشاهدة حلقة من مسلسل أو كليبات غنائية، بغية الخروج من نوبات الهلع”.
عباس المعلم / كاتب سياسي